الأحد، 14 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السابعة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

مستقبل المسلمين في أوروبا
 الجزء اﻷول
الصليبية والصليبيون
لكي نضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع ﻻبد لنا من لمحة مختصرة نسلط فيها الضوء على العلاقة بين العالم اﻹسلامي والقارة العجوز وحتى ﻻيكون طرحنا مجتزءا سنتعرض لهذه المسألة من جميع أبعادها التاريخية والعقائدية والسياسية
وفي البداية ﻻبد من شرح بعض المفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع فنقول ابتداء إن مسلمي أوروبا هم جزء ﻻيتجزأ من أمة اﻹسلام وبالتالي فإن حاضرهم ومستقبلهم مرتبط بمسارات المواجهة القائمة بين العالم اﻹسلامي وأوروبا وحتى نفهم هذا الموضوع ﻻبد من توضيح بعض المفاهيم التي تتحكم في العلاقة بين الطرفين هذه المفاهيم قد تبدو بعيدة عن الموضوع المطروح ولكننا نرى أننا مضطرون للتوقف عندها لنفهم اﻷبعاد التاريخية والعقدية للموضوع المطروح إذ أن اﻻستغراق في تفسير الحدث اﻵني دون استحضار البعد التاريخي والعقدي للحدث السياسي يؤدي لتقديم صورة مسطحة للمشهد القائم وهذا من شأنه تضليل اﻷمة وتعميق حالة الضبابية وتكريس حالة اﻻنهزامية والغثائية وهذا مانسعى لمحاربته ونعمل على تجاوزه
 أوﻻ الصليبية والصليبيون
 لقد عادت هذه الكلمات إلى الواجهة في السنوات اﻷخيرة ويعترض بعض المسلمين على استعمال هذه الكلمة متذرعا بأن أكثر اﻷوروبيين ﻻيؤمنون بالنصرانية وبالتالي فهم ﻻيحملون الصلبان وبالتالي فلا يمكننا أن نسميهم بالصليبيين وهذه المقولة تبدو صحيحة من الناحية الشكلية
 وبالعودة ﻻستعمال الكلمة عند المسلمين نرى أن استعمالها بدأ منذ زمن الحروب الصليبية وبعد ذلك استعملت للدﻻلة على كل من يظهر العداء للاسلام والمسلمين من النصارى حتى وإن كان من المقيمين في بلاد المسلمين وأما تعبير الصليبية عند اﻷوروبيين فيستعمل للدﻻلة على القدسية فعندما يقولون حربا صليبية فإنهم يعنون بها حربا مقدسة وهذا ماشاهدناه عندما استعمل اﻷحمق المطاع بوش اﻻبن هذه الكلمة أثناء الغزو الصليبي ﻻفغانستان ومثل ذلك فعل قساوسة الكنيسة الروسية أثناء توجه الروس لغزو بلاد الشام مؤخرا وهذا يعني أن حروبهم ضدنا تحمل طابعا دينيا وإن أنكروا ذلك.وبالطبع ﻻيقتضي وصف اﻷوروبيين واﻷمريكيين بالصليبيين أن يكون كل فرد منهم يحمل شارة الصليب فهذا اﻷمر غير حاصل بل إن هذه الصفة تنطبق على مجتمعاتهم ودولهم وهذا ﻻيقتضي أن تنسحب تلك الصفة على أعيان اﻷفراد
 وأما اصرارنا على تسميتهم بالصليبيين فهو استعمالهم للصليب على عدة مستويات
فعلى المستوى الديني يرفع الصليب فوق الكنائس والمقابر ويستعملون كلمة الصليبية للدﻻلة على قدسية أي شأن كوصفهم الحرب بالصليبية للدﻻلة على أنها حرب مقدسة كما أسلفنا
 وعلى المستوى السياسي فالصليب موجود في أعلام العديد من الدول اﻷوروبية كما أنه شعار للعديد من المنظمات السياسية كالنازية مثلا
 وعلى الصعيد اﻹنساني فقد أتخذوا الصليب شعارا لمنظمة الصليب اﻷحمر العالمية كما أنه صار رمزا للاسعاف وشعارا للمشافي
 فالصليب شعار مقدس عند القوم ويستعمل على الصعيد الديني والسياسي واﻹنساني فلماذا ننفي عنهم صفة ارتضوها ﻷنفسهم وقد أعطوها صفة القدسية
 وقبل أن ننهي هذه الفقرة ﻻبد لنا من اﻹشارة بأن تاريخ  الحروب الصليببة مايزال يشكل جزءا هاما في ذاكرتهم الجماعية والتي تحكم علاقتهم باﻹسلام والمسلمين والقائمة على العدائية المطلقة وهذا ماسنتحدث عنه في الفقرة التالية إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق