الاثنين، 22 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الثامنة و الاخيرة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الاول
مستقبل المسلمين في أوروبا
 المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وتأثير ذلك على وضع المسلمين في القارة العجوز
 كما ذكرنا سابقا فإن الصراع بيننا وبين الروم قد بدأ منذ أن بزغت شمس اﻹسلام إلى يومنا هذا والتي أخذت أشكاﻻ شتى من مواجهات عسكرية وحرب فكرية وعمليات تنصير وشتى أنواع المؤمرات والدسائس والحرب بيننا وبينهم سجال أي يوم لنا ويوم علينا.وحتى ﻻنذهب بعيدا في هذا الموضوع سنكتفي بالحديث بصورة مختصرة عن اﻷحداث التي تلت سقوط الخلافة اﻻسلامية حيث تم تفتيت العالم اﻹسلامي واحتلال أجزاء واسعة منه كما تم زرع الكيان اليهودي اللقيط في بيت المقدس وبعد الحرب العالمية الثانية انسحبت جيوش اﻻحتلال من معظم البقاع بعد أن رتبت أشكاﻻ أخرى من الهيمنة عن طريق وكلائها المحليين الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد جلاء الغازي اﻷجنبي وهكذا صارت دول الغرب تتحكم بمقاليد اﻷمور في العالم اﻹسلامي من خلال وكلائها دون الحاجة للتدخل المباشر اللهم إﻻ في بعض الظروف اﻻستثنائية كما حصل في حرب السويس عام 1956
 في هذه اﻷثناء اصيبت دول العالم الثالث ومنها دول العالم اﻻسلامي بخديعة كبرى اسمها اﻻستقلال ونسي المسلمون في خضم سكرة اﻻستقلال ضياع الخلافة اﻻسلامية وضياع الحكم بما أنزل الله حيث سيطرت العلمانية وما يتبعها من دعوات جاهلية كالقومية والوطنية.....و...وغيرها على عقول أغلب المسلمين ولكن الله قد تكفل بحفظ دينه فبدأت اﻷمة بالعودة إلى دينها بصورة تدريجية حتى إذا ماوصلنا إلى الثلث اﻷخير من القرن الماضي  صارت الصحوة اﻹسلامية أمرا واقعا يفرض وجوده على جميع اﻷصعدة وفي هذه اﻷثناء وقع الغزو الروسي ﻻفغانستان فاستغلت أمريكا ومعها دول الغرب الحادثة ﻻستنزاف اﻹتحاد السوفييتي فكانت هذه الحادثة بمثابة شهر العسل(الذي لم يدم طويلا)بين العالم اﻹسلامي ودول الغرب التي أعطت الضوء اﻷخضر لوكلائها في المنطقة بمساعدة المجاهدين اﻷفغان بالمال والسلاح بل وحتى بالرجال فكانت النتيجة سفر اﻵﻻف المؤلفة من الشباب المسلم إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد ضد الغزو الروسي وهذه المدة الزمنية تعتبر الفترة الذهبية للجاليات اﻹسلامية في أوروبا التي شارك بعض أبنائها في الحرب اﻷفغانية والتي انتهت بهزيمة الروس وسقوط الشيوعية وإحياء فريضة الجهاد التي كادت أن تزول من واقع المسلمين فكان من نتيجتها اندﻻع اﻻنتفاضة اﻷولى في الضفة الغربية وقطاع غزة كما خرج العراق منتصرا من الحرب مع إيران وقد امتلك ترسانة عسكرية ضخمة كما سار خطوات كبيرة نحو التصنيع الحربي مما رفع معنويات أبناء اﻷمة وﻷول مرة بدأت اﻷمة تستعيد ثقتها بنفسها.هنا شعر الغرب بأن أمة اﻹسلام قد بدأت تنهض من جديد فما كان منهم إﻻ أن افتعلوا حرب الخليح الثانية بهدف تحطيم إرادة اﻷمة وإعادتها إلى نقطة الصفر من جديد 
 لقد قدحت تلك الحرب شرارة المواجهة الحالية بين العالم اﻹسلامي والغرب حيث أنها أدت لسقوط دعاوى اﻻستقلال الزائفة التي انخدعت بها جماهير اﻷمة لعقود كما أنها  جرحت كبرياء اﻷمة وكرامتها فولدت شعورا عارما للرغبة باﻻنتقام من العالم الغربي برمته وخاصة أمريكا وهذا ما أشارت إليه صحيفة دير شبيغل اﻷلمانية في مقال مطول نشرته بعد انتهاء حرب الخليح الثانية وقامت مجلة الرائد اﻻسلامية الصادرة عن المركز اﻻسلامي في آخن بترجمته حيث تحدث كاتب المقال عن تلك الحرب كما تحدث عما ولدته تلك الحرب من رغبة عارمة عند المسلمين باﻻنتقام من أمريكا وقال وبالحرف الواحد إن عشرات اﻵﻻف من العراقيين الذين قتلوا في هذه الحرب لن ينالهم العفو ولن يطويهم النسيان بل إن ذلك قد ولد رغبة عارمة باﻻنتقام عند أمة تملك رؤية أخرى للموت والحياة وقال أيضا وكما كانت الحرب العالمية اﻷولى بداية للحرب الثانية فإن هذه الحرب مقدمة لحروب بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي وقد تأخذ هذه الحروب أشكاﻻ شتى عسكرية واقتصادية وغيرها
 نعم لقد فهم مفكرو العالم الغربي تلك الحرب على حقيقتها أي أنها أحد فصول المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وهذا مالم يدركه قطاع كبير من مفكرينا والدعاة عندنا ممن فهموا اﻷمر بصورة بالغة في السذاحة والتسطيح بأن ماحصل هو اعتداء غادر من صدام حسين على دولة الكويت وأن اﻷمريكيين قد جاءوا لمساعدة الكويت بناء على طلب الحكومة الشرعية وأنهم قد أدوا ماعليهم ثم انسحبوا إلى بلدانهم بعد ذلك
 لقد صدق كاتب ذلك المقال(في جريدة دير شبيغل) فيما ذهب إليه إذ لم يمض عامان على انتهاء تلك الحرب حتى وقعت أول محاولة لتفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك وكان أحد المشاركين في تلك المحاولة من أبناء العراق وهذا ماأشار إليه سالم الجميلي رئيس شعبة أمريكا في المخابرات العراقية سابقا في مقابلة له مع تلفزيون روسيا
 وبعد ثمان سنوات من تلك المحاولة وقع هجوم الحادي عشر من سبتمبر والذي فتح الباب على مصراعيه للمواجهة بين العالم الغربي والعالم اﻹسلامي ممثلا بطليعته المجاهدة والذي كان من نتيجته تفجر ثورات الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة الهجرة الجماعية ألى أوروبا وما يسمى بالحرب على اﻹرهاب والتي ماتزال مستمرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى يومنا هذا
 والسؤال المطروح هو مامصير هذه المواجهة وماتأثيرها على مستقبل المسلمين في أوروبا وهذا ماسنتناوله في الفصل القادم إن شاء الله

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الثامنة و الاخيرة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
مآﻻت المواجهة مع الغرب وتأثير ذلك على مستقبل المسلمين
 كما ذكرنا سابقا فالمواجهة لم تتوقف لحظة واحدة بين العالم اﻹسلامي والغرب وإن مرت بفترات من الهدنة المؤقتة واليوم نعيش حالة من المواجهة العسكرية كانت قد بدأت منذ حرب الخليج الثانية كما أسلفنا وهذه المواجهة قد ازدادت ضراوتها بمرور الوقت حتى وصلنا إلى الوضع القائم حاليا والذي يمكننا توصيفه بالحرب بالوكالة حيث يتحمل العبء اﻷكبر من تلك الحرب أدوات الغرب عندنا من حكومات فاسدة وأقليات عميلة تؤديان دور رأس الحربة للعالم الغربي أما من جانبنا فتتولى طليعة اﻷمة المجاهدة دور الحربة في تلك المواجهة وهذا موضوع مستقل فيه تفصيل كثير نسأل الله أن يعيننا على التعرض له ببحث مستقل ﻻحقا
 وقد تنبأ الشيخ سفر الحوالي قبل ربع قرن بمجريات اﻷحداث الحالية وقد ذكر ذلك في محاضرة حول هذا الموضوع وكان مما قاله أن أمريكا قد مولت عام 1983مئة وعشرين ندوة عن الصحوة اﻹسلامية وأن العالم الصليبي شرقه وغربه سيتوحد لمواجهة العالم اﻹسلامي الذي ستشهد بلدانه عملية انفتاح نتيجة سقوط اﻷنظمة الشمولية وستنقسم الجماعات اﻹسلامية إلى تيارين التيار "المعتدل" الذي سيتنازل عن الكثير من ثوابت الدين ويقبل بما يقدم له من وزارات ونقابات ليفقد في النهاية قضيته اﻷساسية (أي بتعبير آخر ليتحول إلى تيار علماني يحمل رائحة اﻹسلام) وأما التيار اﻵخر فهو الذي لن يرضى بغير اﻹسلام النقي وستحصل المواجهة بين التيارين وسيدعم الغرب التيار اﻷول ضد التيار اﻷصولي( والذي يسمى في أيامنا هذه باﻹرهاب) فإذا فشل التيار اﻷول في تلك المواجهة هنا يجد الغرب نفسه مضطرا للدخول بالمواجهة المباشرة مع العالم اﻻسلامي الذي سيستفز نتيحة التدخل المباشر من الغرب
 هذا خلاصة ماقاله الشيخ سفر الحوالي قبل ربع قرن وهو مانراه واقعا قائما بصورة مجملة ونحن هنا سنكتفي بالحديث عن ما يتعلق بموضوعنا اﻷصلي وهو مستقبل المسلمين في أوروبا
 نلاحظ أن العالم الغربي يسعى جاهدا ﻷن تظل المواجهة غير معلنة وهو يحرص على أن تتولى أدواته في المنطقة( من أنظمة عميلة ونخب فكرية وسياسية وأقليات دينية وعرقية)المواجهة بالنيابة وستستمر عمليات التضليل والتهويش اﻹعلامي حتى تستمر حالة الضبابية في اﻷمة ويبقى العملاء يتحملون عن الغرب ثمن المواجهة ماديا وبشريا في هذه اﻷثناء لن يتعرض المسلمون في القارة العجوز ﻷية مضايقات على المستوى الرسمي أي من قبل السلطات الحاكمة ولكن ومع استمرار المواجهة وانخراط المزيد من أبناء اﻷمة فيها وعجز اﻷدوات المحلية عن المواجهة هنا قد يضطر الغرب إما للتدخل المباشر كما ذكر الشيخ سفر الحوالي وهو اﻻحتمال اﻷرجح والذي تؤيده الوقائع القائمة حاليا رغم وجود رأي عام ﻻيؤيد التدخل المباشر بسبب ماتعرض له الغربيون من خسائر ثقيلة نتيجة حربي العراق وأفغانستان لكن الواقع يقول أن تلك الحكومات يسهل عليها اختراع اﻷكاذيب وتهيئة الرأي العام للقبول بمثل تلك الخطوات الجنونية كما حدث أثناء غزو العراق عام 2003 وفي هذه الحالة قد تتعرص الجاليات اﻹسلامية في أوروبا وأمريكا لظروف صعبة ومضايقات كثيرة وقد تدخل في المواجهة المباشرة إذا وصلت المواجهة إلى مرحلة كسر العظام ومثل هذه الخطوة ستكون بالنسبة للدول الغربية أشبه باﻻنتحار ﻷن تلك الدول لن تستطيع حسم المعركة مع العالم اﻻسلامي حتى ولو لجأت إلى استعمال القنابل النووية إذ أن الدول الغربية ستخسر جميع مصالحها في العالم اﻹسلامي ولكن وكما يقول الشيخ سفر الحوالي فإن الغرور والشعور بالتفوق قد يدفع القوم ﻻرتكاب مثل تلك الحماقة وقد يتساءل البعض هل سنشهد محاكم تفتيش جديدة على غرار ماحصل في البلقان قبل عقدين من الزمن.إن هذا اﻷمر مستبعد على المستوى الرسمي حيث أنه يعني كما أسلفت انتحارا بالنسبة للدول اﻷوروبية حيث أن اﻷمر يتعلق بعشرات الملايين من البشر الذين يتواجدون في جميع أنحاء البلاد وفي كل مرافق المجتمع  فلا يمكن عزلهم في أماكن محددة والتخلص منهم بعد ذلك بسهولة بل إن اﻻقدام على مثل هذه الخطوة سيؤدي لحروب أهلية داخل بلدان القارة يصعب عليهم تحمل نتائجها
 لكن اﻻحتمال الراجح هو قيام عوام الناس وبتحريض من المنظمات العنصرية بعمليات انتقام من المسلمين ومثل هذه اﻷعمال تقع باستمرار في كل مناسبة تقدم فيها وسائل اﻻعلام معلومات مشوهة عن اﻹسلام والمسلمين ﻷن عوام الناس في أوروبا تتأثر كثيرا بما تبثه وسائل اﻻعلام كما أسلفنا لذلك حرصت وسائل اﻻعلام منذ تسعينات القرن الماضي على الحد من اظهار البرامح التي تسيء للاسلام والمسلمين ﻷن ذلك من شأنه تقوية الشعور بالهوية عند المسلمين الذين يراد لهم أن يظلوا بلا هوية وﻻ قضية وأقول من باب اﻻنصاف إن السلطات في أكثر الدول اﻷوروبية تتعامل مع اﻷعمال العنصرية ضد المسلمين بحيادية ومهنية أي يتم التحقيق في تلك اﻷعمال ويحاسب المسؤولون عنها.أما إذا وقعت المواجهة الشاملة فلن تبقى اﻷمور على هذه الحالة والله أعلم وأما اﻻحتمال الثاني فهو أن يغلب التعقل على قادة الغرب فلا يقدمون على خيار المواجهة وتحصل هدنة بين أمة اﻹسلام والغرب وفي هذه الحالة سيبقى وضع المسلمين في أوروبا على ماهو عليه
 وعلى أية حال فإن السنوات القادمة سوف تشهد أحداثا جسيمة سيترتب عليها إعادة رسم النظام العالمي من جديد وسيكون لتلك اﻷحداث تأثيرها المباشر على مستقبل المسلمين في أوروبا كما أسلفنا والله أعلم

الأحد، 14 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
العداء التاريخي بين العالم اﻹسلامي وأوروبا
 وبعيدا عن المجاملات اللفظية فإن الخلاف القائم بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي عميق الجذور وهو  خلاف حضاري يشمل كل مناحي الحياة حيث تقوم الحضارة اﻹسلامية على العبودية المطلقة لله تعالى(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).أما الحضارة الغربية فتقوم على تأليه اﻹنسان فاﻻنسان هو كل شيء في تلك الحضارة فهو الذي يشرع ويحكم ويخطط وينفذ لما يرى فيه صلاحه في هذه الحياة وقد  أشار الشاعر اﻻنكليزي روديارد كبلنغ إلى هذه الحقيقة عندما قال الشرق شرق والغرب غرب وﻻ يلتقيان وهذا موضوع واسع ومتشعب ولن ندخل في تفاصيله لذلك نرى أن الصراع القائم بين الحضارتين يمتد عبر التاريخ وتتوارثه اﻷجيال جيلا بعد جيل وهذا ماأشار إليه القرآن الكريم في آيات عديدة منها قوله تعالى(ولن ترضى عنك اليهود وﻻ النصارى حتى تتبع ملتهم )وقوله تعالى(وﻻيزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).وشواهد التاريخ على استمرار الصراع بين الحضارتين اﻻسلامية واﻻوروبية خير شاهد على ذلك حيث أن الحروب لم تتوقف بيننا وبينهم منذ موقعة مؤتة حتى يومنا هذا
وهذا ﻻيعني أن كل فرد ينتمي لتلك الدول هو عدو لدود لنا فهذا أمر ﻻيقول به عاقل إذ أن الحديث عن العداء بين اﻷمم والحضارات ﻻينسحب على أعيان اﻷشخاص إذ عند الحديث عن اﻷفراد علينا أن نحكم على كل شخص بمفرده وهنا نستطيع تمييز عدة مستويات من اﻷفراد
المستوى اﻷول وهم عامة الناس فهم كعامة الناس في أية أمة فيهم اناس سيئون ومجرمون وهؤﻻء الناس لن نتوقف عندهم كثيرا إذ ﻻقيمة وﻻوزن لهم. وهناك إناس طيبون ﻻيحبون الظلم ويكرهون كل الصفات الدنيئة ولديهم مشاعر طيبة نحو غيرهم من البشر ويكرهون إيذاء اﻵخرين بل إن الكثيرين منهم يكرهون إيذاء حتى الحشرات والحيوانات وهؤﻻء الناس يمثلون قطاعا ﻻبأس به من تلك اﻷمم لكن هؤﻻء الناس يتأثرون بما تقدمه لهم وسائل اﻹعلام من أخبار وتحليلات فهم يتفاعلون مع مختلف القضايا حسب طريقة تعامل وسائل اﻹعلام معها فقد ﻻحظنا تعاطفا كبيرا مع قضية المهاجرين السوريين بسبب طريقة تعامل وسائل اﻹعلام مع هذه القضية كما أسلفنا.وبالطبع ﻻيمكننا الحكم على العلاقة بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي من خلال هذه الشريحة من الناس ﻷن القضية أكبر من هؤﻻء الناس الذين ﻻيمثلون الذاكرة الجماعية ﻷمتهم ويتحركون وفق ما يملى عليهم من كبار القوم وهم خواص الناس وهم الفئه اﻷهم في تلك المجتمعات وينتمي لهذه الفئة كبار رجال الكنيسة والسياسة واﻹعلام والمفكرين والمنظرين وهذه الشريحة من الناس هم من يتحكم برسم السياسة الداخلية والخارخية للبلاد وهم يتحكمون بمناهح التعليم ووسائل اﻹعلام والفن واﻻقتصاد وكل مناحي الحياة وهم من يتحكم بموقف تلك البلدان من قضايا العالم اﻹسلامي فالتاريخ والجغرافيا والدين كل ذلك حاضر في ذاكرتهم بتعبير آخر هم يعرفون تاريخ العلاقة بين بلدانهم وبين أمة اﻹسلام بدءا من معركة مؤتة مرورا بالفتوحات اﻻسلامية والحروب الصليبية وفتح القسطنطينية وانتهاءا بأحداث تاريخنا المعاصر كما أن الجغرافية حاضرة في ذاكرتهم فهم يعرفون تماما حدود اﻻمبراطورية الرومانية التي صارت بلادا إسلامية ويعلمون جيدا أن استانبول كانت عاصمة للامبراطورية  الشرقية فصارت مدينة اسلامية.كما يعرفون جيدا مايقوله القرآن فيهم ويعلمون أن ذلك يمثل عقيدة ثابتة في قلوب وعقول المسلمين كل ذلك وغيره يعلمونه وهو غير خاف عليهم كما ﻻيمكن خداعهم أو تضليلهم  أو تغيير قناعاتهم كما يتوهم بعض السذح من بني جلدتنا وهم يبنون سياسات بلادهم بناء على تلك المعرفة
 ومن اﻻنصاف أن نذكر وجود عدد قليل من المنصفين في هذه الطبقة ممن يعرفون كل الحقائق التي أشرنا إليها ومع ذلك يريدون أن تتصرف بلدانهم بصورة عادلة نحو قضايا المسلمين وهم يعارضون المواقف المجحفة والتصرفات الظالمة الصادرة عن بعض الحكومات الغربية تجاه قضايا المسلمين بل إن بعضهم يقدم تفسيرا منطقيا لتصرفات بعض المسلمين التي تأخذ طابعا مفرطا في العنف كأحداث 11سبتمبر وتفجيرات مدريد عام 2004ولندن في العام التالي وأحداث باريس بداية ونهاية العام الماضي بل إن هؤﻻء الناس يقدمون تفسيرات ويستعملون لغة ﻻيتجرأ أكثر المسلمين على  اسعمالها وخلاصتها  أن تلك اﻷفعال هي ردود فعل على الظلم الذي يتعرض له المسلمون في بلادهم والذي تتحمل الدول الغربية وزره
 هذه هي لمحة مختصرة عن الخلفية الحضارية والتاريخية للصراع بين العالم اﻻسلامي والعالم الغربي ولنعرف مستقبل المسلمين في أوروبا ﻻبد لنا من الحديث بشيء من التفصيل عن مآﻻت المواجهة الحالية بيننا وبينهم بشيء من التفصيل لنصل بعد ذلك للفصل اﻷخير من البحث وهو مستقبل المسلمين في أوروبا

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

مستقبل المسلمين في أوروبا
 الجزء اﻷول
الصليبية والصليبيون
لكي نضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع ﻻبد لنا من لمحة مختصرة نسلط فيها الضوء على العلاقة بين العالم اﻹسلامي والقارة العجوز وحتى ﻻيكون طرحنا مجتزءا سنتعرض لهذه المسألة من جميع أبعادها التاريخية والعقائدية والسياسية
وفي البداية ﻻبد من شرح بعض المفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع فنقول ابتداء إن مسلمي أوروبا هم جزء ﻻيتجزأ من أمة اﻹسلام وبالتالي فإن حاضرهم ومستقبلهم مرتبط بمسارات المواجهة القائمة بين العالم اﻹسلامي وأوروبا وحتى نفهم هذا الموضوع ﻻبد من توضيح بعض المفاهيم التي تتحكم في العلاقة بين الطرفين هذه المفاهيم قد تبدو بعيدة عن الموضوع المطروح ولكننا نرى أننا مضطرون للتوقف عندها لنفهم اﻷبعاد التاريخية والعقدية للموضوع المطروح إذ أن اﻻستغراق في تفسير الحدث اﻵني دون استحضار البعد التاريخي والعقدي للحدث السياسي يؤدي لتقديم صورة مسطحة للمشهد القائم وهذا من شأنه تضليل اﻷمة وتعميق حالة الضبابية وتكريس حالة اﻻنهزامية والغثائية وهذا مانسعى لمحاربته ونعمل على تجاوزه
 أوﻻ الصليبية والصليبيون
 لقد عادت هذه الكلمات إلى الواجهة في السنوات اﻷخيرة ويعترض بعض المسلمين على استعمال هذه الكلمة متذرعا بأن أكثر اﻷوروبيين ﻻيؤمنون بالنصرانية وبالتالي فهم ﻻيحملون الصلبان وبالتالي فلا يمكننا أن نسميهم بالصليبيين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية الشكلية
 وبالعودة ﻻستعمال الكلمة عند المسلمين نرى أن استعمالها بدأ منذ زمن الحروب الصليبية وبعد ذلك استعملت للدﻻلة على كل من يظهر العداء للاسلام والمسلمين من النصارى حتى وإن كان من المقيمين في بلاد المسلمين وأما تعبير الصليبية عند اﻷوروبيين فيستعمل للدﻻلة على القدسية فعندما يقولون حربا صليبية فإنهم يعنون بها حربا مقدسة وهذا ماشاهدناه عندما استعمل اﻷحمق المطاع بوش اﻻبن هذه الكلمة أثناء الغزو الصليبي ﻻفغانستان ومثل ذلك فعل قساوسة الكنيسة الروسية أثناء توجه الروس لغزو بلاد الشام مؤخرا وهذا يعني أن حروبهم ضدنا تحمل طابعا دينيا وإن أنكروا ذلك.وبالطبع ﻻيقتضي وصف اﻷوروبيين واﻷمريكيين بالصليبيين أن يكون كل فرد منهم يحمل شارة الصليب فهذا اﻷمر غير حاصل بل إن هذه الصفة تنطبق على مجتمعاتهم ودولهم وهذا ﻻيقتضي أن تنسحب تلك الصفة على أعيان اﻷفراد
 وأما اصرارنا على تسميتهم بالصليبيين فهو استعمالهم للصليب على عدة مستويات
فعلى المستوى الديني يرفع الصليب فوق الكنائس والمقابر ويستعملون كلمة الصليبية للدﻻلة على قدسية أي شأن كوصفهم الحرب بالصليبية للدﻻلة على أنها حرب مقدسة كما أسلفنا
 وعلى المستوى السياسي فالصليب موجود في أعلام العديد من الدول اﻷوروبية كما أنه شعار للعديد من المنظمات السياسية كالنازية مثلا
 وعلى الصعيد اﻹنساني فقد أتخذوا الصليب شعارا لمنظمة الصليب اﻷحمر العالمية كما أنه صار رمزا للاسعاف وشعارا للمشافي
 فالصليب شعار مقدس عند القوم ويستعمل على الصعيد الديني والسياسي واﻹنساني فلماذا ننفي عنهم صفة ارتضوها ﻷنفسهم وقد أعطوها صفة القدسية
 وقبل أن ننهي هذه الفقرة ﻻبد لنا من اﻹشارة بأن تاريخ  الحروب الصليببة مايزال يشكل جزءا هاما في ذاكرتهم الجماعية والتي تحكم علاقتهم باﻹسلام والمسلمين والقائمة على العدائية المطلقة وهذا ماسنتحدث عنه في الفقرة التالية إن شاء الله

السبت، 6 فبراير 2016



الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء الثاني
هل تشكل هجرة المسلمين أية مخاطر على هوية أوروبا الثقافية؟؟؟؟
 لقد انتشرت العديد من المقوﻻت على صفحات اﻻنترنيت التي تتحدث عن تحول أوروبا إلى اﻹسلام نتيجة ازدياد عدد المسلمين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية النظرية فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر فقد تضاعف عدد مسلمي السويد إلى عشرة أضعاف(حسب اﻹحصاءات الرسمية)حيث بلغ عدد المسلمين عند قدومنا إلى هذه البلاد بداية عقد الثمانينات أي قبل ثلت قرن حوالي 40000 نسمة ويبلغ عددهم اﻵن حوالي نصف مليون(والعدد الحقيقي ضعف هذا الرقم).كما ازدادت أعداد المسلمين في بقية الدول اﻷوروبية بنسب متفاوتة حتى وصل عدد مسلمي أوروبا حوالي 56مليون من أصل 700 مليون كما أسلفنا وهذا الرقم في ازدياد مستمر نتيجة الهجرة المستمرة إضافة للزيادة الطبيعية مما يجعل المسلمين يشكلون غالبية سكان القارة العجوز على المدى البعيد إذا وضعنا في اﻻعتبار تناقص عدد سكان البلاد اﻷصليين نتيجة العوامل التي سبق لنا الحديث عنها.هذه المقولة تبدو وجيهة وصحيحة من الناحية النظرية وهي ﻻ شك أنها قد تم طرحها لتبرير تقصير الدول العربية في استقبال اللاجئين السوريين كما أنها تحمل طابعا رغبويا عند البعض اﻵخر
 وهنا ﻻبد لنا من التوقف عند هذه المقولة لمناقشتها من الناحية العملية بعيدا عن العواطف والتفكير الرغبوي أوالتبريري
 لقد ذكرنا سابقا أن القيادات السياسية في الدول اﻷوروبية تسهر على خدمة شعوبها وهم يخططون لعقود بل إنهم يتدخلون في شؤون الدول اﻷخرى ويرتبون اﻷوضاع فيها بما يخدم مصالحهم لعقود أيضا فلا يعقل تغافلهم عن هذا اﻷمر وقد شاهدنا خلال فترة وجودنا كيف تمت إزاحة بعض اﻷجانب ممن وصلوا إلى مراكز مهمة في السويد من مكانهم ومثال على ذلك شخص يدعى رفعت السيد(من مصر) ممن تمكن من أن يكون أكبر الملاكين في إحدى شركات اﻷدوية المسماة فيرمنتا وتمت ازاحته من مركزه بتحريك بعض المآخذ المعروفة عنه سابقا وكان ذلك في النصف اﻷول من ثمانينات القرن الماضي يومها جرى الحديث كثيرا عن السقف الذي ﻻيسمح للاجانب تجاوزه خاصة إن كانوا من العرب أوالمسلمين وبالطبع ﻻ يوجد أي شيء معلن في هذا الخصوص بل إن اﻷمور المعلنة هي على النقيض من ذلك السلوك
 وبالعودة إلى موضوع التغيير الديموغرافي وتأثيره على تغيير الطابع الثقافي للقارة العجوز فلابد أن مراكز الدراسات وصناع القرار على دراية تامة بهذا الموضوع ولديهم الخطط والبرامج اللازمة للحيلولة دون حصول هذا اﻷمر وليس بالضرورة أن تكون هذه اﻷمور معلنة بل كما أسلفنا إن القوانين المعلنة تتحدث عن المساواة بين الجميع بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأصولهم وخلفياتهم.وهذا ﻻيعني أن جميع الخطط المرسومة ستؤدي إلى النتائج المرجوة فهم بشر لذا قد تفشل الكثير من خططهم وقد تكون النتائج عكسية وحتى كارثية في بعض اﻷحيان وهذا موضوع آخر ﻻينفي وجود الخطط كما أننا ﻻننفي وجود بعض الخطط المرتجلة وغير المدروسة في بعض اﻷحيان خاصة عندما تفاجئهم بعض الحوادث غير المتوقعة كما حصل بأحداث الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة اللاجئين التي نتحدث عنها
 وﻻيستبعد البدء باتباع اﻻجراءات التي تحد من زيادة أعداد المسلمين مع التشديد التدريجي باتخاذ القرارات وصولا للاجراءات التعسفية في نهاية المطاف إذا دعت الحاجة لذلك حتى ولو أدى اﻷمر إلى محاكم تفتيش جديدة وقد شاهدنا ما حصل لمسلمي البلقان في تسعينات القرن الماضي كل ذلك حدث داخل حدود القارة العجوز وبمباركة وتشجيع من تلك الدول التي لم تتدخل لمنع تلك الجرائم البشعة بل رأينا كيف سهلت القوات اﻷممية للصرب ارتكاب العديد من الجرائم وهذا موضوع آخر لن نستفيض بالحديث عنه وما حصل مرة يمكن أن يتكرر مرات ومرات وهذا اﻷمر مرتبط بتطور الصراع بين العالم اﻹسلامي ودول المركز في المستقبل وهذا ماسنتحدث عنه بشيء من التفصيل إن شاء الله ﻻحقا وباختصار شديد نقول إن هذا اﻷمر غير مطروح في الوقت الراهن لوجود الكثير من العوامل التي تمنع تحول الصراع إلى صراع مكشوف حيث تتولى أدوات المركز(وفي مقدمتها أنظمة الحكم الوظيفية في دول العالم اﻹسلامي) القيام بالدور المنوط بها نيابة عن دول المركز فلا تحتاج تلك الدول للدخول بمواجهة مكشوفة مع العالم اﻹسلامي غير مضمونة النتائج وبالتالي فلا حاجة للاجراءات التعسفية كذلك ﻻحاجة لمحاكم التفتيش في الوقت الراهن.وأما بخصوص التهديدات اﻷمنية الناشئة عن وجود المسلمين فهذا الموضوع ليس أمرا جديدا فقد وقعت على أراضي القارة اﻷوروبية سابقا العديد من العمليات ضد الكيان اليهودي منها على سبيل المثال ﻻ الحصر قتل أعضاء فريق كرة القدم اليهودي أثناء دورة اﻷلعاب اﻷولومبية في مدينة ميونخ اﻷلمانية في صيف عام 1972ومع ذلك فقد تم تجاوز هذا الحادث لكن الوضع اﻵن يختلف عما كان عليه في سبعينات القرن الماضي وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا إن شاء الله

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء اﻷول
 هل تشكل هجرة المسلمين إلى ألى أوروبا أية مخاطر ثقافية وأمنية وهل هناك ثمة مخاطر على المسلمين من هجرتهم إلى أوروبا
 وسنبدأ بالحديث عن الموضوع الثاني قبل غيره
 لقد انتشرت بعض المقاﻻت في اﻻنترنيت تتحدث عن تنصير المهاجرين وذهب بعضهم ﻹلقاء اللوم على الذين قرروا الهجرة وآخرون طالبوا المسلمين الذين يعيشون في بلدان غير المسلمين بالعودة إلى بلادهم وقبل الخوض في هذا الموضوع ﻻبد لنا أن نطرح سؤاﻻ بسيطا يفسر لنا هجرة المسلمين إلى أوروبا بشكل خاص وهو ماهي الدول اﻹسلامية التي فتحت أبوابها ﻻستقبال اللاجئين السوريين.؟؟؟؟؟
فيما عدا الدول المجاورة لسورية والتي وجدت نفسها مرغمة على استقبال الذين اقتحموا حدودها هربا من جحيم الحرب فلم تستقبل بقية الدول العربية خاصة الغنية منها أية أعداد تذكر مقارنة بالدول المجاورة(تركيا اﻷردن ولبنان)
السؤال التالي هل صدر أي تصريح رسمي عن أي مسؤول عربي يعلن فيه استعداد بلاده ﻻستقبال المهاجرين السوريين تأسيا ببعض الدول اﻷوروبية(ألمانيا والسويد)كما أسلفنا.اﻻجابة على هذه اﻷسئلة معروفة للقاصي والداني وﻻحاجة لنا للخوض في هذا الموضوع. إذا على الذين يتحدثون عن عودة المقيمين في أوروبا إلى بلدانهم أن يخجلوا من أنفسهم فلا يتطرقوا لهذا الموضوع الذي يدل على الجهل المركب أوالعبودية الفكريه
والتقليد اﻷعمى إضافة لسطحية التفكير وضحالة المعرفة كل ذلك يقود البعض لترديد بعض المقوﻻت بل ونشر بعض المقاﻻت مجهولة المصدر من قبيل (صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في إحدى البلدان...بأن ذلك البلد...... قد استقبلت 2،5 مليون ﻻجيء سوري.. .....)وعند البحث عن مصدر الخبر يجد المرء أنه مجرد خبر تم ترويجه من قبل أحد مواقع اﻻنترنيت وﻻيعرف اسم الشخص الذي صدر عنه ذلك الخبر. كما انتشر مقال تهكمي يتحدث عن بحث قضية اللاجئين السوريين في مجلس وزراء إحدى البلدان العربية مع اتخاذ قرار بارسال ذلك البلد طائراتها لنقل اللاجئين السوريين والشيء الغريب تصديق البعض لذلك المقال التهكمي والعمل على نشره على أنه مقالة حقيقية بعد حذف الفقرات التي تدل على التهكم من واقعنا العربي كل ذلك لتبرير تخاذل بعض الحكومات العربية في هذه القضية
 وبالعودة لموضوعنا اﻷساسي حول انصهار المسلمين وضياعهم في المجتمع اﻷوروبي فإننا نقول أن بلاد المسلمين لم تعد محصنة من الغزو الفكري خاصة بعد أن دخلنا عصر العولمة حيث تم تجاوز الحدود كما انهارت السدود وتحطمت كل القيود وأصبح العالم كله كقرية كبيرة بل وأبعد من ذلك وجود عدد كبير من القنوات الفضائية التي تسعى جاهدة لنشر الفسق والفجور وكل أشكال الرذيلة وبتمويل مباشر من بعض الدول العربية التي تدعي تطبيق الشريعة وحماية التوحيد وﻻحاجة لنا لذكر أية أسماء فهذه أمور معروفة للقاصي والداني إﻻ الذين يصرون على انكار الشمس في رابعة النهار. واﻷنكى من ذلك انتشار المخدرات والتي باتت تباع علنا في شوارع العديد من البلدان العربية وبرعاية وحماية بعض كبار المسؤولين إضافة ﻻنتشار الكثير من مظاهر الفسق والفجور في بلاد المسلمين وبالتالي صار القابض على دينه كالقابض على الجمر حتى وإن أقام المرء في بلدان المسلمين
 وبالطبع نحن ﻻننكر المخاطر التي تنتظر القادمين إلى أوروبا كما ﻻ ننكر سعي الدول اﻷوروبية الحثيث وعملها الدؤوب لصهر الجاليات اﻹسلامية التي تعيش عندهم وهم يعبرون عن رضاهم التام من اﻹيرانيين الذين يندمجون في المجتمعات اﻷوروبية وهم راضون عنهم لعدم تمسكهم بدينهم وهذه حقائق ﻻنستطيع انكارها وإن أنكرها اﻷوروبيون على المستوى الرسمي ورغم ذلك فقد نجح القسم اﻷكبر من المسلمين بفضل الله من المحافظة على هويتهم وقد ساعد على ذلك ازدياد عدد المسلمين في أوروبا(يبلغ عدد المسلمين 56مليون بما فيهم مسلمو روسيا اﻻتحادية)كما أن تقنيات العصر قد ساعدت كثيرا المسلمين في المحافظة على دينهم وهويتهم كما ساعد على ذلك السقف المرتفع لحرية التعبير المتاحة للجميع والتي ﻻ يتمتع بها المسلمون في البلاد اﻹسلامية(أقول ذلك من باب اﻹنصاف) فانتشرت المراكز اﻹسلامية في كل مكان كما انتشرت المدارس الخاصة بالمسلمين والدليل على محافظة مسلمي أوروبا على هويتهم تفاعلهم اﻹيجابي مع كل القضايا اﻹسلامية وتقديمهم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي ﻹخوانهم في البلدان المنكوبة بل وأبعد من ذلك فقد شارك عدد ﻻيستهان به من شبابهم في الجهاد في العديد من ساحات الجهاد في العقود الماضية(أفغانستان البوسنة) وحتي في الوقت الحالي(سورية والعراق) ونحن هنا ﻻنبرر وﻻنفسر إنما نوصف واقعا قائما بغض النظر عن رأينا وموقفنا من هذه الظاهرة
 ويستطيع المراقب ﻷوضاع المسلمين في كل أنحاء العالم  أﻻ يجد أي تفاوت بين حالة مسلمي أوروبا الغربية(من ناحية التزامهم بدينهم) وبين حالهم في بلدان المسلمين.وأما مسلمو أوروبا الشرقية فهم سكان البلاد اﻷصليين وﻻ علاقة لهم بالمهاجرين
 وأما مشاركة المسلمين في الحياة السياسية وتأثيرها على وﻻئهم لدينهم وأمتهم فهذا موضوع متشعب وفيه تفصيل كثير وحوله جدل كثير وقد نتحدث عنه مستقبلا في موضوع مستقل إن شاء ألله. وفي الحلقة القادمة سنتعرض إن شاء الله للمخاطر الثقافية واﻷمنية الناشئة عن هجرة المسلمين إلى القارة العجوز