الاثنين، 22 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الثامنة و الاخيرة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الاول
مستقبل المسلمين في أوروبا
 المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وتأثير ذلك على وضع المسلمين في القارة العجوز
 كما ذكرنا سابقا فإن الصراع بيننا وبين الروم قد بدأ منذ أن بزغت شمس اﻹسلام إلى يومنا هذا والتي أخذت أشكاﻻ شتى من مواجهات عسكرية وحرب فكرية وعمليات تنصير وشتى أنواع المؤمرات والدسائس والحرب بيننا وبينهم سجال أي يوم لنا ويوم علينا.وحتى ﻻنذهب بعيدا في هذا الموضوع سنكتفي بالحديث بصورة مختصرة عن اﻷحداث التي تلت سقوط الخلافة اﻻسلامية حيث تم تفتيت العالم اﻹسلامي واحتلال أجزاء واسعة منه كما تم زرع الكيان اليهودي اللقيط في بيت المقدس وبعد الحرب العالمية الثانية انسحبت جيوش اﻻحتلال من معظم البقاع بعد أن رتبت أشكاﻻ أخرى من الهيمنة عن طريق وكلائها المحليين الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد جلاء الغازي اﻷجنبي وهكذا صارت دول الغرب تتحكم بمقاليد اﻷمور في العالم اﻹسلامي من خلال وكلائها دون الحاجة للتدخل المباشر اللهم إﻻ في بعض الظروف اﻻستثنائية كما حصل في حرب السويس عام 1956
 في هذه اﻷثناء اصيبت دول العالم الثالث ومنها دول العالم اﻻسلامي بخديعة كبرى اسمها اﻻستقلال ونسي المسلمون في خضم سكرة اﻻستقلال ضياع الخلافة اﻻسلامية وضياع الحكم بما أنزل الله حيث سيطرت العلمانية وما يتبعها من دعوات جاهلية كالقومية والوطنية.....و...وغيرها على عقول أغلب المسلمين ولكن الله قد تكفل بحفظ دينه فبدأت اﻷمة بالعودة إلى دينها بصورة تدريجية حتى إذا ماوصلنا إلى الثلث اﻷخير من القرن الماضي  صارت الصحوة اﻹسلامية أمرا واقعا يفرض وجوده على جميع اﻷصعدة وفي هذه اﻷثناء وقع الغزو الروسي ﻻفغانستان فاستغلت أمريكا ومعها دول الغرب الحادثة ﻻستنزاف اﻹتحاد السوفييتي فكانت هذه الحادثة بمثابة شهر العسل(الذي لم يدم طويلا)بين العالم اﻹسلامي ودول الغرب التي أعطت الضوء اﻷخضر لوكلائها في المنطقة بمساعدة المجاهدين اﻷفغان بالمال والسلاح بل وحتى بالرجال فكانت النتيجة سفر اﻵﻻف المؤلفة من الشباب المسلم إلى أفغانستان للمشاركة في الجهاد ضد الغزو الروسي وهذه المدة الزمنية تعتبر الفترة الذهبية للجاليات اﻹسلامية في أوروبا التي شارك بعض أبنائها في الحرب اﻷفغانية والتي انتهت بهزيمة الروس وسقوط الشيوعية وإحياء فريضة الجهاد التي كادت أن تزول من واقع المسلمين فكان من نتيجتها اندﻻع اﻻنتفاضة اﻷولى في الضفة الغربية وقطاع غزة كما خرج العراق منتصرا من الحرب مع إيران وقد امتلك ترسانة عسكرية ضخمة كما سار خطوات كبيرة نحو التصنيع الحربي مما رفع معنويات أبناء اﻷمة وﻷول مرة بدأت اﻷمة تستعيد ثقتها بنفسها.هنا شعر الغرب بأن أمة اﻹسلام قد بدأت تنهض من جديد فما كان منهم إﻻ أن افتعلوا حرب الخليح الثانية بهدف تحطيم إرادة اﻷمة وإعادتها إلى نقطة الصفر من جديد 
 لقد قدحت تلك الحرب شرارة المواجهة الحالية بين العالم اﻹسلامي والغرب حيث أنها أدت لسقوط دعاوى اﻻستقلال الزائفة التي انخدعت بها جماهير اﻷمة لعقود كما أنها  جرحت كبرياء اﻷمة وكرامتها فولدت شعورا عارما للرغبة باﻻنتقام من العالم الغربي برمته وخاصة أمريكا وهذا ما أشارت إليه صحيفة دير شبيغل اﻷلمانية في مقال مطول نشرته بعد انتهاء حرب الخليح الثانية وقامت مجلة الرائد اﻻسلامية الصادرة عن المركز اﻻسلامي في آخن بترجمته حيث تحدث كاتب المقال عن تلك الحرب كما تحدث عما ولدته تلك الحرب من رغبة عارمة عند المسلمين باﻻنتقام من أمريكا وقال وبالحرف الواحد إن عشرات اﻵﻻف من العراقيين الذين قتلوا في هذه الحرب لن ينالهم العفو ولن يطويهم النسيان بل إن ذلك قد ولد رغبة عارمة باﻻنتقام عند أمة تملك رؤية أخرى للموت والحياة وقال أيضا وكما كانت الحرب العالمية اﻷولى بداية للحرب الثانية فإن هذه الحرب مقدمة لحروب بين العالم اﻹسلامي والعالم الغربي وقد تأخذ هذه الحروب أشكاﻻ شتى عسكرية واقتصادية وغيرها
 نعم لقد فهم مفكرو العالم الغربي تلك الحرب على حقيقتها أي أنها أحد فصول المواجهة بين العالم اﻹسلامي والغرب وهذا مالم يدركه قطاع كبير من مفكرينا والدعاة عندنا ممن فهموا اﻷمر بصورة بالغة في السذاحة والتسطيح بأن ماحصل هو اعتداء غادر من صدام حسين على دولة الكويت وأن اﻷمريكيين قد جاءوا لمساعدة الكويت بناء على طلب الحكومة الشرعية وأنهم قد أدوا ماعليهم ثم انسحبوا إلى بلدانهم بعد ذلك
 لقد صدق كاتب ذلك المقال(في جريدة دير شبيغل) فيما ذهب إليه إذ لم يمض عامان على انتهاء تلك الحرب حتى وقعت أول محاولة لتفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك وكان أحد المشاركين في تلك المحاولة من أبناء العراق وهذا ماأشار إليه سالم الجميلي رئيس شعبة أمريكا في المخابرات العراقية سابقا في مقابلة له مع تلفزيون روسيا
 وبعد ثمان سنوات من تلك المحاولة وقع هجوم الحادي عشر من سبتمبر والذي فتح الباب على مصراعيه للمواجهة بين العالم الغربي والعالم اﻹسلامي ممثلا بطليعته المجاهدة والذي كان من نتيجته تفجر ثورات الربيع العربي وما تلاها من تداعيات ومنها مشكلة الهجرة الجماعية ألى أوروبا وما يسمى بالحرب على اﻹرهاب والتي ماتزال مستمرة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى يومنا هذا
 والسؤال المطروح هو مامصير هذه المواجهة وماتأثيرها على مستقبل المسلمين في أوروبا وهذا ماسنتناوله في الفصل القادم إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق