السبت، 12 نوفمبر 2022

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس وغلو التخوين

حقائق غائبة 


الفصل السادس والعشرون الآثار الإيجابية للغزو الصليبي لافعانستان

كما ذكرنا سابقا فقد كانت تلك النازلة زلزالا شديدا أدى لتداعيات كثيرة تحدثنا عنها سابقا كما كان لتلك النازلة آثارا إيجابية على العديد من الأصعدة

فعلى الصعيد العالمي اهتزت مكانة أمريكا التي انتشت بعد حرب  الخليج  الثانية  وانهيار الإتحاد السوفييتي حيث عبر عجوز السياسة الأمريكية ريتشارد نيكسون في كتابه أمريكا والفرصة السانحة عن نشوة الأمريكيين حيث قال ما أجمل العالم عام ١٩٩٢ كما ذكر أن الفرصة باتت مواتية لتقود أمريكا العالم ووضع خطوطا عامة للسياسة الأمريكية نحو بقية الدول حسب أهمية كل دولة بالنسبة لأمريكا. فراح الأمريكيون يتصرفون بمنتهى العنجهية والتكبر حتى مع الدول الكبرى فأرسلوا أساطيلهم هنا وهناك التي كانت تفتش البواخر التجارية كما حصل عند تفتيش أحد البواخر الصينية المتجهة إلى إيران كما فرضوا حصارا جائرا على العراق أدى لوفاة مئات الألاف بسبب نقص التغذية والأدوية كما فرضوا العقوبات على ليبيا والسودان وتدخلوا في الصومال وقصفوا بالصواريخ العراق (بعد تدميره عام ١٩٩١) عدة مرات خلال عقد التسعينات كما قصفوا السودان وأفغانستان في صيف عام ١٩٩٨ 

ولاننسى عنجهية وتجبر ديك تشيني وزير دفاعهم أثناء حرب الخليج الثانية وكذلك كولن باول رئيس الأركان المشتركة

كما لن ننسى عنجهية مادلين أولبرايت مندوبتهم لدى الأمم المتحدة ووزيرة خارجيتهم بعد ذلك

كل ذلك حصل في تسعينات القرن الماضي والآن وبعد يوم الثلاثاء الأسود إنقلبت تلك الصورة رأسا على عقب ليرى العالم وقوف جورج بوش الأبن باكيا أمام أنقاض مبنى التجارة العالمية وأما على صعيد العالم الغربي فقد أحدثت تلك العملية صدمة عنيفة في الشعور الباطن نتيجة الشعور بالاهانة واالجرح العميق الذي أحدثته تلك الضربة الموجعة وهذا ما لمسته بنفسي ممن أعيش بينهم. فسبحان مغير الأحوال 

هذا من الناحية المعنوية اما على صعيد الخسائر المادية فقد ذكرنا سابقا بأنها تساوي ٢ تريليون دولار نتيجة إنهيار البورصة وتوالت بعدها الخسائر بانهيار الكثير من الشركات العملاقة مما ضاعف من الخسائر الاقتصادية وزاد الطين بلة غزوهم للعراق مما أدى لخسائر فادحة أدت فيما بعد للأزمة الكبرى عام ٢٠٠٨

وعلى الصعيد  الأمنى فقد عاشت أمريكا حالة من الهستيريا خلال الشهور التالية بسبب إشاعات حول الحرب الجرثومية وخاصة الجمرة الخبيثة حيث استغلت العصابات اليمينية المتطرفة تلك الحالة فراحت ترمي البودرة البيضاء كالدقيق أو الجبس في الشوارع مما أثار الذعر والهلع عند الناس وأدى لاستدعاء المختصين للتحقيق

واليوم ورغم مرور أكثر من عقدين على تلك الحادثة لم تقم الحكومة الأمريكية بنشر أي تحقيق أمني حول تلك العملية ولم تقدم أي شخص من الذين اعتقلتهم للمحاكمة وقد تم تكليف داهية السياسة الأمريكية هنري كيسينجر للتحقيق في تلك العملية فاعتذر عن هذه المهمة ولعله أشار على حكومته بعدم نشر أي تحقيق أمني يقطع الشك باليقين حول ماحدث حتى تبقى تلك العملية مجالا خصبا للمرجفين من إصحاب نظرية المؤامرة وهذا هدف مقصود بحد ذاته حتى نظل نعانى من عقدة النقص والعجز التي حطمتها تلك العملية

وبعد تلك العملية خصصت الإدارة الأمريكية وزارة خاصة للأمن الداخلي رصدت لها ميزانية بمليارات الدولارات كما تم تشديد الإجراءات الأمنية في جميع المرافق وخاصة المطارات مما أرهق الميزانية بمزيد من الأعباء والقائمة تطول إنما نكتفي  بهذا القد وأما التأثيرات الإيجابية على صعيد إمتنا فسوف نتحدث عنها لاحقا إن شاء الله




2022-11-12
كاتب من بيت المقدس