الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس وغلو التخوين

حقائق غائبة  


الفصل السابع والعشرون

الآثار الإيجابية على صعيد الأمة الإسلامية 

وأما التأثيرات الإيجابية على صعيد إمتنا فقد ذكرنا سابقا أنها حركت المياه الراكدة  في  ساحات العمل الإسلامي 

فصفعت المتخاذلين  والعاجزين والمرجفين بقوة فبينت قدرة أمتنا على الخروج من حالة الاستضعاف والعجز إلى حالة القوة والتمكين إذا توفرت الإرادة والعزيمة الصادقة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى كما أثبتت تلك الواقعة هشاشة النظام العالمي رغم مايتمتع به من إمكانيات هائلة وسطوة متجبرة حيث استطاعت ثلة قليلة من الأفراد وبامكانات متواضعة أن تقوم بعمل تاريخي تعجز القوى العظمى عن القيام به(من الناحية  السياسية بسبب توازن الرعب فالكل بات مقتمعا أن الحرب تعني الانتحار )وهذا ماسمعته من ألسنة المحللين الغربيين أنفسهم الذين وصفوا من وقف وراء تلك العملية "باللاعبين الجدد"(بغض النظر عن موقفنا مما حصل) 

بعد ذلك بان عجز وفشل الذين تصدروا المشهد الإسلامي لعقود سبقت حيث  تسلحوا بنظرية المؤامرة لتفسير ماحدث ولتبرير عجزهم بعد أن أثبتوا سذاجتهم وسطحيتهم في تعاملهم  مع  تلك  النازلة وبان ذلك واضحا جليا بعد عقد من الزمان فيما سمي بالربيع  العربي وهذا  موضوع  آخر  لسنا  بصدد  الحديث  عنه

كما انكشف أصحاب المناهج المضطربة والذين غيروا طروحاتهم إلى النقيض وذلك تحت ضغط الواقع القائم على التهويش الإعلامي فانتقل بعضهم من الطرح السلفي إلى طروحات الرافضة

وهكذا سقط هؤلاء وأولئك وتجاوزهم الواقع كما ظهرت الاخوة الإسلامية باجلى صورها لما أبداه المسلمون في مختلف بقاع العالم لما يجري في أفغانستان وكأنه يجري في بلدهم وهذا ماأشرنا أليه سابقا وأصبحت القناعة بترابط جميع قضايا المسلمين ببعضها أمرا مطروحا لتزداد القناعة بذلك إكثر وأكثر فيما بعد حيث بدأت الروابط القطرية في الذبول عند شريحة لابأس بها من أبناء الأمة ومثل ذلك يمكننا قوله عن عقيدة الولاء والبراء كما أسلفنا وهذه نقطة البداية للسير في الطريق الصحيح كما باتت المواجهة مع أعداء الأمة مكشوفة حيث تكتل أعداء الأمة على إختلاف مشاربهم في حربهم مع أمة الإسلام وهذا الأمر بات واضحا جليا بعد عقد من تلك النازلة وبات واضحا بعد ذلك أن أمتنا لن تستعيد حريتها وأمجادها دون المدافعة والتضحية ودفع الثمن


أما على صعيد الحكومات فقد انكشف دورها في حراسة مصالح أعداء اﻷمة  وهنا دخلت عبارة الأنظمة الوظيفية قاموس السياسة  وباتت تتردد على ألسنة الكثيرين كما باتت طاعة ولاة الأمر وفقه الحاكم المتغلب وكذلك عدم الخروج  على الحكام الظلمة موضع تساؤل وباتت هذه القضايا تناقش بصورة غير مسبوقة بعد أن تكشفت الأدوار التي  تؤديها أنظمة الحكم في العالم الإسلامي  في خدمة إعداء الأمة وقد فصل الدكتور أكرم  حجازي  والدكتور حسن الدقي وغيرهما أدوار  تلك الأنظمة في العديد من المناسبات  وبأدلة لايستطيع  تكذيبها إلا من لا يرى الشمس في رابعة  النهار وقد سمعت ذلك من أحد الأقارب حيث قال الآن بات كل شيء واضحا وكان قبل ذلك ممن يخذل عن أولئك الحكام

وخلاصة القول أن أمتنا قد اقتربت من وضع القدم الأولى في الطريق الصحيح  بعد عقود من الضياع وضبابية المفاهيم وهذا لايعني أن الأمور أصبحت على ما يرام وقد أشرنا في بداية هذه الدراسة بأن انتصار طالبان كان نقطة مضيئة وسط نفق مظلم طويل

وفي الفصول القادمة سنتحدث عن أوضاع العالم بما في ذلك أوضاع أمتنا الإسلامية خلال العقدين الماضيين وصولا إلى انتصار حركة طالبان



2022-12-21
كاتب من بيت المقدس