السبت، 6 فبراير 2016



الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء الثاني
هل تشكل هجرة المسلمين أية مخاطر على هوية أوروبا الثقافية؟؟؟؟
 لقد انتشرت العديد من المقوﻻت على صفحات اﻻنترنيت التي تتحدث عن تحول أوروبا إلى اﻹسلام نتيجة ازدياد عدد المسلمين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية النظرية فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر فقد تضاعف عدد مسلمي السويد إلى عشرة أضعاف(حسب اﻹحصاءات الرسمية)حيث بلغ عدد المسلمين عند قدومنا إلى هذه البلاد بداية عقد الثمانينات أي قبل ثلت قرن حوالي 40000 نسمة ويبلغ عددهم اﻵن حوالي نصف مليون(والعدد الحقيقي ضعف هذا الرقم).كما ازدادت أعداد المسلمين في بقية الدول اﻷوروبية بنسب متفاوتة حتى وصل عدد مسلمي أوروبا حوالي 56مليون من أصل 700 مليون كما أسلفنا وهذا الرقم في ازدياد مستمر نتيجة الهجرة المستمرة إضافة للزيادة الطبيعية مما يجعل المسلمين يشكلون غالبية سكان القارة العجوز على المدى البعيد إذا وضعنا في اﻻعتبار تناقص عدد سكان البلاد اﻷصليين نتيجة العوامل التي سبق لنا الحديث عنها.هذه المقولة تبدو وجيهة وصحيحة من الناحية النظرية وهي ﻻ شك أنها قد تم طرحها لتبرير تقصير الدول العربية في استقبال اللاجئين السوريين كما أنها تحمل طابعا رغبويا عند البعض اﻵخر
 وهنا ﻻبد لنا من التوقف عند هذه المقولة لمناقشتها من الناحية العملية بعيدا عن العواطف والتفكير الرغبوي أوالتبريري
 لقد ذكرنا سابقا أن القيادات السياسية في الدول اﻷوروبية تسهر على خدمة شعوبها وهم يخططون لعقود بل إنهم يتدخلون في شؤون الدول اﻷخرى ويرتبون اﻷوضاع فيها بما يخدم مصالحهم لعقود أيضا فلا يعقل تغافلهم عن هذا اﻷمر وقد شاهدنا خلال فترة وجودنا كيف تمت إزاحة بعض اﻷجانب ممن وصلوا إلى مراكز مهمة في السويد من مكانهم ومثال على ذلك شخص يدعى رفعت السيد(من مصر) ممن تمكن من أن يكون أكبر الملاكين في إحدى شركات اﻷدوية المسماة فيرمنتا وتمت ازاحته من مركزه بتحريك بعض المآخذ المعروفة عنه سابقا وكان ذلك في النصف اﻷول من ثمانينات القرن الماضي يومها جرى الحديث كثيرا عن السقف الذي ﻻيسمح للاجانب تجاوزه خاصة إن كانوا من العرب أوالمسلمين وبالطبع ﻻ يوجد أي شيء معلن في هذا الخصوص بل إن اﻷمور المعلنة هي على النقيض من ذلك السلوك
 وبالعودة إلى موضوع التغيير الديموغرافي وتأثيره على تغيير الطابع الثقافي للقارة العجوز فلابد أن مراكز الدراسات وصناع القرار على دراية تامة بهذا الموضوع ولديهم الخطط والبرامج اللازمة للحيلولة دون حصول هذا اﻷمر وليس بالضرورة أن تكون هذه اﻷمور معلنة بل كما أسلفنا إن القوانين المعلنة تتحدث عن المساواة بين الجميع بغض النظر عن دينهم وعرقهم وأصولهم وخلفياتهم.وهذا ﻻيعني أن جميع الخطط المرسومة ستؤدي إلى النتائج المرجوة فهم بشر لذا قد تفشل الكثير من خططهم وقد تكون النتائج عكسية وحتى كارثية في بعض اﻷحيان وهذا موضوع آخر ﻻينفي وجود الخطط كما أننا ﻻننفي وجود بعض الخطط المرتجلة وغير المدروسة في بعض اﻷحيان خاصة عندما تفاجئهم بعض الحوادث غير المتوقعة كما حصل بأحداث الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة اللاجئين التي نتحدث عنها
 وﻻيستبعد البدء باتباع اﻻجراءات التي تحد من زيادة أعداد المسلمين مع التشديد التدريجي باتخاذ القرارات وصولا للاجراءات التعسفية في نهاية المطاف إذا دعت الحاجة لذلك حتى ولو أدى اﻷمر إلى محاكم تفتيش جديدة وقد شاهدنا ما حصل لمسلمي البلقان في تسعينات القرن الماضي كل ذلك حدث داخل حدود القارة العجوز وبمباركة وتشجيع من تلك الدول التي لم تتدخل لمنع تلك الجرائم البشعة بل رأينا كيف سهلت القوات اﻷممية للصرب ارتكاب العديد من الجرائم وهذا موضوع آخر لن نستفيض بالحديث عنه وما حصل مرة يمكن أن يتكرر مرات ومرات وهذا اﻷمر مرتبط بتطور الصراع بين العالم اﻹسلامي ودول المركز في المستقبل وهذا ماسنتحدث عنه بشيء من التفصيل إن شاء الله ﻻحقا وباختصار شديد نقول إن هذا اﻷمر غير مطروح في الوقت الراهن لوجود الكثير من العوامل التي تمنع تحول الصراع إلى صراع مكشوف حيث تتولى أدوات المركز(وفي مقدمتها أنظمة الحكم الوظيفية في دول العالم اﻹسلامي) القيام بالدور المنوط بها نيابة عن دول المركز فلا تحتاج تلك الدول للدخول بمواجهة مكشوفة مع العالم اﻹسلامي غير مضمونة النتائج وبالتالي فلا حاجة للاجراءات التعسفية كذلك ﻻحاجة لمحاكم التفتيش في الوقت الراهن.وأما بخصوص التهديدات اﻷمنية الناشئة عن وجود المسلمين فهذا الموضوع ليس أمرا جديدا فقد وقعت على أراضي القارة اﻷوروبية سابقا العديد من العمليات ضد الكيان اليهودي منها على سبيل المثال ﻻ الحصر قتل أعضاء فريق كرة القدم اليهودي أثناء دورة اﻷلعاب اﻷولومبية في مدينة ميونخ اﻷلمانية في صيف عام 1972ومع ذلك فقد تم تجاوز هذا الحادث لكن الوضع اﻵن يختلف عما كان عليه في سبعينات القرن الماضي وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق