الخميس، 4 أغسطس 2016

أهل السُنَّة العرب وجينات السذاجة

النصرة وفك الارتباط مثال صارخ

نمتاز نحن اهل السنة والجماعة (العرب فقط) عن غيرنا من شعوب الارض باننا نحمل جينات سذاجة فريدة من نوعها لا يحملها غيرنا من البشر لذلك كان من السهولة بمكانً خداعنا وتضليلنا من قبل اﻵخرين وما فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة إلا مثال بسيط لمئات بل آلاف الامثلة الحية على سذاجتنا ورعونتنا.
الامثلة على ذلك كثيرة ولا حصر لها وعملية عرضها سوف تتطلب مجلدات كبيرة ولسنا بصدد ذلك وانما سوف اتعرض لمثالين او ثلاثة أمثلة شاخصة في الذاكرة تدل على ضحالة وسذاجة تفكير اغلبية اهل السُنة سواء أكانوا قادة أو من عامة الناس.
عندما اعدت أمريكا العدة لغزو العراق وتدميره بعد ان قام الاخير بغزو الكويت والتي تعتبر اغبى عملية غزو في التاريخ، جمعت اميريكا معها 32 دولة بهدف معلن هوتحرير الكويت والهدف الخفي هو حملة صليبية جديدة بكل معانيها لتدمير احدى الركائز اﻷساسية في عالمنا العربي والاسلامي. في تلك الايام قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعدة مناورات لوقف ذلك الغزو المعروفة نتائجه مقدماً او على الاقل  للحد من الكوارث التي ستحل بالعراق من جرائه.وأول ما قام به صدام حسين هو عقد صلح مع ايران بدون شروط والتنازل لها عن كل ما حققه الجيش العراقي خلال ثمان سنوات من الحرب الطاحنة بل وإعطاء ايران نصف شط العرب الذي دفعنا من اجل استرداده انهاراً من الدماء من ابناء شعبنا. وهناك الكثير من التنازلات التي قدمها صدام حسين لايران ظناً منه بسذاجة مفرطة بانه يستطيع تحييد ايران ويؤمن حدود العراق الشرقية ونسي تاريخ ايران العدائي والحاقد على الاسلام والعروبة منذ أن سقطت عروش كسرى على ايدي خير القرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكي يُثبت صدام حسين أنه يحمل جينات السذاجة السنية فقد قام بحركة لا يقوم بها حتى الصبيان عندما سلّم الاسطول الجوي العراقي بطاقمه وعدته وطياريه الى ايران.
لقد سلّم صدام حسين 120  طائرة مدنية لايران وهو تعداد ما يملكه العراق انذاك من طائرات مدنية سلمها في لحظات ﻷشد اعداء العراق. لم تكن كما يدعي البعض انها خيانة من صدام حسين اطلاقا وانما سذاجة منه لانه اعتقد بان هذا الجار الذي تصالح معه و تنازل له عن كثير من الاراضي المتنازع عليها سوف يفي بوعده ويعيد الطائرات الى اهلها بعد انتهاء الحرب وبذلك يضمن العراق حسب تفكير صدام وتخطيطه الساذج نجاة كل الطائرات المدنية التي سيطالها التدمير من قبل قوات العدوان الثلاثيني. الذي حصل يعرفه الجميع فقد قامت ايران بمصادرة جميع الطائرات واعتبرت طواقمها من الاسرى كي تضيف ورقة رابحة اخرى الى اوراقها التفاوضية مع العراق وكما يقول المثل العراقي"راحت كل الطيارات وطواقمها بولة بشط"
ومن الروايات التي خرجت وتناقلها الاعلام بان صدام حسين عندما سئل كيف استطعت ان تثق بايران وتأمنها على كل الاسطول الجوي العراقي وانت العارف بكل تاريخها الاسود مع العرب عامة والعراق خاصة وعدم وفائهم بالعهود وحقدهم الدفين، اجاب صدام حسين بان الايرانيين اقسموا له على المصحف بانهم سيُرجعون جميع الطائرات عندما يطلب العراق منهم ذلك!!!!
ولكي لا يعتقد القارئ الكريم بان السذاجة هي ماركة مسجلة لصدام حسين دون غيره من القادة السُنة استعرض لكم حادثة اخرى لقائد سُني آخر قد تفنن في السذاجة.
الرئيس السوري الاسبق أمين الحافظ الذي حكم سورية بين عامي 1963-1966 اقترن اسمه بعبارته الشهيرة (عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن) ومناسبة هذه المقولة أن ضباطا كبارا من اﻷقليات في الجيش السوري قاموا في عهده بتسريح عدد كبير من الضباط السنة وترفيع الضباط من الأقليات الاخرى، ليسهل عليهم السيطرة على الجيش وبالتالي على البلد كله, فقام بعض السوريين السنة المتيقظين بتحذير الرئيس أمين الحافظ من هذه الخطة، فرد عليهم (عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن)، وكان يقصد طبعا أنه لا فرق بين سوري وآخر على أساس طائفي او عرقي. وعندما انقلب عليه هؤلاء الضباط وهرب إلى العراق على حمار، لقبه السوريون “أبو عبدو الجحش”, لأنه كان غافلاً عما يحاك ضده وضد البلد والذي بسببه وصل النصيريون إلى الحكم عام 1970 (قصة امين الحافظ منقولة بتصرف).
واختم بهذا المثال عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي يعتبر نموذجاً فريداً للسذاجة الفاضحة. ذكر اعلامي قناة الجزيرة احمد منصور في احدى مقالاته مؤخراً بانه كان شاهد عيان عندما كان حاضراً للقاء مرسي مع مبعوث الرئيس التركي اردوغان الذي بعث باحد مستشاريه كي يبلغه بان المعلومات المخابراتية لديهم تقول بان الجيش المصري وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسي يعد للانقلاب والاطاحة بالرئيس وحكومة الاخوان ورميهم في السجون. فماذا كانت ردة فعل مرسي الذي من المفترض أن يكون على اهبة الاستعداد في اي لحظة وهو محاط ببحر من الاعداء الذين يتربصون به الدوائر؟ لقد كانت ردة فعل مرسي كما هي متوقعة من قائد سُني، اطلق في الهواء قهقة استهزائية من الناصح التركي وبكل بلادة وبلاهة وسذاجة رد عليه بانني "حاطط بطيخة صيفي في بطني" و "الجيش في جيبي". لقد حدث ذلك  قبل ستة أشهر من الانقلاب والاطاحة به أي انه كان لديه الوقت الكافي لمراجعة نفسه ومراجعة النصيحة خاصة انها اتت من احد حلفائه المقربين جدا وهو اردوغان ولكن سذاجته وبلاهته ابت عليه الا ان يأكل الخازوق بكل امتنان وأُطيح به وأُودع السجن وحكم عليه بالاعدام مع مجموعة كبيرة من اعضاء حزبه والبطيخة الصيفية التي اودعها في بطنه لم تشفع له ولا لرفاقه عند السيسي.
و يُصرّ السُنة وقادتهم على اثبات سذاجتهم في كل مناسبة ولا يتعظون بمن سبقهم بل يبرهنون لنا دائما بانهم على العهد مع سذاجتهم و ها نحن نرى من جديد كيف يخرج علينا احد ابطال السذاجة والبلاهة وهو الجولاني امير جبهة النصرة لكي يعلن فك ارتباطه بالقاعدة وتغيير اسم جبهته ارضاءً للمجتمع الدولي (يعني امريكا وروسيا والصهاينة) وتماشيا مع رغبات اهل الشام كما يدعي ويخرج في خطاب متلفز على العالم معلنا تماشيه مع ارادة المجتمع الدولي (الكافر) الذي ذبح سوريا من الوريد الى الوريد وهو اي الجولاني الذي يدعي بانه مجاهد ومتفقه في الدين اي بمعنى انه لم يفته قوله تعالى في الاية الكريمة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ومع ذلك نراه يُكذِّب ما اخبرنا به رب البرية حاشا لله ويصدق وعود امريكا والعالم الغربي. وقد جاء تصديق الاية في الحال اذ أن امريكا اعلنت قبل ان يكمل الجولاني خطابه بانها لن تأخذ الاعلان على محمل الجد وان النصرة تبقى منظمة ارهابية حتى لو اعلنت غير ذلك.
وما الحركة الصبيانية الحمقاء التي قام بها مؤخراً امير جبهة النصرة الجولاني إلا استمرارً لمسلسل السذاجة والبلاهة الذي اقترن باسم أهل السُنة منذ اكثر من ستة او سبعة قرون والى ما شاء الله.
اي سذاجة هذه واي مراهقة سياسية وأي حماقة واي عقول صبيانية يحمل هؤلاء القادة ؟؟؟
وكما رأينا فان الامثلة كثيرة جداً ولا يتسع المجال لذكر الا النزر اليسير منها والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجعل اهل السُنة العرب يتميزون عن غيرهم بهذه السذاجة وهذه البلاهة وهل هي جينات وراثية نتوارثها جيل بعد جيل أم أن هناك خلل كبير في طريقة تربيتنا ونشأتنا؟
بقي أن اقول بانه احمق وساذج الى حد الثمالة من يعتقد بان الغرب الصليبي يحتاج الى مبررات لذبحنا فان لديه من المبررات ما يزيد عن حاجته منذ اكثر من 1400 عام منذ شروق شمس الاسلام وقد اخبرنا ربنا تعالى وفصّل لنا في القرآن الكريم في مواضع 
 كثيرة جداً فهل آن الاوان أن نعود الى كتاب ربنا تعالى ونقرأه بتدبر ونتعظ؟

اشرف المعاضيدي 2016-08-04

الخميس، 28 يوليو 2016

مَن هم الكرّارون ومن هم الفرّارون الخوّارون
عن السُّنة والشيعة اتحدث

مصطلحات آن اﻷوان لتصحيحها
نحن المسلمين تحكمنا شريعة رب العالمين فتؤطر اخلاقنا وقيمنا فلا تُجيز لنا أن نكون غير منصفين حتى مع اعدائنا كماﻻتجيز لنا أن نبخس الناس اشياءهم أوأن نظلمهم فهذا ليس من شريعة محمد صلوات ربي وسلامه عليه. لقد أمرنا المولى سبحانه وتعالى أن نقول الحق ولو على انفسنا بقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون"
تعودنا أن نسمع هنا وهناك عن اُسود السُّنة وصناديدها والرجولة التي لا تضاهى والصلابة والثبات في المعارك والتفاني في الدفاع عن الدين والعرض والارض وتقديم الغالي والرخيص من اجل ذلك وانهم هم الكرارون واسود الوغى وغير ذلك من الاوصاف العظيمة.كما تعودنا ايضا ان نسمع ونقرأ عن جُبن الشيعة وخورهم وانهم اشباه الرجال وانهم يفرون من المعارك كالنساء وانهم فرارون وخوارون وانهم أجبن من الارانب وووو غيره من اقذع الاوصاف والصفات،وياتُرى هل هذه هي الحقيقة؟؟
الاحداث على الارض والواقع المر الذي نعيشه يقول غير ذلك ولكي نكون منصفين يجب علينا ان نعكس هذه الصفات حتى نكون اكثر إنصافا كما أمرنا رب العزة جلّ في علاه. وبعيداً عن العواطف والاحلام والتشنجات والتمسك بالباطل فاننا اذا اجرينا مقارنة بسيطة نرى بكل وضوح أن المحسوبين على السنة هم الفرارون الخوارون والشيعة هم الكرارون واصحاب الكلمة الفصل، وسأُبرهن في الاسطر التالية بالحجج الدامغة صحة ما أقول والتي لا ينكرها إلا جاهل أو ساذج اومن أخذته العزة بالاثم

لن اتوغل في التاريخ لاثبات ما اقول فليس الجميع مطلع على أحداثه البعيدة لذلك من الصعب الاستشهاد بوقائع حدثت  فيما مضى ﻹسقاطها على الواقع ولكني سأكتفي بالاستشهاد بما يجري في وقتنا الحالي والذي اجزم أن الاغلبية الساحقة منا مطلعون عليه بمعظم تفاصيله.

لو أجرينا مقارنة بسيطة في سلوكيات طرفي الصراع الحالي في بلادنا العربية فسوف نخرج بإستنتاجات مخزية للطرف السُّني ومُشرفة للشيعة. خذ مثلاً مواقف معممي السنة ومعممي الشيعة فسوف تجد فروقا هائلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما فرض تنظيم الدولة سيطرته على الموصل وإمتد بعد فترة وجيزة الى صلاح الدين ما الذي حدث؟
الذي حدث هو ان معمما شيعيا واحدا اصدر ماسماه بفتوى جهاد الكفاء واستطاع من خلالها ان يجمع من المتطوعين قرابة المليوني شيعي مقاتل من العراق وحده خلال اسبوعين او ثلاث ناهيك عن المتطوعين الشيعة من خارج العراق ,في الوقت ذاته رأينا كيف ملأ معممو السنة الدنيا بفتاوى الطعن والتكفير والتحريض ضد مقاتلي التنظيم او اي جماعة سنية مسلحة أخرى، ورأينا كيف توافقت فتاوى معممي السنة وفتاوى كيري واوباما وغيره من الذين يشنون الآن حرباً ضروساً ضد كل من يحاول من اهل السنة ان يدافع عن نفسه وعرضه.
هذا التفاني والاخلاص من الشيعة لدينهم وعقيدتهم ومشروعهم جعلنا نشاهد معمميهم وهم يتقدمون الصفوف في المعارك متوشحين اسلحتهم لا يهابون الموت ويقدمون التضحيات تلو التضحيات بسخاء وكلما ازدادت خسائرهم زاد اصرارهم وتفانيهم في خدمة مشروعهم وقدموا كل ما يملكون من اجل استمرار وكسب المعارك الواحدة تلو الاخرى ومن لم يستطع منهم حمل السلاح والقتال مع اخوانه فانك تجده في الفضائيات يحرض ويشد على ايدي بني جلدته ويبث فيهم روح الحماس والتضحية وفي المقابل ماذا فعل معممو السنة؟لقد فروا كالجرذان المذعورة من مدنهم وملأوا شوارع اربيل وعمان واسطنبول تسكعاً وتسولاً واذا حدث ان استضافتهم احدى الفضائيات فان الشئ الوحيد الذي يجيده هؤلاء هو الولولة والعويل والتسول باسم النازحين ولا ينسون طبعا الطعن بكل مجاهدي السنة ووصفهم بالخوارج والبغاة والتكفيريين وعملاء المخابرات الغربية والشرقية. المُضحك المُبكي أن هؤلاء المعممين الذين يتهمون مجاهدي السنة بانهم عملاء الشرق والغرب وأمريكا وإيران هم انفسهم يتمتعون برعاية وحماية امريكا أو إيران
هذا على مستوى العراق وسوريا أما على مستوى العالم فقد رأينا كيف يتصدر معممو الشيعة المشهد ألإعلامي محرضين أتباعهم يبثون فيهم الحماس من اجل هدفهم الذي لا يختلف عليه اثنان منهم الا وهو "الجهاد" في سبيل دينهم ومقدساتهم لكي يتم لهم التمكين ونشر التشيع في كل ارضٍ يطؤوها . في نفس الوقت نجد معممي السنة يملأون مواقع التواصل الاجتماعية ثرثرة وفتاوى لا تسمن ولا تغني من جوع، فنرى مثلاً احدالذين يتفاخرون بملايين المتابعين يغرد ب"اذا سقطت اللقمة من يدك ماذا ستفعل - فقه آداب الطعام" ولكن سقوط اربع عواصم عربية بيد الفرس لم تحرك شعرة واحدة في جسده وآخر كتب تغريدة يتمنى على الله ان يرزقه الشهادة وهو على فراشه!!! يا للهول!! الشهادة على فراشه الوثير ولربما بين حريمه وجواريه!!! واذا خرج احدهم على الفضائيات فانه بدلاً من أن يبدأ الحديث بالبسملة فانهم يبدأون بالشتم والسب والطعن بالمجاهدين السُنة والتحريض عليهم، وكم اعتدنا في ايامنا هذه على سماع "طوبى لمن قتلهم أوقتلوه" وطوبى لمن قتلهم قتل عاد" وهي موجهة الى مجاهدي السُّنة
في الوقت الذي نرى فيه معممي الشيعة يتمنون الموت في ساحات "الجهاد "فداءً للحسين" و "فداءً لزينب" ووووو الخ من معتقداتهم الباطلة وفي الوقت الذي يسمي جميع معممي الشيعة بلا استثناء مقاتليهم وحشدهم وجيشهم بالحشد المقدس وجيش الحسين ومجاهدي ال البيت ويصفونهم باعظم الصفات نرى أن جميع معممي السنة "الا من رحم ربي" يقومون باكبر عملية شيطنة لكل مجاهد سني حمل سلاحه من اجل الدفاع عن دينه وارضه وعرضه حتى بلغت بهم السفاهه والنفاق انهم بدأوا ينسجون القصص الخيالية 
الكاذبة وينشرونها بين متابعيهم وعلى القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.
لقد استحلوا الكذب ارضاءً لمن يوجههم وطمعا بالعطايا والهبات من اولياء امورهم الذين استعبدوا البلاد والعباد
رأينا ونرى كل يوم تقريباً كيف يخرج معممو الشيعة على الفضائيات ومنها السُنية وهم يشتمون ديننا ويسبون نبينا ويطعنون بعرضه ويكفروننا ويحرضون على قتلنا ويسبون جميع رموزنا وما من احد يرد عليهم بحرف واحد والادهى من ذلك أن معممي السنة في العراق جميعهم تقريبا هم اول الداعمين والمساندين والمدافعين عن مععمي الشيعة وحشدهم وجيشهم حتى بلغت درجة النفاق باحدهم أن صرح علنا على الفضائيات بانه مستعد أن يسب الصحابي الجليل معاوية إذا ما اعطيت له سيارة!!! أي ردة هذه وأي انحطاط خلقي وديني اصاب معممي سُنة العراق خاصة؟؟؟
ولو ابتعدنا بعض الشئ عن المعممين في محاولة للاطلاع على مواقف شيوخ العشائر من الطرفين فسنجد الكلام الآنف ذكره ينطبق بحذافيره على شيوخ العشائر وسوف نجد أولئك الشيوخ وعشائرهم الذين طالما صدّعوا رؤوسنا على مر الزمن بالتغني بالشجاعة العربية والمروءة والشرف والعزة واﻷنفة والكرامة وووو نجدهم تُغتصب اعراضهم أمام أعينهم ويُذبح أبناؤهم ذبح النعاج على يد ميليشيات الشيعة ويأتي الرد بالولولة والصراخ كالنساء على الفضائيات ولا ينسون نصيبهم من شتم وسب وتخوين مجاهدي السُنة
قد يقول قائل بان معممي الشيعة قد تشجعوا اﻵن لان الحكومة شيعية وتدعمهم ايران الخ... وهذا ليس صحيحا اطلاقاً حيث أن الجميع يعلم بان معممي الشيعة لم يتغير موقفهم قط ولم يعطوا الدنية في دينهم ابداً وخير دليل على ذلك هو موقفهم الراسخ في ايام صدام حسين عندما كان في اوج عظمته وقوته لم نر اطلاقا في يوم من الايام أن خرج معمماً شيعياً لكي يطعن بالشيعة أو أن يحرض عليهم أو أن يحرض على مجموعة شيعية ويكفرهم مع وجود احزاب شيعية ترتكب اعمال اجرامية في زمن صدام مثل حزب الدعوة والمجلس الاعلى والفاطميين وغيرهم من الحركات التي كان مجرد الانتماء اليها يعد جريمة عقوبتها الاعدام ومع ذلك لم يخرج علينا معمماً شيعياً واحد ينتقد أو يحرض أو يكفر تلك الجماعات

نعم، الشيعة يقدمون الضحايا بسخاء منقطع النظير واذا قُتل منهم مئة فانهم يزجون بمئتين الى ارض المعركة واذا قُتل منهم الف فانهم يزجون بالفين من اجل دينهم ومشروعهم ولذلك فانهم يكسبون المعارك ويستولون على الارض ولا يُمكن إنكار ذلك. على الجهة الاخرى فاننا نرى أن اهل السُنة هم بين قتيل وطريد وشريد ونازح يتسول على موائد اللئام ويفقدون المدينة تلو الاخرى وينحسرون يوماً بعد آخر. اهل السُنة فضلوا أن يسلموا انفسهم للميليشيات الشيعية وهم بالالاف لتقوم تلك الميليشيات بذبحهم بعد أن داست على كرامتهم وانتهكت اعراضهم أمام اعينهم واشبعتهم اهانة وتعذيبا. هؤلاء فضلوا هذا المصير البائس على أن يحملوا السلاح ليدافعوا عن انفسهم
المصيبة الكبرى أن هؤلاء النازحين الذين تم ذبحهم ذبح النعاج أو حرقهم بابشع الصور على ايدي الميليشيات الشيعية كانوا على يقين من مصيرهم هذا بعد أن شاهدوا بأم اعينهم ماذا جرى لاخوانهم من قبل في صلاح الدين وجرف الصخر وديالى والمقدادية والرمادي وغيرها من المدن السنية التي احتلتها قوات الجيش وتلك الميليشيات ولكنهم مع ذلك فضلوا هذا المصير على أن يدافعوا عن انفسهم واعراضهم ودينهم وارضهم، إذن من هم الخوّارون الفرارون اصحاب الهزائم؟ ليس الشيعة باي حالٍ من الاحوال!! إعدلوا هو اقربُ للتقوى
اتفهم عندما يكون النازحون من النساء والاطفال والشيوخ الذين لا قِبل لهم بالقتال ولكن الذي شاهدناه أن نسبة كبيرة جداً من هؤلاء الذين سلموا انفسهم للذبح هم من الشباب والرجال الذين لو توفرت لديهم الارادة في التضحية لأزاحوا الجبال الرواسي من جذورها والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما الذي جعل هؤلاء يفضلون اﻻستسلام للذبح كالنعاج على حمل السلاح كي يدافعوا عن انفسهم فيموتوا أعزة شهداء بدلاً من مذبوحين اذلاء؟ إنه الجُبن والخور والوهن الذي يجري في عروق هؤﻻء وهذا نتاج تربية لحى النفاق والدجل تُجار الدين الذين ضلوا واضلوا الملايين معهم


قد يقول قائل بان الحديث عن شجاعة الشيعة ليس صحيحا أو انه مبالغ فيه بدليل انهم لولا طيران امريكا وروسيا ما كان لهم أن يستردوا مدينة واحدة وهذا الكلام يبدو معقوﻻ ومن السهل تصديقه ولكن لولا خيانة السُنة وخوارهم وتشرذمهم ما تجرأت امريكا على اطلاق صاروخ واحد على مدن السُنة والادهى من ذلك كله أن الحكومات المحسوبة على السُنة والقسم الاكبر من اهل السُنة واغلبية معممي السُنة هم المحرض والداعم الاكبر عسكرياً واعلامياً ومادياً لأميريكا في قصف المدن السُنية وشيطنةً كل مَن يحمل السلاح من اهل السُنة من اجل الدفاع عن دينه وعرضه وارضه. لو أن نصف الدول السُنية الداعمة والمحرضة لامريكا وقفت ضد قصف مدننا ما تجرأت اميريكا قط على هدم بيوتنا ومدننا فوق رؤوسنا
وبما أننا نتحدث عن الانصاف لذلك وجب علينا أن نذكر ونتفاخر ونعتز بمجاهدي اهل السُنة على قلتهم ونُدرتهم. نحن نعلم يقيناً بأن الف مجاهد من مجاهدي السُنة بامكانهم سحق 60000 من "مجاهدي" الشيعة لولا طيران التحالف الصليبي اﻷعرابي المجوسي ولولا خيانة معظم اهل السنة ووقوفهم  بجانب الشيعة والقتال معهم وهذا ما شاهدناه في معارك تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وغيرها ولكن بنظرة شاملة نجد بأن مجاهدي اهل السنة ومن يناصرهم من عوام الناس لا يشكلون اكثر من عشرة الى خمسة عشر من مجموع سنة العراق وسوريا في احسن الاحوال بينما يُشكل "مجاهدو" الشيعة اكثر من ثمانين بالمئة من مجموع شيعة العراق ناهيك عن الاعداد الهائلة التي تلتحق بهم من شيعة ايران والخليج وافغانستان وباكستان ولبنان وغيرها. اذن ما الذي يجعل هذه الفروقات الهائلة بين هذين الفريقين؟ إنه الوهن والخور الذي زرعه أولئك الذين تلبسوا بلباس الدين اصحاب اللحى المنافقة الذين وجدوا في الدين اربح تجارة مع الشيطان

في الختام اقول كفانا سُخفاً و ببغائيةً بترديد عبارات اعتدنا أن نرددها منذ الصغر بنعت الشيعة "ابناء متعة" و "اشباه الرجال" و "الشيعة الفرارين" وغيرها من العبارات التي تعلمنا أن نرددها كالببغاوات دون أن نعلم في حقيقة الامر بان هذا لم يكن إلا تنفيس عن الخيبات والهزائم التي ذقناها على ايدي هؤلاء القوم. لقد آن الاوان أن نستيقظ ونفيق لا اقول من سباتنا بل من موتتنا ونعيد حساباتنا وتقييمنا للامور من الصفر اذا ما اردنا أن نكون أمة لها مكانتها تحت الشمس.

اشرف المعاضيدي 2016-07-14

الاثنين، 7 مارس 2016

الاستشراق مقدمة الحروب الصليبية الجديدة  (الحروب الذكية)


حسان الرواد
كانوا في كل مرة يفشلون فيتسبب غزوهم العسكري في إيقاظهم من سباتهم واستجماع قوتهم من جديد تحت راية الجهاد الذي تقاعسوا عنه بعد أن غرقوا في ملذات الدنيا ...

فكروا مليا كيف نغزوهم ونتمكن منهم دون أن يتسبب غزونا لهم في إيقاظهم ككل مرة كيف نتمكن منهم ونسيطر عليهم ..كيف نتغلّب على هذه الأمة الغريبة العجيبة التي تخرج في كل مرة أقوى مما كانت فتنغص علينا وتفسد غزونا واحتلالنا لهم ثم تنتصر علينا ...

اجتمعوا وفكروا طويلا في كيفية ضرب أمة محمد دون أن تقوم لها قائمة ...

فكان القرار بعد طول اجتماعات بالاستشراق .

فأرسلوا علماءهم فدرسوا حضارتنا بكل تفاصيلها ..درسوا مجتمعاتها وعاداتها واختلافاتها وتفرقانها .. درسوا كل شيء يُمَكّنهم من تلك الأمة العصيّة عليهم ...

عرفوا أن الوالي ينادي بالجهاد في حال تعرضت بلاد المسلمين للغزو 
وعرفوا أن العلماء يقومون بذات الدور في حال غاب الوالي أو تقاعس عن المواجهة 
وعرفوا أن شيوخ القبائل يقومون بذات الدور في حال تغيب الوالي وغاب العلماء 

فكانت النتيجة : 

أن أفسدوا تلك المجتمعات وأفسدوا مكامن الخطورة عليهم ...

فساهموا في صعود حكام يدينون للصليبيين بالولاء المقدس الأبدي ..

وساهموا في تغييب العلماء الربانيين بالقتل أو بالسجن واستبدلوهم بحاخامات ألبسوهم عمامة العلماء ففتنوا الناس في دينهم ونشروا البدع وبدلوا دين الله فألغوا الجهاد وأنكروه حتى صار العدو الغازي والمحتل حليفا آمنا ببلاد المسلمين ..فضاع المسلمون بسبب سمومهم و تزويرهم وتدليسهم وتلبيسهم على الناس من فوق المنابر وبقولهم قال الله وقال رسوله ولكن بالزور والتحريف وكتمان الحق ...

ثم ساهموا بإفساد تركيبة المجتمعات فأفسدوا القبائل وجاؤوا بأراذل القوم ومسوخهم كي يسودوا قبائلهم بالمال والتبعية بعد أن أقصوا الشيوخ والرجال الشرفاء وقد أخصوا البدلاء عنهم فما عدت ترى دورا لمعظم شيوخ القبائل في بلاد المسلمين المنكوبة إلا دور الصحوات والعمالة بعد أن كانت هذه القبائل وشيوخها ركيزة أساسية في مواجهة المستعمرين الغزاة .. 

وها نحن نرى الغزاة قد استبدلوا جيوشهم بجيوش المسلمين وها نحن نرى الحيرة التي جعلت المسلمين عاجزين بسبب فتاوى حاخامات الصليبيين وها نحن نرى شباب المسلمين يقتلون من أجل أهداف الصليبيين وقد باتوا حطب حروبهم الذكية التي يحققون فيها أهدافهم دون أن يزجوا بجيوشهم ... 

لكن الأمل بهذه الأمة كبير ومتجدد  كيف لا وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي وعدها الحق سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين .. وأن هذه الغمة التي طالت ستزول حتما وأن الغمامة بدأت تنقشع وأن الحقيقة بدأت بالظهور وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن الباطل يبقى زهوقا مهما تخفّى وتحت أي ستار توارى وتغطّى ..فشمس الإسلام والتوحيد لا تغيب طالما قيّض الله لها عباده الموحدين ..

كتبه:
حسان الرواد

الأحد، 6 مارس 2016

الدجل باسم الدين

احمد طه
استمعت إلى داعية سلفي كبير.. اتحفّظ على ذكر اسمه حتى لا يتكون للقارئ أحكام مسبقة عنه، وحتى يتأمل الفكرة مجردة.
طرح الداعية في جلسة واحدة مجموعة من "الطوام الفكرية" التي دخلت "العقل المسلم" بكل سلاسة وانبهار وإعجاب، متصوراً أن ما قاله الشيخ هو صحيح السنة، ومنهج السلف الصالحين !.
الفكرة الأولى: عاب الشيخ على دعاة اليوم ممن أصبح يهتم بالسياسة، ويترك الدعوة إلى الله.
ولا شك أن المفهوم الذي يصل إلى المستمع والمشاهد هو أن السياسة شيء، والدعوة إلى الله شيء آخر، وهذه هي عين "العلمانية" ولذلك أحسب لم نخطئ عندما كنا نسميها "السلفية العلمانية" تلك السلفية التي تتصور أن دين الله هو مجرد مجموعة من الشعائر والتسبيحات فحسب ! وهذا تصور "كهنوتي" عن الإسلام !.
إن الأحاديث النبوية الشريفة تُبين لنا حقيقة السنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ " وقال: " قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ" وقال: " لتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ، عُرْوَةً عُرْوَةً.. وَأَوَّلُهُنّ نَقْضًا الْحُكْمُ" وقال: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ " وبلغتنا المعاصرة فإن "السنة، والحكم، والأمر" تعني: السياسة ونظم الحكم وطريقته، فإن سنة النبي التي تغيرت هي تحويل أمر الخلافة عن النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة شؤون الأمة إلى سُنة كسرى وهرقل، وإلى "المُلك العضوض" فالسُنة النبوية الواجب إتباعها وإيحاؤها هي سنته في الحكم، كما هي سنته في الإيمان والعبادة، ولكن أصبحت ملايين المسلمين تعتقد التصور الكهنوتي عن الإسلام بعدما عملت العلمانية الغربية عن فصل الدين عن الحياة، وعملت السلفية العلمانية عن فصل السياسة عن الدين ! ثم دخل هذا الدجل إلى المسلمين باسم السنة والعقيدة الصحيحة.
ولا أعرف بالضبط من هم الدعاة الذين يقصدهم الشيخ، ولكن بالعموم يجب أن نفرّق بين بيان الفقه السياسي الإسلامي الراشد، والسنة النبوية في أمور الحكم، وتقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين "الأراء السياسية" التي تناقش أحداث معاصرة من باب الثقافة أو إبداء الرأي، فهذه غير تلك.
*    *   *
الفكرة الثانية: يقول الشيخ: "إن من أصول عقيدتنا طاعة من ولاه الله علينا".
وهذا هو المعنى المرادف لـ "أبناء الآلهة" الذي كان عند الرومان، والحق الإلهي المقدس، وظل الله في الأرض.. ثم انتقلت هذه اللوثة الملعونة، وهذه السُنة الفاجرة إلى الفكر الإسلامي، حتى أصبح من علماء المسلمين، من يتصور أن الحاكم يحكم نيابة عن الله، أو كما قال الشيخ: "من ولاه الله علينا" أ الله ولى علينا الفاجرين الخائنين السارقين ؟! حاشا لله، وتعالى عز وجل عن ذلك.. فأمر الولاية والحكم، مثل غيره من حياة البشر وأفعالهم، لهم فيها "الحرية والاختيار" وتحمل التبعة، والحساب والجزاء على ذلك، وتلك هي الأمانة التي حملها الإنسان.
وإن هذا الفكر المنحرف هو الذي كوّن عقيدة "الجبر السياسية" أي: اعتقاد أن الإنسان مجبور مقهور على أفعاله ليس له فيها اختيار ولا تغيير ولا إرادة، وفي الأمور السياسة تكون كما صاغها الشيخ: "طاعة من ولاه الله علينا" إن الإنسان الوحيد الذي ولاه الله علينا، وتجب طاعته، وطاعته من طاعة الله، وأعطاه الله سلطانه.. هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط لا غير، هذا وحده الذي ولاه الله علينا، وأكرمه بالرسالة، وهذا وحده هو الذي لا نُقدم بين يديه شيء من أمر الدين والشرع.
أما غيره فالله لم يول أحداً عليناً.. إنما هي أفعالنا، وسنن الله الماضية في كونه من العدل والجزاء، وليس لأحد طاعة علينا كائناً من كان إلا بشرط "إقامة كتاب الله" فهذا وحده هو "سلطان الله في أرضه".
وكثيراً ما يحدث الخلط بين قدر الله الكوني، وقدر الله الشرعي.. فقدره الكوني "كن فيكون": فلا شيء يحدث في هذا الوجود إلا بإذنه ومشيئته وإرادته المطلقة من كل شيء، وهو القائم على كل شيء، وبه يقوم كل شيء سبحانه، ولا يحدث في ملكوته أمر إلا بإذنه، وهذا القدر لا دخل لنا به، وله نُسلّم، وبه نؤمن، ولرحمة الله نرجو ونسأل.
أما قدره الشرعي: وما عهده إلينا من إرادة وأمانة واختيار، وما أكرمه بنا من سلطان للكتاب، وما علمنا إياه من سنن إلهية.. فهذا هو محور ومناط "التكليف" والابتلاء، بل إن الله جعل أمر التغيير في حياتنا، منوط بتغيير ما بأنفسنا، وعليه فإن أمور الحكم وحياتنا الخاصة والعامة، وما نحن فيه من هزيمة أو نصر أو غيره، فإننا نتعاطى معه من منطلق "الأمانة والحرية والإرادة" التي منحنا الله إياها، ومن التطاول على الله عز وجل أن ننسب إليه أنه ولى علينا أحداً يدير شؤون الحكم في دنيانا هذه، ويُكرس لـ "المفهوم الكنسي الإمبراطوري الروماني القديم"  ويخلق أفضل بيئة لـ "الاستبداد والظلم والقهر" باسم الدين والسنة، والله ورسوله من ذلك براء.
والشيخ لا يعتبر هذا الدجل مجرد رأي فكري، أو رؤية مذهبية، أو رأي سياسي.. كلا ! إنه يجعله "عقيدة" فيصبح الخارج عنها "ضال، مبتدع" ليس من أهل السنة، وليس على منهج السلف !.
*    *   *
الفكرة الثالثة: تحدث عن "الاستغفار" وقال أنه بمجرد الذكر تتغير حياة الإنسان، ويحدث له من الخير والمعروف... إلخ، وتساءل ماذا يضرك إذا جلست في دقيقة تقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" مائة مرة ؟!!
والمؤاخذة على هذا الأمر، هو "الشعور" الذي يتسلل للمستمع أنه بمجرد أن يجلس في هذه الدقيقة يقول هذا التسبيح العظيم، فإنه قد أدى الأمانة، وقام بما عليه، والأمر ليس كذلك، وتصوره على هذا النحو قد يؤدي - كما هو حاصل - إلى نوع من "الرهبنة الدينية" و"الدروشة الواقعية" واختزال مفهوم الذكر والاستغفار لأقصى درجة، وأقل معنى.
إن الذكر في التصور الإسلامي ليس هو معناه الجلوس دقيقة لتقول عدد معين من التسبيحات، إنما معناه "الاتصال الدائم" بالله سبحانه: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ } فهذا الذكر الدائم، والاتصال الدائم، هو انشغال القلب وامتلاءه بحب الله تعالى، وهو كذلك الفكر والتفكر والتأمل في ملكوت الله في السموات والأرض، وما خلق الله من شيء، هذا هو معنى الذكر.
وأما الاستغفار: فهو على المستوى الفردي التوبة الدائمة، والمراجعة المستمرة، وهو تطهير النية، وإصلاح السريرة، وكف الإنسان ظلمه وبغيه، أما على المستوى الجماعي وحياة الأمم: فهو إقامة الحق والعدل، وإقامة دينه وشرعه، وقول الحق لا نخشى في الله لومة لائم، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فيكون في الذكر والاستغفار صلاح للإنسان من داخله، وصلاح للحياة من خارجه، ولذلك قال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً } فهذا هو المعنى الحقيقي.
*    *   *
ثم اختتم الشيخ حديثه بما نهى عنه من الحديث في السياسة، فراح يطبل ويزمر ويهلل لـ "ولي أمره" ومدى شجاعته وحكمته، ومحاربته لأهل البدع ! والناس تسمع في انبهار، مشدوهة أمام فصاحة الشيخ، وعلمه ! فيدخل إليها هذا "الدجل" باسم الدين، وتمضي في هذا الخدر لا تستفيق منه إلا عند لحظة الاستبدال أو وقوع العذاب ! وأنا لا أتصور أن الشيخ كان يغش مستمعيه أو يقول ما لا يعتقد.. كلا، إنه كان شديد الإيمان بما يقول؛ فتكتمل المأساة، ويزداد التيه..
فاللهم غفرانك ورحمتك، اللهم اشمل هذه الأمة بلطفك وحلمك، وحررها من هذه الآصار والأغلال.
*    *   *

كيري والخطة  ب


احمد طه
بالأمس - 23 / 2 / 2016 - صرح وزير خارجية أمريكا "جون كيري" أنه في حال فشل مفاوضات سوريا السياسية، فإنه "يحذر" من أن سوريا لن تعود موحدة، وأن "خيار التقسيم" سيكون هو الحل الوحيد أو الخطة البديلة
ويعتبر هذا التصريح هو أول تصريح لمسؤول أمريكي يتحدث فيه - بهذه الصورة - عن تقسيم سوريا، وقد أراد من ذلك: (1) التمهيد للموضوع، (2) بيانه أنه حريص على أن تكون سوريا "موحدة علمانية ديمقراطية". (3) أنه "يحذر" من هذا الخيار الذي سيكون هو آخر دواء.. حرصاً على مصلحة الشعب السوري
وإنه لمكر تكاد تزول منه الجبال، وصناعة احترافية للدجل والكذب.. فإن الخطة الوحيدة لدى أمريكا هي "تقسيم سوريا وغيرها" وهي تضطر الجميع الآن إلى الترحيب والمناداة بقرار التقسيم
ولو أن الأمة فقط تتابع ما يُنشر في إعلام الغرب، ومراكز أبحاثه.. لوجدت كل شيء على المكشوف بلا حياء. فإن "روبن رايت" المحللة بوزارة الخارجية الأمريكية صاحبة مقال: "5 دول سيصبحون 14 دولة" منشور على النيويورك تايمز في 2013، والتمهيد للتقسيم هو مخطط قديم، تعلمه كافة أجهزة الاستخبارات. وبعض الخراف العربية الخائنة التي لا تملك إلا أن تكون مطية، بل وتتلذذ بهذا الدور
إن تقسيم سوريا بات حقيقة تمارسه الأكراد والنظام صاحب "سوريا المفيدة" على وجه الخصوص، وقد رهنوا موضوع التقسيم بنجاح المفاوضات السياسية، ووقف إطلاق النار.. وهذا شيء مستحيل، وهم يعرفون أنه مستحيل، فكيف لمثل بشار وهو قاتل 370 ألف نفس، ودمر كل سوريا إلا دمشق وما حولها، أن تكون معه مفاوضات؟!! بل اضطر الشيطان الأمريكي المعارضة إلى جعل القضية في شخص "بشار" أيبقى أم يرحل ؟ كأن بشار هذا هو الذي مارس القتل بنفسه، وكأنه هو كل النظام ؟!
إن تقسيم سوريا - حسب المخطط - هو أن تكون هناك دولة علوية على الساحل السوري، ودولة كردية على طول الحدود مع تركيا، ودولة سنية تلحق بالبقية السنية من غرب العراق، وربما دولة درزية في حال إذا رغبت إسرائيل، وأرادت طلب إضافي على قائمة طعام وقصعة بلاد المسلمين
والدولة العلوية ستكون حامية لساحل المتوسط، ومانعة لأن يكون للسنة أي نفوذ عليه، والدولة الكردية ستعزل تركيا عن محيطها العربي، وستضعف أمنها القومي من جنوبها، كما هو ضعيف من شمالها تجاه دول أوروبا الشرقية، وهذه الدولة ستكون رغم أنف تركيا، وستكون ضربة لسياستها، فلقد كان البعض يظن أن تركيا استطاعت الاستقلال، وملكت - ولو شيء - من أمنها وقرارها، وليست هي كمثل الخونة والمخنثين من حكام العرب، ولكنها اعتبرت أمريكا حليفاً، ولكن ليس لأمريكا حلفاء.. إنما مجرد مجموعة من المغفلين.. تركبهم أمريكا إلى حين، ثم تلقي بهم إلى أقرب مزبلة، مع ابتسامة "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"
ولكنها ستجد دولة كردية على طول حدودها الجنوبية، ويستحيل أن يحدث تقسيم سوريا دون أن يكون للأكراد دولة.. وهذه الدولة ستلحق بإقليم كردستان العراق لتُكوّن الدولة الكردية من شمال العراق إلى شمال سوريا مع إلغاء الحدود بين الدولتين
أما الدولة السنية: فستكون من شرق سوريا مع غرب العراق، وستكون من الناحية "الجيوسياسية" في سجن من جميع الجهات، فمن الشرق الدولة الشيعية، ومن الشمال الدولة الكردية، ومن الغرب الدولة العلوية، ومن الجنوب الدويلة العربية الشمالية - جزء من السعودية - وبذلك لن يكون لها أي منفذ بحري
وإذا وقع التقسيم في سوريا؛ فحتماً سيقع في العراق - بل إن خطة تقسيم العراق بدأ وضعها مع الغزو الأمريكي في 2003 وما قبلها - وفيه: الدولة الشيعة في الشرق، وستكون قوة جيوسياسية لإيران، ودولة كردستان المتكونة من شمال العراق مع شمال سوريا، والدولة السنية مع الحدود السورية
وإذا وقع التقسيم في سوريا والعراق.. فإن باقي المخطط - بطبيعة الحال - سيمضي إلى تقسيم باقي الثلاث دول المتبقية: (ليبيا، اليمن، السعودية).. فأما ليبيا: فستقسم إلى ثلاث دويلات: ولاية برقة في الشرق، وطرابلس في الغرب، وولاية في الجنوب "فيزان"، وهذه رغبة بريطانية وفرنسية وإيطالية. كذلك
واليمن: تعود كما كانت اليمن الجنوبي، واليمن الشمالي.. وترعى الإمارات هذه المفاوضات
وأما السعودية: فهي الحالة المجهولة التي لا نعرف كيف ستكون، وهي صاحبة النصيب الأكبر من التقسيم.. فالمفترض أن تُقسم إلى 5 دويلات: دولة وهابية في الوسط "العاصمة الحالية" ودولة المقدسات "مكة والمدينة" الغرب، ودولة الشرق "معقل الشيعة"، ودولة الجنوب، ودولة شمال.. وأضعفهم هي الدولة الوهابية في الوسط، فهي عبارة عن صحراء.. وربما يهدفون بذلك إلى القضاء على هذا الفكر، وإبقاءه داخل حدود الصحراء، وجعله فكر محلي لا يتجاوز حدوده، ولا يملك الموارد للانتشار مرة ثانية
ومازالت حالة السعودية حالة مجهولة، فالوضع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، هو بالفعل مُقسم.. وما يتبقى هو الاجراءات السياسية والدبلوماسية مثل: حق تقرير المصير، الدعوة إلى الفيدرالية والكونفدرالية، ثم الاستفتاء، ثم الانفصال، ثم اعتراف الأمم المتحدة، ثم علم ونشيد وخائن وعميل، وهكذا تقوم الدويلات
أما الحالة السعودية فمنهم من يُرجعها إلى حدوث خلافات في العائلة المالكة، ومنهم من يرجعها إلى خلافات قبلية... إلخ، ولن يعجزوا أن يجدوا الذريعة لذلك، ولن يعجزوا أن يجدوا يد الخائنين الممدودة بتقسيم بلادها، فقد خانت دينها وأمتها من قبل
ولكننا نحسب أن الإدارة الحالية لأمريكا لا تملك الكثير من الوقت لذلك، وإنما هو مجرد التمهيد لتسليم الإدارة الجديدة التي ستكون أكثر حسماً وأقل دبلوماسية، مما يوحي بصعود اليمين ليس في أمريكا وحدها بل في كافة دول أوربا
ولقد كان المصريون من قبل يعتبرون انفصال السودان عن مصر من العار والمستحيل، أو كما قالوا: "من يفرط في السودان كمن يفرط في شرفه" ! وبالفعل تم تقسيم مصر، وفصلها عن السودان وما تمثله لها من أهمية، وتم الفصل باسم "الوحدة العربية" ! ثم تم تقسيم السودان ذاتها إلى شمال وجنوب.. جنوب نصراني موالي للصهاينة ويتحكم في شريان المياه لكل من شمال السودان ومصر
لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا تقع الأمة فريسة هكذا ؟ ولماذا تنتقل من تقسيم إلى تفتيت ؟
الجواب: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } والأشد أن الأمة ابتليت بأهل الدجل الديني.. الذين جعلوا من أمراض الأمة شيء مقدس وواجب يجب الحفاظ عليه، والدفاع عنه
ولن تعود حتى تعالج أمراضها، وتقوم من جديد: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

الاثنين، 22 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الثامنة و الاخيرة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الاول
مستقبل المسلمين في أوروبا
 المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وتأثير ذلك على وضع المسلمين في القارة العجوز
 كما ذكرنا سابقا فإن الصراع بيننا وبين الروم قد بدأ منذ أن بزغت شمس اﻹسلام إلى يومنا هذا والتي أخذت أشكاﻻ شتى من مواجهات عسكرية وحرب فكرية وعمليات تنصير وشتى أنواع المؤمرات والدسائس والحرب بيننا وبينهم سجال أي يوم لنا ويوم علينا.وحتى ﻻنذهب بعيدا في هذا الموضوع سنكتفي بالحديث بصورة مختصرة عن اﻷحداث التي تلت سقوط الخلافة اﻻسلامية حيث تم تفتيت العالم اﻹسلامي واحتلال أجزاء واسعة منه كما تم زرع الكيان اليهودي اللقيط في بيت المقدس وبعد الحرب العالمية الثانية انسحبت جيوش اﻻحتلال من معظم البقاع بعد أن رتبت أشكاﻻ أخرى من الهيمنة عن طريق وكلائها المحليين الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد جلاء الغازي اﻷجنبي وهكذا صارت دول الغرب تتحكم بمقاليد اﻷمور في العالم اﻹسلامي من خلال وكلائها دون الحاجة للتدخل المباشر اللهم إﻻ في بعض الظروف اﻻستثنائية كما حصل في حرب السويس عام 1956
 في هذه اﻷثناء اصيبت دول العالم الثالث ومنها دول العالم اﻻسلامي بخديعة كبرى اسمها اﻻستقلال ونسي المسلمون في خضم سكرة اﻻستقلال ضياع الخلافة اﻻسلامية وضياع الحكم بما أنزل الله حيث سيطرت العلمانية وما يتبعها من دعوات جاهلية كالقومية والوطنية.....و...وغيرها على عقول أغلب المسلمين ولكن الله قد تكفل بحفظ دينه فبدأت اﻷمة بالعودة إلى دينها بصورة تدريجية حتى إذا ماوصلنا إلى الثلث اﻷخير من القرن الماضي  صارت الصحوة اﻹسلامية أمرا واقعا يفرض وجوده على جميع اﻷصعدة وفي هذه اﻷثناء وقع الغزو الروسي ﻻفغانستان فاستغلت أمريكا ومعها دول الغرب الحادثة ﻻستنزاف اﻹتحاد السوفييتي فكانت هذه الحادثة بمثابة شهر العسل(الذي لم يدم طويلا)بين العالم اﻹسلامي ودول الغرب التي أعطت الضوء اﻷخضر لوكلائها في المنطقة بمساعدة المجاهدين اﻷفغان بالمال والسلاح بل وحتى بالرجال فكانت النتيجة سفر اﻵﻻف المؤلفة من الشباب المسلم إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد ضد الغزو الروسي وهذه المدة الزمنية تعتبر الفترة الذهبية للجاليات اﻹسلامية في أوروبا التي شارك بعض أبنائها في الحرب اﻷفغانية والتي انتهت بهزيمة الروس وسقوط الشيوعية وإحياء فريضة الجهاد التي كادت أن تزول من واقع المسلمين فكان من نتيجتها اندﻻع اﻻنتفاضة اﻷولى في الضفة الغربية وقطاع غزة كما خرج العراق منتصرا من الحرب مع إيران وقد امتلك ترسانة عسكرية ضخمة كما سار خطوات كبيرة نحو التصنيع الحربي مما رفع معنويات أبناء اﻷمة وﻷول مرة بدأت اﻷمة تستعيد ثقتها بنفسها.هنا شعر الغرب بأن أمة اﻹسلام قد بدأت تنهض من جديد فما كان منهم إﻻ أن افتعلوا حرب الخليح الثانية بهدف تحطيم إرادة اﻷمة وإعادتها إلى نقطة الصفر من جديد 
 لقد قدحت تلك الحرب شرارة المواجهة الحالية بين العالم اﻹسلامي والغرب حيث أنها أدت لسقوط دعاوى اﻻستقلال الزائفة التي انخدعت بها جماهير اﻷمة لعقود كما أنها  جرحت كبرياء اﻷمة وكرامتها فولدت شعورا عارما للرغبة باﻻنتقام من العالم الغربي برمته وخاصة أمريكا وهذا ما أشارت إليه صحيفة دير شبيغل اﻷلمانية في مقال مطول نشرته بعد انتهاء حرب الخليح الثانية وقامت مجلة الرائد اﻻسلامية الصادرة عن المركز اﻻسلامي في آخن بترجمته حيث تحدث كاتب المقال عن تلك الحرب كما تحدث عما ولدته تلك الحرب من رغبة عارمة عند المسلمين باﻻنتقام من أمريكا وقال وبالحرف الواحد إن عشرات اﻵﻻف من العراقيين الذين قتلوا في هذه الحرب لن ينالهم العفو ولن يطويهم النسيان بل إن ذلك قد ولد رغبة عارمة باﻻنتقام عند أمة تملك رؤية أخرى للموت والحياة وقال أيضا وكما كانت الحرب العالمية اﻷولى بداية للحرب الثانية فإن هذه الحرب مقدمة لحروب بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي وقد تأخذ هذه الحروب أشكاﻻ شتى عسكرية واقتصادية وغيرها
 نعم لقد فهم مفكرو العالم الغربي تلك الحرب على حقيقتها أي أنها أحد فصول المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وهذا مالم يدركه قطاع كبير من مفكرينا والدعاة عندنا ممن فهموا اﻷمر بصورة بالغة في السذاحة والتسطيح بأن ماحصل هو اعتداء غادر من صدام حسين على دولة الكويت وأن اﻷمريكيين قد جاءوا لمساعدة الكويت بناء على طلب الحكومة الشرعية وأنهم قد أدوا ماعليهم ثم انسحبوا إلى بلدانهم بعد ذلك
 لقد صدق كاتب ذلك المقال(في جريدة دير شبيغل) فيما ذهب إليه إذ لم يمض عامان على انتهاء تلك الحرب حتى وقعت أول محاولة لتفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك وكان أحد المشاركين في تلك المحاولة من أبناء العراق وهذا ماأشار إليه سالم الجميلي رئيس شعبة أمريكا في المخابرات العراقية سابقا في مقابلة له مع تلفزيون روسيا
 وبعد ثمان سنوات من تلك المحاولة وقع هجوم الحادي عشر من سبتمبر والذي فتح الباب على مصراعيه للمواجهة بين العالم الغربي والعالم اﻹسلامي ممثلا بطليعته المجاهدة والذي كان من نتيجته تفجر ثورات الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة الهجرة الجماعية ألى أوروبا وما يسمى بالحرب على اﻹرهاب والتي ماتزال مستمرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى يومنا هذا
 والسؤال المطروح هو مامصير هذه المواجهة وماتأثيرها على مستقبل المسلمين في أوروبا وهذا ماسنتناوله في الفصل القادم إن شاء الله

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الثامنة و الاخيرة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
مآﻻت المواجهة مع الغرب وتأثير ذلك على مستقبل المسلمين
 كما ذكرنا سابقا فالمواجهة لم تتوقف لحظة واحدة بين العالم اﻹسلامي والغرب وإن مرت بفترات من الهدنة المؤقتة واليوم نعيش حالة من المواجهة العسكرية كانت قد بدأت منذ حرب الخليج الثانية كما أسلفنا وهذه المواجهة قد ازدادت ضراوتها بمرور الوقت حتى وصلنا إلى الوضع القائم حاليا والذي يمكننا توصيفه بالحرب بالوكالة حيث يتحمل العبء اﻷكبر من تلك الحرب أدوات الغرب عندنا من حكومات فاسدة وأقليات عميلة تؤديان دور رأس الحربة للعالم الغربي أما من جانبنا فتتولى طليعة اﻷمة المجاهدة دور الحربة في تلك المواجهة وهذا موضوع مستقل فيه تفصيل كثير نسأل الله أن يعيننا على التعرض له ببحث مستقل ﻻحقا
 وقد تنبأ الشيخ سفر الحوالي قبل ربع قرن بمجريات اﻷحداث الحالية وقد ذكر ذلك في محاضرة حول هذا الموضوع وكان مما قاله أن أمريكا قد مولت عام 1983مئة وعشرين ندوة عن الصحوة اﻹسلامية وأن العالم الصليبي شرقه وغربه سيتوحد لمواجهة العالم اﻹسلامي الذي ستشهد بلدانه عملية انفتاح نتيجة سقوط اﻷنظمة الشمولية وستنقسم الجماعات اﻹسلامية إلى تيارين التيار "المعتدل" الذي سيتنازل عن الكثير من ثوابت الدين ويقبل بما يقدم له من وزارات ونقابات ليفقد في النهاية قضيته اﻷساسية (أي بتعبير آخر ليتحول إلى تيار علماني يحمل رائحة اﻹسلام) وأما التيار اﻵخر فهو الذي لن يرضى بغير اﻹسلام النقي وستحصل المواجهة بين التيارين وسيدعم الغرب التيار اﻷول ضد التيار اﻷصولي( والذي يسمى في أيامنا هذه باﻹرهاب) فإذا فشل التيار اﻷول في تلك المواجهة هنا يجد الغرب نفسه مضطرا للدخول بالمواجهة المباشرة مع العالم اﻻسلامي الذي سيستفز نتيحة التدخل المباشر من الغرب
 هذا خلاصة ماقاله الشيخ سفر الحوالي قبل ربع قرن وهو مانراه واقعا قائما بصورة مجملة ونحن هنا سنكتفي بالحديث عن ما يتعلق بموضوعنا اﻷصلي وهو مستقبل المسلمين في أوروبا
 نلاحظ أن العالم الغربي يسعى جاهدا ﻷن تظل المواجهة غير معلنة وهو يحرص على أن تتولى أدواته في المنطقة( من أنظمة عميلة ونخب فكرية وسياسية وأقليات دينية وعرقية)المواجهة بالنيابة وستستمر عمليات التضليل والتهويش اﻹعلامي حتى تستمر حالة الضبابية في اﻷمة ويبقى العملاء يتحملون عن الغرب ثمن المواجهة ماديا وبشريا في هذه اﻷثناء لن يتعرض المسلمون في القارة العجوز ﻷية مضايقات على المستوى الرسمي أي من قبل السلطات الحاكمة ولكن ومع استمرار المواجهة وانخراط المزيد من أبناء اﻷمة فيها وعجز اﻷدوات المحلية عن المواجهة هنا قد يضطر الغرب إما للتدخل المباشر كما ذكر الشيخ سفر الحوالي وهو اﻻحتمال اﻷرجح والذي تؤيده الوقائع القائمة حاليا رغم وجود رأي عام ﻻيؤيد التدخل المباشر بسبب ماتعرض له الغربيون من خسائر ثقيلة نتيجة حربي العراق وأفغانستان لكن الواقع يقول أن تلك الحكومات يسهل عليها اختراع اﻷكاذيب وتهيئة الرأي العام للقبول بمثل تلك الخطوات الجنونية كما حدث أثناء غزو العراق عام 2003 وفي هذه الحالة قد تتعرص الجاليات اﻹسلامية في أوروبا وأمريكا لظروف صعبة ومضايقات كثيرة وقد تدخل في المواجهة المباشرة إذا وصلت المواجهة إلى مرحلة كسر العظام ومثل هذه الخطوة ستكون بالنسبة للدول الغربية أشبه باﻻنتحار ﻷن تلك الدول لن تستطيع حسم المعركة مع العالم اﻻسلامي حتى ولو لجأت إلى استعمال القنابل النووية إذ أن الدول الغربية ستخسر جميع مصالحها في العالم اﻹسلامي ولكن وكما يقول الشيخ سفر الحوالي فإن الغرور والشعور بالتفوق قد يدفع القوم ﻻرتكاب مثل تلك الحماقة وقد يتساءل البعض هل سنشهد محاكم تفتيش جديدة على غرار ماحصل في البلقان قبل عقدين من الزمن.إن هذا اﻷمر مستبعد على المستوى الرسمي حيث أنه يعني كما أسلفت انتحارا بالنسبة للدول اﻷوروبية حيث أن اﻷمر يتعلق بعشرات الملايين من البشر الذين يتواجدون في جميع أنحاء البلاد وفي كل مرافق المجتمع  فلا يمكن عزلهم في أماكن محددة والتخلص منهم بعد ذلك بسهولة بل إن اﻻقدام على مثل هذه الخطوة سيؤدي لحروب أهلية داخل بلدان القارة يصعب عليهم تحمل نتائجها
 لكن اﻻحتمال الراجح هو قيام عوام الناس وبتحريض من المنظمات العنصرية بعمليات انتقام من المسلمين ومثل هذه اﻷعمال تقع باستمرار في كل مناسبة تقدم فيها وسائل اﻻعلام معلومات مشوهة عن اﻹسلام والمسلمين ﻷن عوام الناس في أوروبا تتأثر كثيرا بما تبثه وسائل اﻻعلام كما أسلفنا لذلك حرصت وسائل اﻻعلام منذ تسعينات القرن الماضي على الحد من اظهار البرامح التي تسيء للاسلام والمسلمين ﻷن ذلك من شأنه تقوية الشعور بالهوية عند المسلمين الذين يراد لهم أن يظلوا بلا هوية وﻻ قضية وأقول من باب اﻻنصاف إن السلطات في أكثر الدول اﻷوروبية تتعامل مع اﻷعمال العنصرية ضد المسلمين بحيادية ومهنية أي يتم التحقيق في تلك اﻷعمال ويحاسب المسؤولون عنها.أما إذا وقعت المواجهة الشاملة فلن تبقى اﻷمور على هذه الحالة والله أعلم وأما اﻻحتمال الثاني فهو أن يغلب التعقل على قادة الغرب فلا يقدمون على خيار المواجهة وتحصل هدنة بين أمة اﻹسلام والغرب وفي هذه الحالة سيبقى وضع المسلمين في أوروبا على ماهو عليه
 وعلى أية حال فإن السنوات القادمة سوف تشهد أحداثا جسيمة سيترتب عليها إعادة رسم النظام العالمي من جديد وسيكون لتلك اﻷحداث تأثيرها المباشر على مستقبل المسلمين في أوروبا كما أسلفنا والله أعلم

الأحد، 14 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
العداء التاريخي بين العالم اﻹسلامي وأوروبا
 وبعيدا عن المجاملات اللفظية فإن الخلاف القائم بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي عميق الجذور وهو  خلاف حضاري يشمل كل مناحي الحياة حيث تقوم الحضارة اﻹسلامية على العبودية المطلقة لله تعالى(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).أما الحضارة الغربية فتقوم على تأليه اﻹنسان فاﻻنسان هو كل شيء في تلك الحضارة فهو الذي يشرع ويحكم ويخطط وينفذ لما يرى فيه صلاحه في هذه الحياة وقد  أشار الشاعر اﻻنكليزي روديارد كبلنغ إلى هذه الحقيقة عندما قال الشرق شرق والغرب غرب وﻻ يلتقيان وهذا موضوع واسع ومتشعب ولن ندخل في تفاصيله لذلك نرى أن الصراع القائم بين الحضارتين يمتد عبر التاريخ وتتوارثه اﻷجيال جيلا بعد جيل وهذا ماأشار إليه القرآن الكريم في آيات عديدة منها قوله تعالى(ولن ترضى عنك اليهود وﻻ النصارى حتى تتبع ملتهم )وقوله تعالى(وﻻيزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).وشواهد التاريخ على استمرار الصراع بين الحضارتين اﻻسلامية واﻻوروبية خير شاهد على ذلك حيث أن الحروب لم تتوقف بيننا وبينهم منذ موقعة مؤتة حتى يومنا هذا
وهذا ﻻيعني أن كل فرد ينتمي لتلك الدول هو عدو لدود لنا فهذا أمر ﻻيقول به عاقل إذ أن الحديث عن العداء بين اﻷمم والحضارات ﻻينسحب على أعيان اﻷشخاص إذ عند الحديث عن اﻷفراد علينا أن نحكم على كل شخص بمفرده وهنا نستطيع تمييز عدة مستويات من اﻷفراد
المستوى اﻷول وهم عامة الناس فهم كعامة الناس في أية أمة فيهم اناس سيئون ومجرمون وهؤﻻء الناس لن نتوقف عندهم كثيرا إذ ﻻقيمة وﻻوزن لهم. وهناك إناس طيبون ﻻيحبون الظلم ويكرهون كل الصفات الدنيئة ولديهم مشاعر طيبة نحو غيرهم من البشر ويكرهون إيذاء اﻵخرين بل إن الكثيرين منهم يكرهون إيذاء حتى الحشرات والحيوانات وهؤﻻء الناس يمثلون قطاعا ﻻبأس به من تلك اﻷمم لكن هؤﻻء الناس يتأثرون بما تقدمه لهم وسائل اﻹعلام من أخبار وتحليلات فهم يتفاعلون مع مختلف القضايا حسب طريقة تعامل وسائل اﻹعلام معها فقد ﻻحظنا تعاطفا كبيرا مع قضية المهاجرين السوريين بسبب طريقة تعامل وسائل اﻹعلام مع هذه القضية كما أسلفنا.وبالطبع ﻻيمكننا الحكم على العلاقة بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي من خلال هذه الشريحة من الناس ﻷن القضية أكبر من هؤﻻء الناس الذين ﻻيمثلون الذاكرة الجماعية ﻷمتهم ويتحركون وفق ما يملى عليهم من كبار القوم وهم خواص الناس وهم الفئه اﻷهم في تلك المجتمعات وينتمي لهذه الفئة كبار رجال الكنيسة والسياسة واﻹعلام والمفكرين والمنظرين وهذه الشريحة من الناس هم من يتحكم برسم السياسة الداخلية والخارخية للبلاد وهم يتحكمون بمناهح التعليم ووسائل اﻹعلام والفن واﻻقتصاد وكل مناحي الحياة وهم من يتحكم بموقف تلك البلدان من قضايا العالم اﻹسلامي فالتاريخ والجغرافيا والدين كل ذلك حاضر في ذاكرتهم بتعبير آخر هم يعرفون تاريخ العلاقة بين بلدانهم وبين أمة اﻹسلام بدءا من معركة مؤتة مرورا بالفتوحات اﻻسلامية والحروب الصليبية وفتح القسطنطينية وانتهاءا بأحداث تاريخنا المعاصر كما أن الجغرافية حاضرة في ذاكرتهم فهم يعرفون تماما حدود اﻻمبراطورية الرومانية التي صارت بلادا إسلامية ويعلمون جيدا أن استانبول كانت عاصمة للامبراطورية  الشرقية فصارت مدينة اسلامية.كما يعرفون جيدا مايقوله القرآن فيهم ويعلمون أن ذلك يمثل عقيدة ثابتة في قلوب وعقول المسلمين كل ذلك وغيره يعلمونه وهو غير خاف عليهم كما ﻻيمكن خداعهم أو تضليلهم  أو تغيير قناعاتهم كما يتوهم بعض السذح من بني جلدتنا وهم يبنون سياسات بلادهم بناء على تلك المعرفة
 ومن اﻻنصاف أن نذكر وجود عدد قليل من المنصفين في هذه الطبقة ممن يعرفون كل الحقائق التي أشرنا إليها ومع ذلك يريدون أن تتصرف بلدانهم بصورة عادلة نحو قضايا المسلمين وهم يعارضون المواقف المجحفة والتصرفات الظالمة الصادرة عن بعض الحكومات الغربية تجاه قضايا المسلمين بل إن بعضهم يقدم تفسيرا منطقيا لتصرفات بعض المسلمين التي تأخذ طابعا مفرطا في العنف كأحداث 11سبتمبر وتفجيرات مدريد عام 2004ولندن في العام التالي وأحداث باريس بداية ونهاية العام الماضي بل إن هؤﻻء الناس يقدمون تفسيرات ويستعملون لغة ﻻيتجرأ أكثر المسلمين على  اسعمالها وخلاصتها  أن تلك اﻷفعال هي ردود فعل على الظلم الذي يتعرض له المسلمون في بلادهم والذي تتحمل الدول الغربية وزره
 هذه هي لمحة مختصرة عن الخلفية الحضارية والتاريخية للصراع بين العالم اﻻسلامي والعالم الغربي ولنعرف مستقبل المسلمين في أوروبا ﻻبد لنا من الحديث بشيء من التفصيل عن مآﻻت المواجهة الحالية بيننا وبينهم بشيء من التفصيل لنصل بعد ذلك للفصل اﻷخير من البحث وهو مستقبل المسلمين في أوروبا

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

مستقبل المسلمين في أوروبا
 الجزء اﻷول
الصليبية والصليبيون
لكي نضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع ﻻبد لنا من لمحة مختصرة نسلط فيها الضوء على العلاقة بين العالم اﻹسلامي والقارة العجوز وحتى ﻻيكون طرحنا مجتزءا سنتعرض لهذه المسألة من جميع أبعادها التاريخية والعقائدية والسياسية
وفي البداية ﻻبد من شرح بعض المفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع فنقول ابتداء إن مسلمي أوروبا هم جزء ﻻيتجزأ من أمة اﻹسلام وبالتالي فإن حاضرهم ومستقبلهم مرتبط بمسارات المواجهة القائمة بين العالم اﻹسلامي وأوروبا وحتى نفهم هذا الموضوع ﻻبد من توضيح بعض المفاهيم التي تتحكم في العلاقة بين الطرفين هذه المفاهيم قد تبدو بعيدة عن الموضوع المطروح ولكننا نرى أننا مضطرون للتوقف عندها لنفهم اﻷبعاد التاريخية والعقدية للموضوع المطروح إذ أن اﻻستغراق في تفسير الحدث اﻵني دون استحضار البعد التاريخي والعقدي للحدث السياسي يؤدي لتقديم صورة مسطحة للمشهد القائم وهذا من شأنه تضليل اﻷمة وتعميق حالة الضبابية وتكريس حالة اﻻنهزامية والغثائية وهذا مانسعى لمحاربته ونعمل على تجاوزه
 أوﻻ الصليبية والصليبيون
 لقد عادت هذه الكلمات إلى الواجهة في السنوات اﻷخيرة ويعترض بعض المسلمين على استعمال هذه الكلمة متذرعا بأن أكثر اﻷوروبيين ﻻيؤمنون بالنصرانية وبالتالي فهم ﻻيحملون الصلبان وبالتالي فلا يمكننا أن نسميهم بالصليبيين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية الشكلية
 وبالعودة ﻻستعمال الكلمة عند المسلمين نرى أن استعمالها بدأ منذ زمن الحروب الصليبية وبعد ذلك استعملت للدﻻلة على كل من يظهر العداء للاسلام والمسلمين من النصارى حتى وإن كان من المقيمين في بلاد المسلمين وأما تعبير الصليبية عند اﻷوروبيين فيستعمل للدﻻلة على القدسية فعندما يقولون حربا صليبية فإنهم يعنون بها حربا مقدسة وهذا ماشاهدناه عندما استعمل اﻷحمق المطاع بوش اﻻبن هذه الكلمة أثناء الغزو الصليبي ﻻفغانستان ومثل ذلك فعل قساوسة الكنيسة الروسية أثناء توجه الروس لغزو بلاد الشام مؤخرا وهذا يعني أن حروبهم ضدنا تحمل طابعا دينيا وإن أنكروا ذلك.وبالطبع ﻻيقتضي وصف اﻷوروبيين واﻷمريكيين بالصليبيين أن يكون كل فرد منهم يحمل شارة الصليب فهذا اﻷمر غير حاصل بل إن هذه الصفة تنطبق على مجتمعاتهم ودولهم وهذا ﻻيقتضي أن تنسحب تلك الصفة على أعيان اﻷفراد
 وأما اصرارنا على تسميتهم بالصليبيين فهو استعمالهم للصليب على عدة مستويات
فعلى المستوى الديني يرفع الصليب فوق الكنائس والمقابر ويستعملون كلمة الصليبية للدﻻلة على قدسية أي شأن كوصفهم الحرب بالصليبية للدﻻلة على أنها حرب مقدسة كما أسلفنا
 وعلى المستوى السياسي فالصليب موجود في أعلام العديد من الدول اﻷوروبية كما أنه شعار للعديد من المنظمات السياسية كالنازية مثلا
 وعلى الصعيد اﻹنساني فقد أتخذوا الصليب شعارا لمنظمة الصليب اﻷحمر العالمية كما أنه صار رمزا للاسعاف وشعارا للمشافي
 فالصليب شعار مقدس عند القوم ويستعمل على الصعيد الديني والسياسي واﻹنساني فلماذا ننفي عنهم صفة ارتضوها ﻷنفسهم وقد أعطوها صفة القدسية
 وقبل أن ننهي هذه الفقرة ﻻبد لنا من اﻹشارة بأن تاريخ  الحروب الصليببة مايزال يشكل جزءا هاما في ذاكرتهم الجماعية والتي تحكم علاقتهم باﻹسلام والمسلمين والقائمة على العدائية المطلقة وهذا ماسنتحدث عنه في الفقرة التالية إن شاء الله

السبت، 6 فبراير 2016



الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء الثاني
هل تشكل هجرة المسلمين أية مخاطر على هوية أوروبا الثقافية؟؟؟؟
 لقد انتشرت العديد من المقوﻻت على صفحات اﻻنترنيت التي تتحدث عن تحول أوروبا إلى اﻹسلام نتيجة ازدياد عدد المسلمين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية النظرية فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر فقد تضاعف عدد مسلمي السويد إلى عشرة أضعاف(حسب اﻹحصاءات الرسمية)حيث بلغ عدد المسلمين عند قدومنا إلى هذه البلاد بداية عقد الثمانينات أي قبل ثلت قرن حوالي 40000 نسمة ويبلغ عددهم اﻵن حوالي نصف مليون(والعدد الحقيقي ضعف هذا الرقم).كما ازدادت أعداد المسلمين في بقية الدول اﻷوروبية بنسب متفاوتة حتى وصل عدد مسلمي أوروبا حوالي 56مليون من أصل 700 مليون كما أسلفنا وهذا الرقم في ازدياد مستمر نتيجة الهجرة المستمرة إضافة للزيادة الطبيعية مما يجعل المسلمين يشكلون غالبية سكان القارة العجوز على المدى البعيد إذا وضعنا في اﻻعتبار تناقص عدد سكان البلاد اﻷصليين نتيجة العوامل التي سبق لنا الحديث عنها.هذه المقولة تبدو وجيهة وصحيحة من الناحية النظرية وهي ﻻ شك أنها قد تم طرحها لتبرير تقصير الدول العربية في استقبال اللاجئين السوريين كما أنها تحمل طابعا رغبويا عند البعض اﻵخر
 وهنا ﻻبد لنا من التوقف عند هذه المقولة لمناقشتها من الناحية العملية بعيدا عن العواطف والتفكير الرغبوي أوالتبريري
 لقد ذكرنا سابقا أن القيادات السياسية في الدول اﻷوروبية تسهر على خدمة شعوبها وهم يخططون لعقود بل إنهم يتدخلون في شؤون الدول اﻷخرى ويرتبون اﻷوضاع فيها بما يخدم مصالحهم لعقود أيضا فلا يعقل تغافلهم عن هذا اﻷمر وقد شاهدنا خلال فترة وجودنا كيف تمت إزاحة بعض اﻷجانب ممن وصلوا إلى مراكز مهمة في السويد من مكانهم ومثال على ذلك شخص يدعى رفعت السيد(من مصر) ممن تمكن من أن يكون أكبر الملاكين في إحدى شركات اﻷدوية المسماة فيرمنتا وتمت ازاحته من مركزه بتحريك بعض المآخذ المعروفة عنه سابقا وكان ذلك في النصف اﻷول من ثمانينات القرن الماضي يومها جرى الحديث كثيرا عن السقف الذي ﻻيسمح للاجانب تجاوزه خاصة إن كانوا من العرب أوالمسلمين وبالطبع ﻻ يوجد أي شيء معلن في هذا الخصوص بل إن اﻷمور المعلنة هي على النقيض من ذلك السلوك
 وبالعودة إلى موضوع التغيير الديموغرافي وتأثيره على تغيير الطابع الثقافي للقارة العجوز فلابد أن مراكز الدراسات وصناع القرار على دراية تامة بهذا الموضوع ولديهم الخطط والبرامج اللازمة للحيلولة دون حصول هذا اﻷمر وليس بالضرورة أن تكون هذه اﻷمور معلنة بل كما أسلفنا إن القوانين المعلنة تتحدث عن المساواة بين الجميع بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأصولهم وخلفياتهم.وهذا ﻻيعني أن جميع الخطط المرسومة ستؤدي إلى النتائج المرجوة فهم بشر لذا قد تفشل الكثير من خططهم وقد تكون النتائج عكسية وحتى كارثية في بعض اﻷحيان وهذا موضوع آخر ﻻينفي وجود الخطط كما أننا ﻻننفي وجود بعض الخطط المرتجلة وغير المدروسة في بعض اﻷحيان خاصة عندما تفاجئهم بعض الحوادث غير المتوقعة كما حصل بأحداث الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة اللاجئين التي نتحدث عنها
 وﻻيستبعد البدء باتباع اﻻجراءات التي تحد من زيادة أعداد المسلمين مع التشديد التدريجي باتخاذ القرارات وصولا للاجراءات التعسفية في نهاية المطاف إذا دعت الحاجة لذلك حتى ولو أدى اﻷمر إلى محاكم تفتيش جديدة وقد شاهدنا ما حصل لمسلمي البلقان في تسعينات القرن الماضي كل ذلك حدث داخل حدود القارة العجوز وبمباركة وتشجيع من تلك الدول التي لم تتدخل لمنع تلك الجرائم البشعة بل رأينا كيف سهلت القوات اﻷممية للصرب ارتكاب العديد من الجرائم وهذا موضوع آخر لن نستفيض بالحديث عنه وما حصل مرة يمكن أن يتكرر مرات ومرات وهذا اﻷمر مرتبط بتطور الصراع بين العالم اﻹسلامي ودول المركز في المستقبل وهذا ماسنتحدث عنه بشيء من التفصيل إن شاء الله ﻻحقا وباختصار شديد نقول إن هذا اﻷمر غير مطروح في الوقت الراهن لوجود الكثير من العوامل التي تمنع تحول الصراع إلى صراع مكشوف حيث تتولى أدوات المركز(وفي مقدمتها أنظمة الحكم الوظيفية في دول العالم اﻹسلامي) القيام بالدور المنوط بها نيابة عن دول المركز فلا تحتاج تلك الدول للدخول بمواجهة مكشوفة مع العالم اﻹسلامي غير مضمونة النتائج وبالتالي فلا حاجة للاجراءات التعسفية كذلك ﻻحاجة لمحاكم التفتيش في الوقت الراهن.وأما بخصوص التهديدات اﻷمنية الناشئة عن وجود المسلمين فهذا الموضوع ليس أمرا جديدا فقد وقعت على أراضي القارة اﻷوروبية سابقا العديد من العمليات ضد الكيان اليهودي منها على سبيل المثال ﻻ الحصر قتل أعضاء فريق كرة القدم اليهودي أثناء دورة اﻷلعاب اﻷولومبية في مدينة ميونخ اﻷلمانية في صيف عام 1972ومع ذلك فقد تم تجاوز هذا الحادث لكن الوضع اﻵن يختلف عما كان عليه في سبعينات القرن الماضي وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا إن شاء الله

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء اﻷول
 هل تشكل هجرة المسلمين إلى ألى أوروبا أية مخاطر ثقافية وأمنية وهل هناك ثمة مخاطر على المسلمين من هجرتهم إلى أوروبا
 وسنبدأ بالحديث عن الموضوع الثاني قبل غيره
 لقد انتشرت بعض المقاﻻت في اﻻنترنيت تتحدث عن تنصير المهاجرين وذهب بعضهم ﻹلقاء اللوم على الذين قرروا الهجرة وآخرون طالبوا المسلمين الذين يعيشون في بلدان غير المسلمين بالعودة إلى بلادهم وقبل الخوض في هذا الموضوع ﻻبد لنا أن نطرح سؤاﻻ بسيطا يفسر لنا هجرة المسلمين إلى أوروبا بشكل خاص وهو ماهي الدول اﻹسلامية التي فتحت أبوابها ﻻستقبال اللاجئين السوريين.؟؟؟؟؟
فيما عدا الدول المجاورة لسورية والتي وجدت نفسها مرغمة على استقبال الذين اقتحموا حدودها هربا من جحيم الحرب فلم تستقبل بقية الدول العربية خاصة الغنية منها أية أعداد تذكر مقارنة بالدول المجاورة(تركيا اﻷردن ولبنان)
السؤال التالي هل صدر أي تصريح رسمي عن أي مسؤول عربي يعلن فيه استعداد بلاده ﻻستقبال المهاجرين السوريين تأسيا ببعض الدول اﻷوروبية(ألمانيا والسويد)كما أسلفنا.اﻻجابة على هذه اﻷسئلة معروفة للقاصي والداني وﻻحاجة لنا للخوض في هذا الموضوع. إذا على الذين يتحدثون عن عودة المقيمين في أوروبا إلى بلدانهم أن يخجلوا من أنفسهم فلا يتطرقوا لهذا الموضوع الذي يدل على الجهل المركب أوالعبودية الفكريه
والتقليد اﻷعمى إضافة لسطحية التفكير وضحالة المعرفة كل ذلك يقود البعض لترديد بعض المقوﻻت بل ونشر بعض المقاﻻت مجهولة المصدر من قبيل (صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في إحدى البلدان...بأن ذلك البلد...... قد استقبلت 2،5 مليون ﻻجيء سوري.. .....)وعند البحث عن مصدر الخبر يجد المرء أنه مجرد خبر تم ترويجه من قبل أحد مواقع اﻻنترنيت وﻻيعرف اسم الشخص الذي صدر عنه ذلك الخبر. كما انتشر مقال تهكمي يتحدث عن بحث قضية اللاجئين السوريين في مجلس وزراء إحدى البلدان العربية مع اتخاذ قرار بارسال ذلك البلد طائراتها لنقل اللاجئين السوريين والشيء الغريب تصديق البعض لذلك المقال التهكمي والعمل على نشره على أنه مقالة حقيقية بعد حذف الفقرات التي تدل على التهكم من واقعنا العربي كل ذلك لتبرير تخاذل بعض الحكومات العربية في هذه القضية
 وبالعودة لموضوعنا اﻷساسي حول انصهار المسلمين وضياعهم في المجتمع اﻷوروبي فإننا نقول أن بلاد المسلمين لم تعد محصنة من الغزو الفكري خاصة بعد أن دخلنا عصر العولمة حيث تم تجاوز الحدود كما انهارت السدود وتحطمت كل القيود وأصبح العالم كله كقرية كبيرة بل وأبعد من ذلك وجود عدد كبير من القنوات الفضائية التي تسعى جاهدة لنشر الفسق والفجور وكل أشكال الرذيلة وبتمويل مباشر من بعض الدول العربية التي تدعي تطبيق الشريعة وحماية التوحيد وﻻحاجة لنا لذكر أية أسماء فهذه أمور معروفة للقاصي والداني إﻻ الذين يصرون على انكار الشمس في رابعة النهار. واﻷنكى من ذلك انتشار المخدرات والتي باتت تباع علنا في شوارع العديد من البلدان العربية وبرعاية وحماية بعض كبار المسؤولين إضافة ﻻنتشار الكثير من مظاهر الفسق والفجور في بلاد المسلمين وبالتالي صار القابض على دينه كالقابض على الجمر حتى وإن أقام المرء في بلدان المسلمين
 وبالطبع نحن ﻻننكر المخاطر التي تنتظر القادمين إلى أوروبا كما ﻻ ننكر سعي الدول اﻷوروبية الحثيث وعملها الدؤوب لصهر الجاليات اﻹسلامية التي تعيش عندهم وهم يعبرون عن رضاهم التام من اﻹيرانيين الذين يندمجون في المجتمعات اﻷوروبية وهم راضون عنهم لعدم تمسكهم بدينهم وهذه حقائق ﻻنستطيع انكارها وإن أنكرها اﻷوروبيون على المستوى الرسمي ورغم ذلك فقد نجح القسم اﻷكبر من المسلمين بفضل الله من المحافظة على هويتهم وقد ساعد على ذلك ازدياد عدد المسلمين في أوروبا(يبلغ عدد المسلمين 56مليون بما فيهم مسلمو روسيا اﻻتحادية)كما أن تقنيات العصر قد ساعدت كثيرا المسلمين في المحافظة على دينهم وهويتهم كما ساعد على ذلك السقف المرتفع لحرية التعبير المتاحة للجميع والتي ﻻ يتمتع بها المسلمون في البلاد اﻹسلامية(أقول ذلك من باب اﻹنصاف) فانتشرت المراكز اﻹسلامية في كل مكان كما انتشرت المدارس الخاصة بالمسلمين والدليل على محافظة مسلمي أوروبا على هويتهم تفاعلهم اﻹيجابي مع كل القضايا اﻹسلامية وتقديمهم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي ﻹخوانهم في البلدان المنكوبة بل وأبعد من ذلك فقد شارك عدد ﻻيستهان به من شبابهم في الجهاد في العديد من ساحات الجهاد في العقود الماضية(أفغانستان البوسنة) وحتي في الوقت الحالي(سورية والعراق) ونحن هنا ﻻنبرر وﻻنفسر إنما نوصف واقعا قائما بغض النظر عن رأينا وموقفنا من هذه الظاهرة
 ويستطيع المراقب ﻷوضاع المسلمين في كل أنحاء العالم  أﻻ يجد أي تفاوت بين حالة مسلمي أوروبا الغربية(من ناحية التزامهم بدينهم) وبين حالهم في بلدان المسلمين.وأما مسلمو أوروبا الشرقية فهم سكان البلاد اﻷصليين وﻻ علاقة لهم بالمهاجرين
 وأما مشاركة المسلمين في الحياة السياسية وتأثيرها على وﻻئهم لدينهم وأمتهم فهذا موضوع متشعب وفيه تفصيل كثير وحوله جدل كثير وقد نتحدث عنه مستقبلا في موضوع مستقل إن شاء ألله. وفي الحلقة القادمة سنتعرض إن شاء الله للمخاطر الثقافية واﻷمنية الناشئة عن هجرة المسلمين إلى القارة العجوز

السبت، 30 يناير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الخامسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
 

لماذا تستقبل الدول اﻷوروبية المهاجرين
 لقد ﻻحظنا في المقاﻻت السابقة استقدام الدول اﻷوروبية للعمال من مستعمراتها منذ القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي وتوسعت هذه العملية بعيد الحرب العالمية الثانية لﻷسباب التي شرحناها في حينها وتواصلت عمليات استقبال اللاجئين السياسيين حتى يومنا هذا رغم أن بعص المؤسسات الصناعية قد نقلت مصانعها إلى دول العالم الثالث حفاظا على سلامة البيئة في دول القارة بعد أن وصلت مشكلة البيئة حد الكارثة في بعض البلدان كألمانيا مثلا
 والسبب اﻷساسي لحرص العديد من الدول اﻷوروبية على استقبال اللاجئين هو حاجة تلك الدول للعنصر البشري ﻷن تلك الدول تعاني من انحسار في النمو السكاني أومايسمى باﻻنتحار الديموغرافي حيث مؤشرات النمو السكاني ذات أرقام سالبة أي أن الدول اﻷوروبية تعاني من تناقص بعدد السكان وعلى سبيل المثال فإن عدد سكان ألمانيا سينقص حوالي عشرة ملايين نسمة عما عليه اﻵن عام 2060(يبلغ سكان ألمانيا اﻵن 81مليون وسيصبح هذا العدد 71مليون). ولهذه المشكلة أسباب عديدة يمكن ايجازها بعزوف الكثيرين عن الزواج واﻻنجاب واﻻكتفاء بالعلاقات المؤقتة ﻻشباع الرغبة الجنسية واﻻكتفاء بعدد قليل من اﻷطفال عند القسم اﻷكبر من العائلات اضافة لعزوف عدد ﻻيستهان به من النساء عن اﻻنجاب والتوسع بعمليات اﻹجهاص إضافة لوجود عدد كبير من الشاذين(أتباع قوم لوط) كل ذلك أدى لما يمكن تسميته اﻻنتحار الديموغرافي وإذا أضيف إلى ذلك ارتفاع نسبة المسنين بسبب تحسن الخدمات الصحية وارتفاع متوسط العمر في أكثر الدول اﻷوروبية والتي أصبحت مجتمعات من المسنين وهذا ماتقوله الدراسات عندهم فعلى سبيل المثال يبلغ عدد الذين هم فوق سن الثمانين في المدينة التي أعمل بها 7000نسمة من أصل 57000نسمة وهم مجموع سكان المدينة. والقوم يخططون لعقود إضافة لمواجهتهم المشاكل اﻵنية بخطط مستعجلة
 وقد نجحت الدول اﻷوروبية بدمج المهاجرين عندها فباتوا يسهمون في تنمية ورفاهية تلك البلاد وأصبحوا جزءا ﻻغنى عنه فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر يتجاوز عدد اﻷطباء السوريين في ألمانيا الثمانية آﻻف كما تبلغ نسبة اﻷطباء اﻷجانب في السويد 25بالمئة من مجموع اﻷطباء وهم يشكلون نصف العاملين في قطاع العناية اﻷولية(أي في قطاع المستوصفات)وهذا القطاع يعاني من نقص شديد بعدد اﻷطباء يصل إلى2000طبيب وطرد اﻷجانب من السويد(كما تطالب اﻷحزاب العنصرية)يعني انهيار الجهاز الصحي برمته.وقد أثبت اﻷجانب جدارتهم بل وتفوقوا على السويديين في مجاﻻت كثيرة كإدارة اﻷعمال التجارية والشركات الصغيرة كالمطاعم مثلا وهم ﻻيشكلون أي عبء اقتصادي على تلك البلاد بل إنهم يعملون ويدفعون الضرائب كما أن القسم اﻷكبر من دخلهم يصرفونه في البلدان التي يعيشون فيها وهكذا تصب تلك اﻷموال في قنوات اﻻقتصاد الوطني لتلك الدول لتحرك عجلة اﻹقتصاد والتنمية.
وهناك قضية أخرى وهي من القضايا المسكوت عنها فيما يخص اﻷجانب وهي قيامهم بالمهمات الصعبة في المجتمع فكل ما يعف عنه ويتأفف منه أهل البلاد فهو من نصيب اﻷجانب ففي مجال الطب(وهو المجال الذي أعرف عنه أكثر من غيره بحكم عملي فيه) فإن اﻷطباء اﻷجانب يشكلون العمود الفقري في مجال العناية اﻷولية (كما ذكرت سابقا)وذلك لصعوبة هذا التخصص مقارنة بالتخصصات اﻷخرى في هذه البلاد وكذلك اﻷمر بالنسبة ﻻختصاص اﻷمراض النفسية الذي أصبح غير مرغوب فيه منذ تسعينات القرن الماضي فما وجد السويديون غير اﻷجانب من يسد النقص في هذا اﻻختصاص بعد أن أوصدوا في وجوههم أبواب التخصصات اﻷخرى وقد توجه عدد كبير من اﻷطباء السويديين في السنوات اﻷخيرة للعمل في مجال اﻷبحاث بدﻻ من العمل السريري الذي يحتوي على الكثير من المتاعب كالدوام الليلي والمسائي وأيام العطل إضافة لتحمل المسؤولية حيث يتعرض اﻷطباء باستمرار للمساءلة إضافة لصعوبة الحصول على اﻹجازة متى شاءوا فجدول العمل جاهز وموضوع سلفا لعدة أشهر كل ذلك جعل أكثر اﻷطباء  يعملون تحت وطأة درجة عالية من اﻹجهاد(stress) النفسي والجسمي والعصبي فكثرت أمراض القلب والشرايين وموت الفجأة وقد فقدت الجالية اﻹسلامية في الأسابيع اﻷخيرة من العام الماضي(2015) اﻷخ الدكتور جهاد الفرا(رحمه الله) عن عمر ﻻيتجاوز ال 55سنة بسبب اصابته باحتشاء عضلة القلب واﻷمثلة على ذلك كثيرة.
وقبل أن ننهي هذا الموضوع ﻻبد لنا أن نشير إلى مسألة حصول بعض الناس على اﻹقامة ﻷسباب إنسانية بحتة كبعض المسنين أوالمعاقين والذين ﻻيمكنهم أن يؤدوا أية أعمال وبالتالي ﻻيمكنهم أن يكونوا أشخاصا منتجين في المجتمع بل على النقيض من ذلك فهم عالة على الدول التي آوتهم حيث سيحصلون على راتب التقاعد كما أن تلك الدول تتحمل مسؤولية رعايتهم الصحية واﻻجتماعية وغيرها دون أن يقدموا للمجتمع أي شيء ومع ذلك فهم يحصلون على اﻹقامة ﻷسباب إنسانية وهذا أمر يحسب للمجتمعات اﻷوروبية وهنا نذكر ماورد في حدبث عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو قوله(وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف) ونحن نذكر هذا من باب العدل الذي أمرنا به ربنا كما أشرنا سابقا.
وهناك سؤال قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس وهو أﻻ تخشى تلك الدول من أن يصبح المسلمون في المستقبل أكثرية وبالتالي تتحول  القارة العجوز إلى اﻹسلام أي بتعبير آخر وهو هل يشكل وجود المسلمين أية مخاطر على تلك البلدان على المدى المنظور أوالبعيد.
وهذا ماسنجيب عليه في حلقة قادمة إن شاء الله.

الخميس، 28 يناير 2016

الطريق إلى الإنقراض مفروش بالغباء والخوف


 


يقول آينشتاين الغباء هو أن تكرر استخدام نفس الطريقة التي سبق أن قادتك إلى الفشل.
الإخوان المسلمون في مصر مازالوا يجربون المظاهرات التي لم ولن تجدي نفعاً مع العصابة الحاكمة.
وبدلا من أن ينفضوا أيديهم من المظاهرات العقيمة ويلجأوا إلى السلاح، راحوا يدينون ويستنكرون العمليات الجهادية في سيناء ضد العسكر الذين هم أدوات قمع الشعب.
السيسي كأي بلطجي محنّك فهم الرسالة الضمنية لهذه الإدانات. فالإخوان يريدون أن يقولوا له نحن لسنا إرهابيين كما تتهمنا، نحن مثلك ضد الإرهاب.
هذا نفاق واضح ينمّ عن ضعف واضح.
يقول علماء الأحياء إن الإنسان إذا خاف من كلب تنبعث من جسمه رائحة يشمها الكلب فيعرف أن هذا الشخص خائف منه فيتشجع فيهاجمه بشراسة. كلاب السيسي تعاملت أول أمس مع مظاهرات الذكرى السنوية لثورة يناير بلا رحمة.. قتلت وجرحت واعتقلت مئات المتظاهرين. ولم تُحدث المظاهرات أي صدىً يُذكر. العالم يزداد صمتاً والناس فتر تعاطفها مع أصحاب النهج السلمي حيال سفاكي الدماء. 
إذا استمر الإخوان على هذا النهج الذي انتهت صلاحيته سيدير لهم الشباب المتحمسون ظهورهم لينخرطوا بالعمل المسلح، وستجد حركة الإخوان نفسها قد انحسرت إلى مجموعة من أصحاب الكروش المتورّمة وأربطة العنق ذات الألوان الزاهية واللحى المخضبة بالمسك تسير بهدوء نحو الإنقراض.
لبيد الصميدعي

الأربعاء، 27 يناير 2016


الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الخامسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الاول
لماذا تستقبل الدول اﻷوروبية المهاجرين؟؟
لقد ورد في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي ذكرناه في الحلقة اﻷولى قوله(وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك) وهذا مانراه واقعا قائما ﻻيستطيع أحد انكاره فالحكومات والقيادات السياسية على اختلاف مسمياتها ليس لها سوى هدف واحد أﻻ وهو خدمة البلاد والعباد ﻻ كما هو الحال في بلداننا حيث بقاء النظام الحاكم واستحواذه على كل شيء من سلطة ومال وجاه وإعلام وتعليم وقضاءووو... وحتى الدين بات مسخرا لخدمة الحاكم والعياذ بالله.
وقبل الدخول في موضوعنا ﻻبد لنا من تقديم لمحة موجزة عن طريقة اتخاذ القرارات في الدول اﻷوروبية حيث تتم هذه العملية وفق آلية معقدة تشارك فيها العديد من المؤسسات بدءا من مراكز اﻷبحاث التي تقدم الدراسات حول مختلف المواضيع وهناك الشخصيات المحورية في كل بلد وهم مجموعة من صفوة النخبة ومهمتهم رسم السياسة العامة للدولة بخطوطها العريضة في جميع القضايا الداخلية والخارجية ثم يأتي دور اللجان المتخصصة في اﻷحزاب السياسية يأتي بعد ذلك دور المجالس النيابية ولجانها التخصصية التي تدرس تلك القرارات لتقرها على شكل قرارات سياسية أو قوانين يتم تطبيقها وأما وسائل اﻹعلام فدورها مهم في تشكيل الرأي العام والسلطة القضائية تنحصر مهمتها في التأكيد على موافقة القرارات المتخذة لمواد الدستور المعمول به.وهكذا فلا وجود للارتجالية باتخاذ القرارات ولن يستطيع أي حاكم التحرك إﻻ ضمن الحدود التي تسمح بها القوانين النافذة مع وجود جهات مسؤولة عن المراقبة والمحاسبة فلا مجال للانفراد باتخاذ القرارات وﻻمجال للاستبداد فالكل يعمل لمصلحة البلاد والعباد والمقصر والمخطيء يتعرض للمساءلة والمحاسبة من قبل الجهات المختصة
 وخلاصة القول أن كل مايصدر عن المسؤولين من تصريحات وقرارات تصب في خدمة بلادهم وشعوبهم بما في ذلك استقبالهم للمهاجرين وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا إن شاء الله

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الرابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج




الجزء الثالث

 ومن اﻷسباب اﻷخرى كبح جماح اﻷحزاب العنصرية وهذا يتفق مع السبب السابق

 ومن اﻷسباب أيضا سعي دول المركز لفرض حل لمشكلة سورية بما يوافق رؤيتها ويراعي مصالح تلك الدول بغض النظر عن رؤية ومصلحة أصحاب القضية اﻷصليين أعني مسلمي بلاد الشام وخلاصة هذا الحل هو وقف الحرب مع المحافظة التامة على النظام النصيري في سورية وقد أشار إلى هذه الحقيقة منذ اﻷيام اﻷولى ﻻنطلاق الثورة السورية الدكتور أكرم حجازي ومن أراد معرفة المزيد حول هذا الموضوع يمكنه الرجوع إلى مقاﻻته ولقاءاته مع القنوات الفضائية وكلها موجودة في اﻻنترنيت

ومن اﻷسباب التي تحدث عنها الكثيرون تفريغ بلاد الشام من المسلمين لتخلو البلاد بعد ذلك للنصيرية والرافضة وليستريح العدو اليهودي في بيت المقدس وهذا بالتأكيد مطلب ملح لكل شياطين اﻹنس والجن وعلى رأسهم الكيان اللقيط في بيت المقدس كما يجب علينا جميعا العمل للحد من هجرة المسلمين
وهذا السبب يبدو وجيها لكنه مستبعد ﻷن الدول التي استقبلت تلك اﻷعداد الضخمة من المهاجرين ليس لها دور رئيسي في تلك اﻷزمة أي أنهم ليسوا من اللاعبين الرئيسيين فيها كحال أمريكا وروسيا وفرنسا كما ﻻيمكننا أن نتصور تصرف تلك الدول بصورة تخلق لبلدانها أزمة فوق طاقتها وهذا ماحصل فعلا. لذلك رأينا تلك الدول تبادر ﻻتخاذ إجراءات أكثر صرامة بل وفظة في بعض اﻷحيان للحد من تدفق اللاجئين حيث أعادت رسم الحدود بين دول الوحدة اﻷوروبية فصار لزاما على جميع عابري تلك الحدود حمل جوازاتهم وكذلك تم وضع شروط صارمة للحصول على اﻻقامة الدائمة ولم الشمل وغيرها من اﻹجراءات التي يتم دراستها على المستوى المحلي وعلى مستوى دول الوحدة اﻷوروبية

 ومن اﻷسباب التي جرى تداولها على شبكات التواصل هي رغبة الدول اﻷوروبية بجلب المسلمين إليها لتنصيرهم وهذا السبب قد يبدو وجيها والرد عليه ﻻيختلف عن السبب السابق حيث تستطيع الدول اﻷوروبية تحقيق نتائج أفضل في هذا المجال دون الحاجة لجلب المسلمين إلى بلادها وهي ﻻتألو جهدا في ذلك وتعمل بصورة دائمة وبصمت تام وقد حققت نتائج ملموسة(مع اﻷسف)في بعض بلدان المسلمين في أفريقيا وكذلك في أندونيسيا وهذا موضوع آخر لن نتوسع فيه.
ومن اﻷسباب أيضا وقوع بعض الحوادث المؤلمة (كغرق الطفل الكردي وحادثة موت 70مهاجرا داخل إحدى الشاحنات)ضمن حدود تلك الدول بما ﻻيدع أي مجال لتجاهل تلك اﻷحداث وهذا السبب قد يفسر تسليط الضوء على تلك الحوادث دون الحديث عن مأساة اللاجئين بصورة عامة كما ﻻيفسر ترحيب بعض الدول بهم.وقبل أن نترك هذا الموضوع ﻻبد أن نلفت النظر ﻷمر قد ﻻيتنبه إليه الكثيرون وهو أن تسليط الضوء على قضية المهاجرين لم يتعد الجانب اﻹنساني للمشكلة دون الخوض في أعماق القضية ودون الحديث عن جذورها وأعني بذلك النظام النصيري وما ارتكبه في الماضي ومازال يرتكبه من جرائم بحق المسلمين في بلاد الشام ﻷن ذلك النظام هو ابن مدلل لنظام الكفر العالمي شأنه في ذلك شأن الكيان اليهودي اللقيط وله دور وظيفي محوري في المنطقة يفوق اﻷدوار الوظيفية التي تؤديها بقية اﻷنظمة في المنطفة خدمة لأعداء اﻷمة وهذا موضوع آخر ﻻعلاقة له بموضوعنا اﻷساسي ومن يرغب بمعرفة المزيد عن هذا الموضوع فليعد لما تحدث عنه الدكتور أكرم حجازي في مقاﻻته ومقابلاته مع القنوات الفضائية وخصوصا قناة صفا فقد توسع جزاه الله خيرا في هذا الموضوع وأثبتت اﻷيام صحة ماذهب إليه

والسؤال المطروح لماذا تستقبل الدول اﻷوروبية المهاجرين

وهذا ماسنبدأ الحديث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله

الجمعة، 22 يناير 2016



الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الرابعة

بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
لقد مضى على محنة أهلنا في بلاد الشام قرابة الخمس سنوات ارتكبت فيها شتى أنواع الجرائم التي يشيب لهولها الولدان كما ﻻيمكن تصورها والعالم كله يتفرج على تلك الجريمة الشنيعة التي ترتكب بحق شعب كل ذنبه أنه خرج يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة، وخلال هذه السنوات ابتلعت مياه البحر آﻻفا مؤلفة من أولئك المكلومين الذين فروا من ذلك الجحيم إلى بلدان نائية لعلهم يجدون مكانا آمنا يأمنون فيه على دمائهم وأعراضهم فكان مصيرهم أن وقعوا بأيدي من ﻻ دين له وﻻخلق من المهربين فكان مصير بعضهم أن فقد أمواله ليجد نفسه مطروحا في العراء وآخرون قادوهم بمراكب متهالكة ليكون مصيرهم الغرق في قاع البحر وآخرون.   .....وآخرون من القصص المأساوية التي يصعب حصرها كل ذلك يتم تحت سمع وبصر هذا العالم الذي امتلأ غدرا وخسة وكذبا ونفاقا دون أن يحرك ذلك مشاعر أولئك المتبجحين الذين صدعوا رؤوسنا بالتنديد باﻻرهاب وبالحديث عن حقوق اﻹنسان
 وخلال هذه السنوات بالغت الدول اﻷوروبية باتخاذ مختلف اﻻجراءات للحد من تدفق المهاجرين لكنها وجدت نفسها في نهاية المطاف عاجزة عن الحد من هذه المشكلة التي تعاظمت بمرور الوقت فعلى سبيل المثال وصل إلى السويد عام 2012
اربعا وعشرين ألفا وفي العام التالي وصل 54ألفا وفي العام الذي يليه تجاوز عدد المهاجرين التسعين ألفا أما في العام الماضي فتجاوز عددهم كما ذكرنا 160ألفا خلال التسعة أشهر اﻷولى.وهنا وجدت الدول اﻷوروبية نفسها أمام خيارات صعبة فإما أن تتعامل مع المشكلة بمزاجية وتشنج وبصورة تؤدي ﻷزمة أكبر من قضية اللاجئين وهذا ﻻيتوافق مع طبيعة القوم إذ أنهم أبعد الناس عن ردود اﻷفعال غير المدروسة وأبعدهم  عن التهور والحماقة والجهالة ويتصرفون ببرودة أعصاب(كما يقال)وبمنتهى الروية والهدوء في جميع اﻷحوال وخاصة عند اﻷزمات والملمات كما ورد في الصفة اﻷولى من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه(إنهم ﻷحلم الناس عند فتنة). لذلك اضطروا لقبول المشكلة والتعامل معها على هذا اﻷساس لذلك أظهرت وسائل اﻹعلام التعاطف مع قضية اللاجئين وأبدت بعض الدول على لسان كبار مسؤوليها ترحيبا باللاجئين(كرئيس وزراء السويد والمستشارة اﻷلمانية) ليقللوا من ردود اﻷفعال المعادية التي تستغلها اﻷحزاب العنصرية لتأجيج مشاعر الكراهية للمسلمين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المهاجرين خاصة وأن العالم في حالة استقطاب بل وحالة استنفار وتوجس من مجريات اﻷحداث التي تنبيء بصدام حضارات يعيد رسم خارطة العالم من جديد.
وأعتقد (والله أعلم)أن هذا هو السبب الرئيسي وراء ترحيب بعض الدول باللاجئين خاصة وأن القضية برمتها تصب في مصلحة تلك الدول على المدى المنظور والبعيد وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا بالتفصيل إن شاء الله
 وهذا ﻻ ينفي وجود أسباب أخرى وهذا ماسنتاوله ﻻحقا إن شاء الله تتمة لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على قضية المهاجرين وأبدت بعض الدول ترحيبها بهم

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الرابعة

بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج
لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على مأساة اللاجئين
الجزء اﻷول
 قد بدأنا في الحلقة الماضية الحديث عن اللجوء السياسي إلى الدول اﻷوروبية وقلنا أن الهدف الرئيسي من اتفاقية جنيف هو تسهيل هجرة اليهود من دول أوروبا الشرقية إلى الكيان اليهودي اللقيط في أكناف بيت المقدس وما أن سقط جدار برلين وانهار اﻻتحاد السوفييتي نهاية الثمانينات من القرن الماضي حتى تعالت اﻷصوات داخل القارة العجوز بالغاء إتفاقية جنيف وعدم اﻹلتزام بها ولم يلتفت أحد من أصحاب القرار لتلك اﻷصوات وبقيت إتفاقية جنيف معموﻻ بها ﻷسباب سنتحدث عنها ﻻحقا إن شاء الله كما ذكرنا أيضا أن طالب اللجوء ﻻيحتاج لجواز سفر ساري المفعول وقد يصل البعض بجوازات مزيفة حيث يتم التحقيق معهم ليحصلوا بعد ذلك على حق اﻹقامة والعمل المؤقتة وبعدها يحصلون على حق اﻹقامة الدائمة وبعد عدة سنوات(تختلف من بلد ﻵخر)يحصلون على الجنسية وجواز سفر البلد التي يقيمون فيها ليصبحوا في عداد مواطني ذلك البلد أي أنه يتمتعون بجميع الحقوق من حيث الظاهر(وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا) وعند وصول المهاجر إلى بلد الهجرة(وأخص هنا دول شمال أوروبا التي يفضلها أكثر المهاجرين) يحصل على اﻹعانة المادية التي تكفيه لتأمين متطلبات الحياة اﻷساسية من غذاء وكساء ومسكن وغيرها كما يحصل المهاجر على نفس اﻻعانة بعد حصوله على اﻻقامة حتى يتمكن من العمل وبالتالي تحمل جميع متطلبات الحياة شأنه في ذلك شأن جميع الشرائح اﻻجتماعية الضعيفة غير القادرة على العمل والكسب كالمسنين الذين يتقاضون راتب التقاعد سواء أكانوا موظفين في مؤسسات الدولة أومؤسسات القطاع الخاص وكذلك الطلبة أثناء فترة الدراسة وكذلك العاطلون عن العمل وجميع هذه الشرائح تتلقى مساعدة من الدولة تكفيهم لتأمين جميع الضروريات كما ورد في الحديث اﻵنف ذكره.(وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف).وهذا مايفسر رغبة أكثر اللاجئين بالهجرة إلى تلك البلدان بعكس الدول اﻷخرى والتي ﻻيستطيع اﻹنسان الحصول على الجنسية فيها ولو قضى جميع سنوات عمره هناك وهذا الذي أدى إلى هذه الموجة العارمة من الهجرة الجماعية وبشكل غير مسبوق مما جعل المشكلة برمتها خارح نطاق السيطرة كما هي حال المشكلة السورية بجميع تداعياتها فقد تجاوز عدد القادمين إلى السويد خلال التسعة أشهر اﻷولى من العام الماضي 160ألف نصفهم من سوريا وفي كل أسبوع يصل إلى جنوب السويد حوالي عشرة آﻻف ﻻجيء وبلغ عدد الذين وصلوا السويد خلال شهر تشرين أول المنصرم 112400 ﻻجيء ولم تعد مراكز اﻹيواء المؤقتة تستوعب القادمين الجدد مما أضطر الحكومة السويدية إلى طلب المساعدة من مؤسسات المجتمع المدني ومن الدول اﻷخرى كما أضطرت دائرة الهجرة للاستعانة بالمؤسسة العسكرية لنصب الخيام ﻹيواء القادمين الجدد وهذا اﻷمر لم يحصل في السويد سابقا
كما كان للجالية اﻻسلامية دور مميز في هذه اﻷزمة حيث أننا أول المعنيين في هذه القضية فقام مسلمو هذه البلاد باستقبال القادمين في المراكز اﻻسلامية مع تقديم جميع مستلزمات الحياة من طعام وكساء وغيره كما استقبل الكثيرون أقاربهم ومعارفهم في بيوتهم وأستطيع أن أقول أننا في حالة استنفار دائم منذ أكثر من عامين وكان للنساء أيضا دور مميز بتهيئة الملابس والطعام للمقيمين في المراكز اﻻسلامية ممن ليس لهم أقارب أومعارف  في هذه البلاد
 أما لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على معاناة اللاجئين السوريين ولماذا أبدت بعض الدول اﻷوروبية ترحيبا بهم  فهذا ماسنتاوله في الجزء الثاني من هذا الفصل إن شاء الله

الأربعاء، 20 يناير 2016

خُدْعة الإقليم السُني 



لا اشك في اخلاص الدكتور طه الدليمي وصفاء نيته لاهل السنة ولا اشك لمقته الروافض ودينهم النجس، ولا اشك في انه يريد الخير وكل الخير لاهل السنة ولكن صفاء النية والاخلاص والتفاني في مشروع ما لا يكفي لتحقيقه.
مع اعتذاري الشديد جدا لكني ارى في مشروعه (الاقليم السني) سذاجةٌ وقصر نظر كبيرتين مهما كتب ومهما نٓظّر واجتهد هو ومن ينادي لهذا المشروع ليخرجوه لنا على انه مشروع متكامل الاركان وقابل التحقيق وسفينة النجاة لاهل السنة. 
اصحاب مشروع الاقليم السني ينطلقون ويبنون مشروعهم على اسس وفرضيات خاطئة لا وجود لها ولا تمت للواقع. هم ينطلقون بمشروعهم اقتداءاً بمشروع الاكراد واقليمهم ويبنون عليه احلامهم الوردية ويقارنون مقارنات تنتمي الى اللاواقعية وسوف اذكرها بنقاط واحاول ان اختصر قدر الامكان:
- اقليم الاكراد كان وما زال مطلباً دولياً وقام اصلا بارادة دولية.
- إقليم الاكراد هو محمية امريكية واوروبية ولا ينكر ذلك إلا ساذج او منافق.
- إقليم الاكراد كان الهدف منه زرع اسرائيل اخرى هدفه تفتيت المفتت من خلالهم ولا يخفى ذلك على ابسط الناس.
العالم ينظر الى الاكراد كأكراد وليس كسُنّة او مسلمين، بل ويعتبرهم العالم سكين في خاصرة اهل السنة ي العراق خاصة والعالم العربي عامة.
- الاكراد كانوا على مر التاريخ مطية لكل التدخلات الاجنبية وتمرير كل المؤامرات من خلال قياداتهم.
- دعك من بعض الاسماء من الاكراد في التاريخ الاسلامي ولا تحاججني بهم فنحن نتحدث عن الاغلبية الساحقة فإن اسم صلاح الدين القائد الاسلامي المخلص يقابله ملايين من خونة الاكراد.
- العالم كله يقف مع الاكراد ليس حباً بهم طبعا ولكن لكونهم مخلباً في المنطقة يستعملهم الغرب متى شاء لاثارة القلاقل كلما لاح في الافق هدوء في ديارنا.
- في الوقت ذاته فان العالم بأجمعه من شرقه الى غربه ضد اهل السنة والحرب الشعواء التي يخوضها العالم بأسره هي لذبح اهل السنة او اعادتهم الى بيت الطاعة الرافضي بحجة محاربة الارهاب وداعش وما الى ذلك من العناوين الكبيرة التي يسوقونها على رعاع الامة ويساندهم فيها منافقي وخونة الامة.
- إقليم اهل السنة اذا سلّمنا على انه سيقوم وحسب المواصفات والميزات التي يمتاز بها الاقليم الكردي فانه يأسس لهدوء وحياة طبيعية اي بمعنى تطور وتقدم وهناك احتمال وارد جدا وهو انضمام جزء كبير من سوريا اليه مما يجعله نواة قوية لتأسيس قوة سنية التي بدورها وكنتيجة حتمية سوف تقوض المشروع الرافضي الايراني وهذا هو الكابوس بعينه لكل القوى التي تسعى الى ابادتنا او استعبادنا قبل ان نستطيع تحقيق هذا الكابوس لهم وهذا هو مربط الفرس.
- السنة لن ينالوا متراً واحداً كامل السيادة بالطرق السياسية حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط وليس امامهم إلا حمل السلاح كما يفعل تنظيم الدولة الاسلامية الان الذي ضرب العالم كله بعرض الحائط ويفعل كل ما يروق له ويراه يخدم المشروع الذي قام من اجله.
ما اردت قوله انه من السذاجة وقصر النظر مقارنة اقليم الاكراد بالاقليم السني المزعوم لان الفرق بينهما هو كالفرق بين السماء والارض ولكن للاسف اصحاب هذا المشروع الفاشل رغم كل ما جرى ويجري ما زالوا يعيشون باحلامهم الوردية التي تكلفنا كل يوم مذابح جديدة بحق اهلنا وقضم اراضينا وتقوية اعدائنا ونحن نراوح في مكاننا.
ليس في مقدوري إلا أن اسأل الله تعالى أن يُبصر اخواننا الذين ينادون لهذا المشروع وأن يعيدوا النظر في تفكيرهم وأن يعوا بان المشاريع من هذا النمط المستحيل تحقيقها قد تجاوزها الزمن واصبحت من احلام الماضي. فهل يُعقل ان مشروع ايران الرافضية يمتد من ايران الى المغرب العربي وافريقيا ولم تدع دولة إلا وزرعت فيها خلايا الترفض تمهيدا لضمها فيما بعد فنقوم نحن بمقابلتها بمشروع مجهري لا يتجاوز عدد من المحافظات العراقية؟ لماذا نُقزم انفسنا ونُحقرها واكثر ما نحلم به هو اقليم على بقعة محددة من الارض مع اننا نملك امتداداً طبيعياً في كلا العالمين العربي والاسلامي بينما يمتاز عدونا بنظرة عابرة للحدود ويخطط ان يبسط سيطرته على كل العالم الاسلامي؟
رحم الله المتنبي القائل
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

نحن أمام معضلة عظيمة وهي أن من يتصدر المشهد السياسي  والديني ينظر الى امتنا على انها أمة من الاقزام التي لا حول لها ولا قوة أمام التغول العالمي ويجب علينا ان نستعطف ونستجدي رضى هذا العالم في اي شئ نقوم به. هؤلاء يعتقدون جازمين أنه لا يمكن لنا ان نفعل شئ مهما صٓغُر إلا من خلال المنظومة العالمية وما تسمح به وهذه هي المصيبة لان المنظومة الدولية هي اصلاً وُجدت وفُصلت لكي تروضنا وتستعبدنا تحت مسميات مختلفة ولا يمكن في يوم من الايام ان تسمح لنا ببناء انفسنا إلا بما هو تحت سيطرتهم ومباركتهم.
نحن نستجدي ونستعطف العالم منذ قرون ومع مرور السنين ازددنا استجداءً واستعطافاً والعالم يرد علينا بأن يدوس على رؤوسنا اكثر فأكثر ويزداد مع مرور السنين استعبادا واذلالاً لنا. أفلا يكفي ذلك أم ما زال في جعبة امتنا مزيدا من الذل ومزيداً من الانبطاح.
لم نقرأ على مر التاريخ بان هناك حضارة او أمة أو امبراطورية بُنيت بالسياسة ونثر الزهور على الآخرين بل كلها اطلاقاً بُنيت على انهار من الدماء قام بها اصحاب الاقدام الثقيلة وليس الاقدام الرومانسية.
من يتصدر المشهد القيادي في امتنا لم يقرأ التاريخ واذا قرأه لم يفهم الحكمة منه وانما قرأه على اساس انها قصص حكواتية جميلة لأقوام قد خلت من قبلنا لذلك نراهم يقعون في نفس الاخطاء.
العالم لا يحترم الضعيف ولا يقيم له وزناً وانما يحترم القوي الذي يقول ويفعل وهم اصحاب العزم.
واختم مقالتي بهذا البيت الشعري لأحمد شوقي رحمه الله الذي يقول فيه:

وما نيل المطالب بالتمني ************ ولكن تُؤخذ الدنيا غُلابا
المغالبة هي سنة الحياة ومن يعش على الهامش لن يكون له مكان تحت الشمس




اشرف المعاضيدي 
2015-01-19