الاثنين، 7 مارس 2016

الاستشراق مقدمة الحروب الصليبية الجديدة  (الحروب الذكية)


حسان الرواد
كانوا في كل مرة يفشلون فيتسبب غزوهم العسكري في إيقاظهم من سباتهم واستجماع قوتهم من جديد تحت راية الجهاد الذي تقاعسوا عنه بعد أن غرقوا في ملذات الدنيا ...

فكروا مليا كيف نغزوهم ونتمكن منهم دون أن يتسبب غزونا لهم في إيقاظهم ككل مرة كيف نتمكن منهم ونسيطر عليهم ..كيف نتغلّب على هذه الأمة الغريبة العجيبة التي تخرج في كل مرة أقوى مما كانت فتنغص علينا وتفسد غزونا واحتلالنا لهم ثم تنتصر علينا ...

اجتمعوا وفكروا طويلا في كيفية ضرب أمة محمد دون أن تقوم لها قائمة ...

فكان القرار بعد طول اجتماعات بالاستشراق .

فأرسلوا علماءهم فدرسوا حضارتنا بكل تفاصيلها ..درسوا مجتمعاتها وعاداتها واختلافاتها وتفرقانها .. درسوا كل شيء يُمَكّنهم من تلك الأمة العصيّة عليهم ...

عرفوا أن الوالي ينادي بالجهاد في حال تعرضت بلاد المسلمين للغزو 
وعرفوا أن العلماء يقومون بذات الدور في حال غاب الوالي أو تقاعس عن المواجهة 
وعرفوا أن شيوخ القبائل يقومون بذات الدور في حال تغيب الوالي وغاب العلماء 

فكانت النتيجة : 

أن أفسدوا تلك المجتمعات وأفسدوا مكامن الخطورة عليهم ...

فساهموا في صعود حكام يدينون للصليبيين بالولاء المقدس الأبدي ..

وساهموا في تغييب العلماء الربانيين بالقتل أو بالسجن واستبدلوهم بحاخامات ألبسوهم عمامة العلماء ففتنوا الناس في دينهم ونشروا البدع وبدلوا دين الله فألغوا الجهاد وأنكروه حتى صار العدو الغازي والمحتل حليفا آمنا ببلاد المسلمين ..فضاع المسلمون بسبب سمومهم و تزويرهم وتدليسهم وتلبيسهم على الناس من فوق المنابر وبقولهم قال الله وقال رسوله ولكن بالزور والتحريف وكتمان الحق ...

ثم ساهموا بإفساد تركيبة المجتمعات فأفسدوا القبائل وجاؤوا بأراذل القوم ومسوخهم كي يسودوا قبائلهم بالمال والتبعية بعد أن أقصوا الشيوخ والرجال الشرفاء وقد أخصوا البدلاء عنهم فما عدت ترى دورا لمعظم شيوخ القبائل في بلاد المسلمين المنكوبة إلا دور الصحوات والعمالة بعد أن كانت هذه القبائل وشيوخها ركيزة أساسية في مواجهة المستعمرين الغزاة .. 

وها نحن نرى الغزاة قد استبدلوا جيوشهم بجيوش المسلمين وها نحن نرى الحيرة التي جعلت المسلمين عاجزين بسبب فتاوى حاخامات الصليبيين وها نحن نرى شباب المسلمين يقتلون من أجل أهداف الصليبيين وقد باتوا حطب حروبهم الذكية التي يحققون فيها أهدافهم دون أن يزجوا بجيوشهم ... 

لكن الأمل بهذه الأمة كبير ومتجدد  كيف لا وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي وعدها الحق سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين .. وأن هذه الغمة التي طالت ستزول حتما وأن الغمامة بدأت تنقشع وأن الحقيقة بدأت بالظهور وأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وأن الباطل يبقى زهوقا مهما تخفّى وتحت أي ستار توارى وتغطّى ..فشمس الإسلام والتوحيد لا تغيب طالما قيّض الله لها عباده الموحدين ..

كتبه:
حسان الرواد

الأحد، 6 مارس 2016

الدجل باسم الدين

احمد طه
استمعت إلى داعية سلفي كبير.. اتحفّظ على ذكر اسمه حتى لا يتكون للقارئ أحكام مسبقة عنه، وحتى يتأمل الفكرة مجردة.
طرح الداعية في جلسة واحدة مجموعة من "الطوام الفكرية" التي دخلت "العقل المسلم" بكل سلاسة وانبهار وإعجاب، متصوراً أن ما قاله الشيخ هو صحيح السنة، ومنهج السلف الصالحين !.
الفكرة الأولى: عاب الشيخ على دعاة اليوم ممن أصبح يهتم بالسياسة، ويترك الدعوة إلى الله.
ولا شك أن المفهوم الذي يصل إلى المستمع والمشاهد هو أن السياسة شيء، والدعوة إلى الله شيء آخر، وهذه هي عين "العلمانية" ولذلك أحسب لم نخطئ عندما كنا نسميها "السلفية العلمانية" تلك السلفية التي تتصور أن دين الله هو مجرد مجموعة من الشعائر والتسبيحات فحسب ! وهذا تصور "كهنوتي" عن الإسلام !.
إن الأحاديث النبوية الشريفة تُبين لنا حقيقة السنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ " وقال: " قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ" وقال: " لتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ، عُرْوَةً عُرْوَةً.. وَأَوَّلُهُنّ نَقْضًا الْحُكْمُ" وقال: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ " وبلغتنا المعاصرة فإن "السنة، والحكم، والأمر" تعني: السياسة ونظم الحكم وطريقته، فإن سنة النبي التي تغيرت هي تحويل أمر الخلافة عن النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة شؤون الأمة إلى سُنة كسرى وهرقل، وإلى "المُلك العضوض" فالسُنة النبوية الواجب إتباعها وإيحاؤها هي سنته في الحكم، كما هي سنته في الإيمان والعبادة، ولكن أصبحت ملايين المسلمين تعتقد التصور الكهنوتي عن الإسلام بعدما عملت العلمانية الغربية عن فصل الدين عن الحياة، وعملت السلفية العلمانية عن فصل السياسة عن الدين ! ثم دخل هذا الدجل إلى المسلمين باسم السنة والعقيدة الصحيحة.
ولا أعرف بالضبط من هم الدعاة الذين يقصدهم الشيخ، ولكن بالعموم يجب أن نفرّق بين بيان الفقه السياسي الإسلامي الراشد، والسنة النبوية في أمور الحكم، وتقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين "الأراء السياسية" التي تناقش أحداث معاصرة من باب الثقافة أو إبداء الرأي، فهذه غير تلك.
*    *   *
الفكرة الثانية: يقول الشيخ: "إن من أصول عقيدتنا طاعة من ولاه الله علينا".
وهذا هو المعنى المرادف لـ "أبناء الآلهة" الذي كان عند الرومان، والحق الإلهي المقدس، وظل الله في الأرض.. ثم انتقلت هذه اللوثة الملعونة، وهذه السُنة الفاجرة إلى الفكر الإسلامي، حتى أصبح من علماء المسلمين، من يتصور أن الحاكم يحكم نيابة عن الله، أو كما قال الشيخ: "من ولاه الله علينا" أ الله ولى علينا الفاجرين الخائنين السارقين ؟! حاشا لله، وتعالى عز وجل عن ذلك.. فأمر الولاية والحكم، مثل غيره من حياة البشر وأفعالهم، لهم فيها "الحرية والاختيار" وتحمل التبعة، والحساب والجزاء على ذلك، وتلك هي الأمانة التي حملها الإنسان.
وإن هذا الفكر المنحرف هو الذي كوّن عقيدة "الجبر السياسية" أي: اعتقاد أن الإنسان مجبور مقهور على أفعاله ليس له فيها اختيار ولا تغيير ولا إرادة، وفي الأمور السياسة تكون كما صاغها الشيخ: "طاعة من ولاه الله علينا" إن الإنسان الوحيد الذي ولاه الله علينا، وتجب طاعته، وطاعته من طاعة الله، وأعطاه الله سلطانه.. هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط لا غير، هذا وحده الذي ولاه الله علينا، وأكرمه بالرسالة، وهذا وحده هو الذي لا نُقدم بين يديه شيء من أمر الدين والشرع.
أما غيره فالله لم يول أحداً عليناً.. إنما هي أفعالنا، وسنن الله الماضية في كونه من العدل والجزاء، وليس لأحد طاعة علينا كائناً من كان إلا بشرط "إقامة كتاب الله" فهذا وحده هو "سلطان الله في أرضه".
وكثيراً ما يحدث الخلط بين قدر الله الكوني، وقدر الله الشرعي.. فقدره الكوني "كن فيكون": فلا شيء يحدث في هذا الوجود إلا بإذنه ومشيئته وإرادته المطلقة من كل شيء، وهو القائم على كل شيء، وبه يقوم كل شيء سبحانه، ولا يحدث في ملكوته أمر إلا بإذنه، وهذا القدر لا دخل لنا به، وله نُسلّم، وبه نؤمن، ولرحمة الله نرجو ونسأل.
أما قدره الشرعي: وما عهده إلينا من إرادة وأمانة واختيار، وما أكرمه بنا من سلطان للكتاب، وما علمنا إياه من سنن إلهية.. فهذا هو محور ومناط "التكليف" والابتلاء، بل إن الله جعل أمر التغيير في حياتنا، منوط بتغيير ما بأنفسنا، وعليه فإن أمور الحكم وحياتنا الخاصة والعامة، وما نحن فيه من هزيمة أو نصر أو غيره، فإننا نتعاطى معه من منطلق "الأمانة والحرية والإرادة" التي منحنا الله إياها، ومن التطاول على الله عز وجل أن ننسب إليه أنه ولى علينا أحداً يدير شؤون الحكم في دنيانا هذه، ويُكرس لـ "المفهوم الكنسي الإمبراطوري الروماني القديم"  ويخلق أفضل بيئة لـ "الاستبداد والظلم والقهر" باسم الدين والسنة، والله ورسوله من ذلك براء.
والشيخ لا يعتبر هذا الدجل مجرد رأي فكري، أو رؤية مذهبية، أو رأي سياسي.. كلا ! إنه يجعله "عقيدة" فيصبح الخارج عنها "ضال، مبتدع" ليس من أهل السنة، وليس على منهج السلف !.
*    *   *
الفكرة الثالثة: تحدث عن "الاستغفار" وقال أنه بمجرد الذكر تتغير حياة الإنسان، ويحدث له من الخير والمعروف... إلخ، وتساءل ماذا يضرك إذا جلست في دقيقة تقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" مائة مرة ؟!!
والمؤاخذة على هذا الأمر، هو "الشعور" الذي يتسلل للمستمع أنه بمجرد أن يجلس في هذه الدقيقة يقول هذا التسبيح العظيم، فإنه قد أدى الأمانة، وقام بما عليه، والأمر ليس كذلك، وتصوره على هذا النحو قد يؤدي - كما هو حاصل - إلى نوع من "الرهبنة الدينية" و"الدروشة الواقعية" واختزال مفهوم الذكر والاستغفار لأقصى درجة، وأقل معنى.
إن الذكر في التصور الإسلامي ليس هو معناه الجلوس دقيقة لتقول عدد معين من التسبيحات، إنما معناه "الاتصال الدائم" بالله سبحانه: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ } فهذا الذكر الدائم، والاتصال الدائم، هو انشغال القلب وامتلاءه بحب الله تعالى، وهو كذلك الفكر والتفكر والتأمل في ملكوت الله في السموات والأرض، وما خلق الله من شيء، هذا هو معنى الذكر.
وأما الاستغفار: فهو على المستوى الفردي التوبة الدائمة، والمراجعة المستمرة، وهو تطهير النية، وإصلاح السريرة، وكف الإنسان ظلمه وبغيه، أما على المستوى الجماعي وحياة الأمم: فهو إقامة الحق والعدل، وإقامة دينه وشرعه، وقول الحق لا نخشى في الله لومة لائم، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فيكون في الذكر والاستغفار صلاح للإنسان من داخله، وصلاح للحياة من خارجه، ولذلك قال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً } فهذا هو المعنى الحقيقي.
*    *   *
ثم اختتم الشيخ حديثه بما نهى عنه من الحديث في السياسة، فراح يطبل ويزمر ويهلل لـ "ولي أمره" ومدى شجاعته وحكمته، ومحاربته لأهل البدع ! والناس تسمع في انبهار، مشدوهة أمام فصاحة الشيخ، وعلمه ! فيدخل إليها هذا "الدجل" باسم الدين، وتمضي في هذا الخدر لا تستفيق منه إلا عند لحظة الاستبدال أو وقوع العذاب ! وأنا لا أتصور أن الشيخ كان يغش مستمعيه أو يقول ما لا يعتقد.. كلا، إنه كان شديد الإيمان بما يقول؛ فتكتمل المأساة، ويزداد التيه..
فاللهم غفرانك ورحمتك، اللهم اشمل هذه الأمة بلطفك وحلمك، وحررها من هذه الآصار والأغلال.
*    *   *

كيري والخطة  ب


احمد طه
بالأمس - 23 / 2 / 2016 - صرح وزير خارجية أمريكا "جون كيري" أنه في حال فشل مفاوضات سوريا السياسية، فإنه "يحذر" من أن سوريا لن تعود موحدة، وأن "خيار التقسيم" سيكون هو الحل الوحيد أو الخطة البديلة
ويعتبر هذا التصريح هو أول تصريح لمسؤول أمريكي يتحدث فيه - بهذه الصورة - عن تقسيم سوريا، وقد أراد من ذلك: (1) التمهيد للموضوع، (2) بيانه أنه حريص على أن تكون سوريا "موحدة علمانية ديمقراطية". (3) أنه "يحذر" من هذا الخيار الذي سيكون هو آخر دواء.. حرصاً على مصلحة الشعب السوري
وإنه لمكر تكاد تزول منه الجبال، وصناعة احترافية للدجل والكذب.. فإن الخطة الوحيدة لدى أمريكا هي "تقسيم سوريا وغيرها" وهي تضطر الجميع الآن إلى الترحيب والمناداة بقرار التقسيم
ولو أن الأمة فقط تتابع ما يُنشر في إعلام الغرب، ومراكز أبحاثه.. لوجدت كل شيء على المكشوف بلا حياء. فإن "روبن رايت" المحللة بوزارة الخارجية الأمريكية صاحبة مقال: "5 دول سيصبحون 14 دولة" منشور على النيويورك تايمز في 2013، والتمهيد للتقسيم هو مخطط قديم، تعلمه كافة أجهزة الاستخبارات. وبعض الخراف العربية الخائنة التي لا تملك إلا أن تكون مطية، بل وتتلذذ بهذا الدور
إن تقسيم سوريا بات حقيقة تمارسه الأكراد والنظام صاحب "سوريا المفيدة" على وجه الخصوص، وقد رهنوا موضوع التقسيم بنجاح المفاوضات السياسية، ووقف إطلاق النار.. وهذا شيء مستحيل، وهم يعرفون أنه مستحيل، فكيف لمثل بشار وهو قاتل 370 ألف نفس، ودمر كل سوريا إلا دمشق وما حولها، أن تكون معه مفاوضات؟!! بل اضطر الشيطان الأمريكي المعارضة إلى جعل القضية في شخص "بشار" أيبقى أم يرحل ؟ كأن بشار هذا هو الذي مارس القتل بنفسه، وكأنه هو كل النظام ؟!
إن تقسيم سوريا - حسب المخطط - هو أن تكون هناك دولة علوية على الساحل السوري، ودولة كردية على طول الحدود مع تركيا، ودولة سنية تلحق بالبقية السنية من غرب العراق، وربما دولة درزية في حال إذا رغبت إسرائيل، وأرادت طلب إضافي على قائمة طعام وقصعة بلاد المسلمين
والدولة العلوية ستكون حامية لساحل المتوسط، ومانعة لأن يكون للسنة أي نفوذ عليه، والدولة الكردية ستعزل تركيا عن محيطها العربي، وستضعف أمنها القومي من جنوبها، كما هو ضعيف من شمالها تجاه دول أوروبا الشرقية، وهذه الدولة ستكون رغم أنف تركيا، وستكون ضربة لسياستها، فلقد كان البعض يظن أن تركيا استطاعت الاستقلال، وملكت - ولو شيء - من أمنها وقرارها، وليست هي كمثل الخونة والمخنثين من حكام العرب، ولكنها اعتبرت أمريكا حليفاً، ولكن ليس لأمريكا حلفاء.. إنما مجرد مجموعة من المغفلين.. تركبهم أمريكا إلى حين، ثم تلقي بهم إلى أقرب مزبلة، مع ابتسامة "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"
ولكنها ستجد دولة كردية على طول حدودها الجنوبية، ويستحيل أن يحدث تقسيم سوريا دون أن يكون للأكراد دولة.. وهذه الدولة ستلحق بإقليم كردستان العراق لتُكوّن الدولة الكردية من شمال العراق إلى شمال سوريا مع إلغاء الحدود بين الدولتين
أما الدولة السنية: فستكون من شرق سوريا مع غرب العراق، وستكون من الناحية "الجيوسياسية" في سجن من جميع الجهات، فمن الشرق الدولة الشيعية، ومن الشمال الدولة الكردية، ومن الغرب الدولة العلوية، ومن الجنوب الدويلة العربية الشمالية - جزء من السعودية - وبذلك لن يكون لها أي منفذ بحري
وإذا وقع التقسيم في سوريا؛ فحتماً سيقع في العراق - بل إن خطة تقسيم العراق بدأ وضعها مع الغزو الأمريكي في 2003 وما قبلها - وفيه: الدولة الشيعة في الشرق، وستكون قوة جيوسياسية لإيران، ودولة كردستان المتكونة من شمال العراق مع شمال سوريا، والدولة السنية مع الحدود السورية
وإذا وقع التقسيم في سوريا والعراق.. فإن باقي المخطط - بطبيعة الحال - سيمضي إلى تقسيم باقي الثلاث دول المتبقية: (ليبيا، اليمن، السعودية).. فأما ليبيا: فستقسم إلى ثلاث دويلات: ولاية برقة في الشرق، وطرابلس في الغرب، وولاية في الجنوب "فيزان"، وهذه رغبة بريطانية وفرنسية وإيطالية. كذلك
واليمن: تعود كما كانت اليمن الجنوبي، واليمن الشمالي.. وترعى الإمارات هذه المفاوضات
وأما السعودية: فهي الحالة المجهولة التي لا نعرف كيف ستكون، وهي صاحبة النصيب الأكبر من التقسيم.. فالمفترض أن تُقسم إلى 5 دويلات: دولة وهابية في الوسط "العاصمة الحالية" ودولة المقدسات "مكة والمدينة" الغرب، ودولة الشرق "معقل الشيعة"، ودولة الجنوب، ودولة شمال.. وأضعفهم هي الدولة الوهابية في الوسط، فهي عبارة عن صحراء.. وربما يهدفون بذلك إلى القضاء على هذا الفكر، وإبقاءه داخل حدود الصحراء، وجعله فكر محلي لا يتجاوز حدوده، ولا يملك الموارد للانتشار مرة ثانية
ومازالت حالة السعودية حالة مجهولة، فالوضع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، هو بالفعل مُقسم.. وما يتبقى هو الاجراءات السياسية والدبلوماسية مثل: حق تقرير المصير، الدعوة إلى الفيدرالية والكونفدرالية، ثم الاستفتاء، ثم الانفصال، ثم اعتراف الأمم المتحدة، ثم علم ونشيد وخائن وعميل، وهكذا تقوم الدويلات
أما الحالة السعودية فمنهم من يُرجعها إلى حدوث خلافات في العائلة المالكة، ومنهم من يرجعها إلى خلافات قبلية... إلخ، ولن يعجزوا أن يجدوا الذريعة لذلك، ولن يعجزوا أن يجدوا يد الخائنين الممدودة بتقسيم بلادها، فقد خانت دينها وأمتها من قبل
ولكننا نحسب أن الإدارة الحالية لأمريكا لا تملك الكثير من الوقت لذلك، وإنما هو مجرد التمهيد لتسليم الإدارة الجديدة التي ستكون أكثر حسماً وأقل دبلوماسية، مما يوحي بصعود اليمين ليس في أمريكا وحدها بل في كافة دول أوربا
ولقد كان المصريون من قبل يعتبرون انفصال السودان عن مصر من العار والمستحيل، أو كما قالوا: "من يفرط في السودان كمن يفرط في شرفه" ! وبالفعل تم تقسيم مصر، وفصلها عن السودان وما تمثله لها من أهمية، وتم الفصل باسم "الوحدة العربية" ! ثم تم تقسيم السودان ذاتها إلى شمال وجنوب.. جنوب نصراني موالي للصهاينة ويتحكم في شريان المياه لكل من شمال السودان ومصر
لماذا يحدث ذلك؟ ولماذا تقع الأمة فريسة هكذا ؟ ولماذا تنتقل من تقسيم إلى تفتيت ؟
الجواب: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } والأشد أن الأمة ابتليت بأهل الدجل الديني.. الذين جعلوا من أمراض الأمة شيء مقدس وواجب يجب الحفاظ عليه، والدفاع عنه
ولن تعود حتى تعالج أمراضها، وتقوم من جديد: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }