الخميس، 28 يوليو 2016

مَن هم الكرّارون ومن هم الفرّارون الخوّارون
عن السُّنة والشيعة اتحدث

مصطلحات آن اﻷوان لتصحيحها
نحن المسلمين تحكمنا شريعة رب العالمين فتؤطر اخلاقنا وقيمنا فلا تُجيز لنا أن نكون غير منصفين حتى مع اعدائنا كماﻻتجيز لنا أن نبخس الناس اشياءهم أوأن نظلمهم فهذا ليس من شريعة محمد صلوات ربي وسلامه عليه. لقد أمرنا المولى سبحانه وتعالى أن نقول الحق ولو على انفسنا بقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون"
تعودنا أن نسمع هنا وهناك عن اُسود السُّنة وصناديدها والرجولة التي لا تضاهى والصلابة والثبات في المعارك والتفاني في الدفاع عن الدين والعرض والارض وتقديم الغالي والرخيص من اجل ذلك وانهم هم الكرارون واسود الوغى وغير ذلك من الاوصاف العظيمة.كما تعودنا ايضا ان نسمع ونقرأ عن جُبن الشيعة وخورهم وانهم اشباه الرجال وانهم يفرون من المعارك كالنساء وانهم فرارون وخوارون وانهم أجبن من الارانب وووو غيره من اقذع الاوصاف والصفات،وياتُرى هل هذه هي الحقيقة؟؟
الاحداث على الارض والواقع المر الذي نعيشه يقول غير ذلك ولكي نكون منصفين يجب علينا ان نعكس هذه الصفات حتى نكون اكثر إنصافا كما أمرنا رب العزة جلّ في علاه. وبعيداً عن العواطف والاحلام والتشنجات والتمسك بالباطل فاننا اذا اجرينا مقارنة بسيطة نرى بكل وضوح أن المحسوبين على السنة هم الفرارون الخوارون والشيعة هم الكرارون واصحاب الكلمة الفصل، وسأُبرهن في الاسطر التالية بالحجج الدامغة صحة ما أقول والتي لا ينكرها إلا جاهل أو ساذج اومن أخذته العزة بالاثم

لن اتوغل في التاريخ لاثبات ما اقول فليس الجميع مطلع على أحداثه البعيدة لذلك من الصعب الاستشهاد بوقائع حدثت  فيما مضى ﻹسقاطها على الواقع ولكني سأكتفي بالاستشهاد بما يجري في وقتنا الحالي والذي اجزم أن الاغلبية الساحقة منا مطلعون عليه بمعظم تفاصيله.

لو أجرينا مقارنة بسيطة في سلوكيات طرفي الصراع الحالي في بلادنا العربية فسوف نخرج بإستنتاجات مخزية للطرف السُّني ومُشرفة للشيعة. خذ مثلاً مواقف معممي السنة ومعممي الشيعة فسوف تجد فروقا هائلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما فرض تنظيم الدولة سيطرته على الموصل وإمتد بعد فترة وجيزة الى صلاح الدين ما الذي حدث؟
الذي حدث هو ان معمما شيعيا واحدا اصدر ماسماه بفتوى جهاد الكفاء واستطاع من خلالها ان يجمع من المتطوعين قرابة المليوني شيعي مقاتل من العراق وحده خلال اسبوعين او ثلاث ناهيك عن المتطوعين الشيعة من خارج العراق ,في الوقت ذاته رأينا كيف ملأ معممو السنة الدنيا بفتاوى الطعن والتكفير والتحريض ضد مقاتلي التنظيم او اي جماعة سنية مسلحة أخرى، ورأينا كيف توافقت فتاوى معممي السنة وفتاوى كيري واوباما وغيره من الذين يشنون الآن حرباً ضروساً ضد كل من يحاول من اهل السنة ان يدافع عن نفسه وعرضه.
هذا التفاني والاخلاص من الشيعة لدينهم وعقيدتهم ومشروعهم جعلنا نشاهد معمميهم وهم يتقدمون الصفوف في المعارك متوشحين اسلحتهم لا يهابون الموت ويقدمون التضحيات تلو التضحيات بسخاء وكلما ازدادت خسائرهم زاد اصرارهم وتفانيهم في خدمة مشروعهم وقدموا كل ما يملكون من اجل استمرار وكسب المعارك الواحدة تلو الاخرى ومن لم يستطع منهم حمل السلاح والقتال مع اخوانه فانك تجده في الفضائيات يحرض ويشد على ايدي بني جلدته ويبث فيهم روح الحماس والتضحية وفي المقابل ماذا فعل معممو السنة؟لقد فروا كالجرذان المذعورة من مدنهم وملأوا شوارع اربيل وعمان واسطنبول تسكعاً وتسولاً واذا حدث ان استضافتهم احدى الفضائيات فان الشئ الوحيد الذي يجيده هؤلاء هو الولولة والعويل والتسول باسم النازحين ولا ينسون طبعا الطعن بكل مجاهدي السنة ووصفهم بالخوارج والبغاة والتكفيريين وعملاء المخابرات الغربية والشرقية. المُضحك المُبكي أن هؤلاء المعممين الذين يتهمون مجاهدي السنة بانهم عملاء الشرق والغرب وأمريكا وإيران هم انفسهم يتمتعون برعاية وحماية امريكا أو إيران
هذا على مستوى العراق وسوريا أما على مستوى العالم فقد رأينا كيف يتصدر معممو الشيعة المشهد ألإعلامي محرضين أتباعهم يبثون فيهم الحماس من اجل هدفهم الذي لا يختلف عليه اثنان منهم الا وهو "الجهاد" في سبيل دينهم ومقدساتهم لكي يتم لهم التمكين ونشر التشيع في كل ارضٍ يطؤوها . في نفس الوقت نجد معممي السنة يملأون مواقع التواصل الاجتماعية ثرثرة وفتاوى لا تسمن ولا تغني من جوع، فنرى مثلاً احدالذين يتفاخرون بملايين المتابعين يغرد ب"اذا سقطت اللقمة من يدك ماذا ستفعل - فقه آداب الطعام" ولكن سقوط اربع عواصم عربية بيد الفرس لم تحرك شعرة واحدة في جسده وآخر كتب تغريدة يتمنى على الله ان يرزقه الشهادة وهو على فراشه!!! يا للهول!! الشهادة على فراشه الوثير ولربما بين حريمه وجواريه!!! واذا خرج احدهم على الفضائيات فانه بدلاً من أن يبدأ الحديث بالبسملة فانهم يبدأون بالشتم والسب والطعن بالمجاهدين السُنة والتحريض عليهم، وكم اعتدنا في ايامنا هذه على سماع "طوبى لمن قتلهم أوقتلوه" وطوبى لمن قتلهم قتل عاد" وهي موجهة الى مجاهدي السُّنة
في الوقت الذي نرى فيه معممي الشيعة يتمنون الموت في ساحات "الجهاد "فداءً للحسين" و "فداءً لزينب" ووووو الخ من معتقداتهم الباطلة وفي الوقت الذي يسمي جميع معممي الشيعة بلا استثناء مقاتليهم وحشدهم وجيشهم بالحشد المقدس وجيش الحسين ومجاهدي ال البيت ويصفونهم باعظم الصفات نرى أن جميع معممي السنة "الا من رحم ربي" يقومون باكبر عملية شيطنة لكل مجاهد سني حمل سلاحه من اجل الدفاع عن دينه وارضه وعرضه حتى بلغت بهم السفاهه والنفاق انهم بدأوا ينسجون القصص الخيالية 
الكاذبة وينشرونها بين متابعيهم وعلى القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.
لقد استحلوا الكذب ارضاءً لمن يوجههم وطمعا بالعطايا والهبات من اولياء امورهم الذين استعبدوا البلاد والعباد
رأينا ونرى كل يوم تقريباً كيف يخرج معممو الشيعة على الفضائيات ومنها السُنية وهم يشتمون ديننا ويسبون نبينا ويطعنون بعرضه ويكفروننا ويحرضون على قتلنا ويسبون جميع رموزنا وما من احد يرد عليهم بحرف واحد والادهى من ذلك أن معممي السنة في العراق جميعهم تقريبا هم اول الداعمين والمساندين والمدافعين عن مععمي الشيعة وحشدهم وجيشهم حتى بلغت درجة النفاق باحدهم أن صرح علنا على الفضائيات بانه مستعد أن يسب الصحابي الجليل معاوية إذا ما اعطيت له سيارة!!! أي ردة هذه وأي انحطاط خلقي وديني اصاب معممي سُنة العراق خاصة؟؟؟
ولو ابتعدنا بعض الشئ عن المعممين في محاولة للاطلاع على مواقف شيوخ العشائر من الطرفين فسنجد الكلام الآنف ذكره ينطبق بحذافيره على شيوخ العشائر وسوف نجد أولئك الشيوخ وعشائرهم الذين طالما صدّعوا رؤوسنا على مر الزمن بالتغني بالشجاعة العربية والمروءة والشرف والعزة واﻷنفة والكرامة وووو نجدهم تُغتصب اعراضهم أمام أعينهم ويُذبح أبناؤهم ذبح النعاج على يد ميليشيات الشيعة ويأتي الرد بالولولة والصراخ كالنساء على الفضائيات ولا ينسون نصيبهم من شتم وسب وتخوين مجاهدي السُنة
قد يقول قائل بان معممي الشيعة قد تشجعوا اﻵن لان الحكومة شيعية وتدعمهم ايران الخ... وهذا ليس صحيحا اطلاقاً حيث أن الجميع يعلم بان معممي الشيعة لم يتغير موقفهم قط ولم يعطوا الدنية في دينهم ابداً وخير دليل على ذلك هو موقفهم الراسخ في ايام صدام حسين عندما كان في اوج عظمته وقوته لم نر اطلاقا في يوم من الايام أن خرج معمماً شيعياً لكي يطعن بالشيعة أو أن يحرض عليهم أو أن يحرض على مجموعة شيعية ويكفرهم مع وجود احزاب شيعية ترتكب اعمال اجرامية في زمن صدام مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى والفاطميين وغيرهم من الحركات التي كان مجرد الانتماء اليها يعد جريمة عقوبتها الاعدام ومع ذلك لم يخرج علينا معمماً شيعياً واحد ينتقد أو يحرض أو يكفر تلك الجماعات

نعم، الشيعة يقدمون الضحايا بسخاء منقطع النظير واذا قُتل منهم مئة فانهم يزجون بمئتين الى ارض المعركة واذا قُتل منهم الف فانهم يزجون بالفين من اجل دينهم ومشروعهم ولذلك فانهم يكسبون المعارك ويستولون على الارض ولا يُمكن إنكار ذلك. على الجهة الاخرى فاننا نرى أن اهل السُنة هم بين قتيل وطريد وشريد ونازح يتسول على موائد اللئام ويفقدون المدينة تلو الاخرى وينحسرون يوماً بعد آخر. اهل السُنة فضلوا أن يسلموا انفسهم للميليشيات الشيعية وهم بالالاف لتقوم تلك الميليشيات بذبحهم بعد أن داست على كرامتهم وانتهكت اعراضهم أمام اعينهم واشبعتهم اهانة وتعذيبا. هؤلاء فضلوا هذا المصير البائس على أن يحملوا السلاح ليدافعوا عن انفسهم
المصيبة الكبرى أن هؤلاء النازحين الذين تم ذبحهم ذبح النعاج أو حرقهم بابشع الصور على ايدي الميليشيات الشيعية كانوا على يقين من مصيرهم هذا بعد أن شاهدوا بأم اعينهم ماذا جرى لاخوانهم من قبل في صلاح الدين وجرف الصخر وديالى والمقدادية والرمادي وغيرها من المدن السنية التي احتلتها قوات الجيش وتلك الميليشيات ولكنهم مع ذلك فضلوا هذا المصير على أن يدافعوا عن انفسهم واعراضهم ودينهم وارضهم، إذن من هم الخوّارون الفرارون اصحاب الهزائم؟ ليس الشيعة باي حالٍ من الاحوال!! إعدلوا هو اقربُ للتقوى
اتفهم عندما يكون النازحون من النساء والاطفال والشيوخ الذين لا قِبل لهم بالقتال ولكن الذي شاهدناه أن نسبة كبيرة جداً من هؤلاء الذين سلموا انفسهم للذبح هم من الشباب والرجال الذين لو توفرت لديهم الارادة في التضحية لأزاحوا الجبال الرواسي من جذورها والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما الذي جعل هؤلاء يفضلون اﻻستسلام للذبح كالنعاج على حمل السلاح كي يدافعوا عن انفسهم فيموتوا أعزة شهداء بدلاً من مذبوحين اذلاء؟ إنه الجُبن والخور والوهن الذي يجري في عروق هؤﻻء وهذا نتاج تربية لحى النفاق والدجل تُجار الدين الذين ضلوا واضلوا الملايين معهم


قد يقول قائل بان الحديث عن شجاعة الشيعة ليس صحيحا أو انه مبالغ فيه بدليل انهم لولا طيران امريكا وروسيا ما كان لهم أن يستردوا مدينة واحدة وهذا الكلام يبدو معقوﻻ ومن السهل تصديقه ولكن لولا خيانة السُنة وخوارهم وتشرذمهم ما تجرأت امريكا على اطلاق صاروخ واحد على مدن السُنة والادهى من ذلك كله أن الحكومات المحسوبة على السُنة والقسم الاكبر من اهل السُنة واغلبية معممي السُنة هم المحرض والداعم الاكبر عسكرياً واعلامياً ومادياً لأميريكا في قصف المدن السُنية وشيطنةً كل مَن يحمل السلاح من اهل السُنة من اجل الدفاع عن دينه وعرضه وارضه. لو أن نصف الدول السُنية الداعمة والمحرضة لامريكا وقفت ضد قصف مدننا ما تجرأت اميريكا قط على هدم بيوتنا ومدننا فوق رؤوسنا
وبما أننا نتحدث عن الانصاف لذلك وجب علينا أن نذكر ونتفاخر ونعتز بمجاهدي اهل السُنة على قلتهم ونُدرتهم. نحن نعلم يقيناً بأن الف مجاهد من مجاهدي السُنة بامكانهم سحق 60000 من "مجاهدي" الشيعة لولا طيران التحالف الصليبي اﻷعرابي المجوسي ولولا خيانة معظم اهل السنة ووقوفهم  بجانب الشيعة والقتال معهم وهذا ما شاهدناه في معارك تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وغيرها ولكن بنظرة شاملة نجد بأن مجاهدي اهل السنة ومن يناصرهم من عوام الناس لا يشكلون اكثر من عشرة الى خمسة عشر من مجموع سنة العراق وسوريا في احسن الاحوال بينما يُشكل "مجاهدو" الشيعة اكثر من ثمانين بالمئة من مجموع شيعة العراق ناهيك عن الاعداد الهائلة التي تلتحق بهم من شيعة ايران والخليج وافغانستان وباكستان ولبنان وغيرها. اذن ما الذي يجعل هذه الفروقات الهائلة بين هذين الفريقين؟ إنه الوهن والخور الذي زرعه أولئك الذين تلبسوا بلباس الدين اصحاب اللحى المنافقة الذين وجدوا في الدين اربح تجارة مع الشيطان

في الختام اقول كفانا سُخفاً و ببغائيةً بترديد عبارات اعتدنا أن نرددها منذ الصغر بنعت الشيعة "ابناء متعة" و "اشباه الرجال" و "الشيعة الفرارين" وغيرها من العبارات التي تعلمنا أن نرددها كالببغاوات دون أن نعلم في حقيقة الامر بان هذا لم يكن إلا تنفيس عن الخيبات والهزائم التي ذقناها على ايدي هؤلاء القوم. لقد آن الاوان أن نستيقظ ونفيق لا اقول من سباتنا بل من موتتنا ونعيد حساباتنا وتقييمنا للامور من الصفر اذا ما اردنا أن نكون أمة لها مكانتها تحت الشمس.

اشرف المعاضيدي 2016-07-14