الخميس، 4 أغسطس 2016

أهل السُنَّة العرب وجينات السذاجة

النصرة وفك الارتباط مثال صارخ

نمتاز نحن اهل السنة والجماعة (العرب فقط) عن غيرنا من شعوب الارض باننا نحمل جينات سذاجة فريدة من نوعها لا يحملها غيرنا من البشر لذلك كان من السهولة بمكانً خداعنا وتضليلنا من قبل اﻵخرين وما فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة إلا مثال بسيط لمئات بل آلاف الامثلة الحية على سذاجتنا ورعونتنا.
الامثلة على ذلك كثيرة ولا حصر لها وعملية عرضها سوف تتطلب مجلدات كبيرة ولسنا بصدد ذلك وانما سوف اتعرض لمثالين او ثلاثة أمثلة شاخصة في الذاكرة تدل على ضحالة وسذاجة تفكير اغلبية اهل السُنة سواء أكانوا قادة أو من عامة الناس.
عندما اعدت أمريكا العدة لغزو العراق وتدميره بعد ان قام الاخير بغزو الكويت والتي تعتبر اغبى عملية غزو في التاريخ، جمعت اميريكا معها 32 دولة بهدف معلن هوتحرير الكويت والهدف الخفي هو حملة صليبية جديدة بكل معانيها لتدمير احدى الركائز اﻷساسية في عالمنا العربي والاسلامي. في تلك الايام قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعدة مناورات لوقف ذلك الغزو المعروفة نتائجه مقدماً او على الاقل  للحد من الكوارث التي ستحل بالعراق من جرائه.وأول ما قام به صدام حسين هو عقد صلح مع ايران بدون شروط والتنازل لها عن كل ما حققه الجيش العراقي خلال ثمان سنوات من الحرب الطاحنة بل وإعطاء ايران نصف شط العرب الذي دفعنا من اجل استرداده انهاراً من الدماء من ابناء شعبنا. وهناك الكثير من التنازلات التي قدمها صدام حسين لايران ظناً منه بسذاجة مفرطة بانه يستطيع تحييد ايران ويؤمن حدود العراق الشرقية ونسي تاريخ ايران العدائي والحاقد على الاسلام والعروبة منذ أن سقطت عروش كسرى على ايدي خير القرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكي يُثبت صدام حسين أنه يحمل جينات السذاجة السنية فقد قام بحركة لا يقوم بها حتى الصبيان عندما سلّم الاسطول الجوي العراقي بطاقمه وعدته وطياريه الى ايران.
لقد سلّم صدام حسين 120  طائرة مدنية لايران وهو تعداد ما يملكه العراق انذاك من طائرات مدنية سلمها في لحظات ﻷشد اعداء العراق. لم تكن كما يدعي البعض انها خيانة من صدام حسين اطلاقا وانما سذاجة منه لانه اعتقد بان هذا الجار الذي تصالح معه و تنازل له عن كثير من الاراضي المتنازع عليها سوف يفي بوعده ويعيد الطائرات الى اهلها بعد انتهاء الحرب وبذلك يضمن العراق حسب تفكير صدام وتخطيطه الساذج نجاة كل الطائرات المدنية التي سيطالها التدمير من قبل قوات العدوان الثلاثيني. الذي حصل يعرفه الجميع فقد قامت ايران بمصادرة جميع الطائرات واعتبرت طواقمها من الاسرى كي تضيف ورقة رابحة اخرى الى اوراقها التفاوضية مع العراق وكما يقول المثل العراقي"راحت كل الطيارات وطواقمها بولة بشط"
ومن الروايات التي خرجت وتناقلها الاعلام بان صدام حسين عندما سئل كيف استطعت ان تثق بايران وتأمنها على كل الاسطول الجوي العراقي وانت العارف بكل تاريخها الاسود مع العرب عامة والعراق خاصة وعدم وفائهم بالعهود وحقدهم الدفين، اجاب صدام حسين بان الايرانيين اقسموا له على المصحف بانهم سيُرجعون جميع الطائرات عندما يطلب العراق منهم ذلك!!!!
ولكي لا يعتقد القارئ الكريم بان السذاجة هي ماركة مسجلة لصدام حسين دون غيره من القادة السُنة استعرض لكم حادثة اخرى لقائد سُني آخر قد تفنن في السذاجة.
الرئيس السوري الاسبق أمين الحافظ الذي حكم سورية بين عامي 1963-1966 اقترن اسمه بعبارته الشهيرة (عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن) ومناسبة هذه المقولة أن ضباطا كبارا من اﻷقليات في الجيش السوري قاموا في عهده بتسريح عدد كبير من الضباط السنة وترفيع الضباط من الأقليات الاخرى، ليسهل عليهم السيطرة على الجيش وبالتالي على البلد كله, فقام بعض السوريين السنة المتيقظين بتحذير الرئيس أمين الحافظ من هذه الخطة، فرد عليهم (عيب, كلنا اخوة في هذا الوطن)، وكان يقصد طبعا أنه لا فرق بين سوري وآخر على أساس طائفي او عرقي. وعندما انقلب عليه هؤلاء الضباط وهرب إلى العراق على حمار، لقبه السوريون “أبو عبدو الجحش”, لأنه كان غافلاً عما يحاك ضده وضد البلد والذي بسببه وصل النصيريون إلى الحكم عام 1970 (قصة امين الحافظ منقولة بتصرف).
واختم بهذا المثال عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي يعتبر نموذجاً فريداً للسذاجة الفاضحة. ذكر اعلامي قناة الجزيرة احمد منصور في احدى مقالاته مؤخراً بانه كان شاهد عيان عندما كان حاضراً للقاء مرسي مع مبعوث الرئيس التركي اردوغان الذي بعث باحد مستشاريه كي يبلغه بان المعلومات المخابراتية لديهم تقول بان الجيش المصري وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسي يعد للانقلاب والاطاحة بالرئيس وحكومة الاخوان ورميهم في السجون. فماذا كانت ردة فعل مرسي الذي من المفترض أن يكون على اهبة الاستعداد في اي لحظة وهو محاط ببحر من الاعداء الذين يتربصون به الدوائر؟ لقد كانت ردة فعل مرسي كما هي متوقعة من قائد سُني، اطلق في الهواء قهقة استهزائية من الناصح التركي وبكل بلادة وبلاهة وسذاجة رد عليه بانني "حاطط بطيخة صيفي في بطني" و "الجيش في جيبي". لقد حدث ذلك  قبل ستة أشهر من الانقلاب والاطاحة به أي انه كان لديه الوقت الكافي لمراجعة نفسه ومراجعة النصيحة خاصة انها اتت من احد حلفائه المقربين جدا وهو اردوغان ولكن سذاجته وبلاهته ابت عليه الا ان يأكل الخازوق بكل امتنان وأُطيح به وأُودع السجن وحكم عليه بالاعدام مع مجموعة كبيرة من اعضاء حزبه والبطيخة الصيفية التي اودعها في بطنه لم تشفع له ولا لرفاقه عند السيسي.
و يُصرّ السُنة وقادتهم على اثبات سذاجتهم في كل مناسبة ولا يتعظون بمن سبقهم بل يبرهنون لنا دائما بانهم على العهد مع سذاجتهم و ها نحن نرى من جديد كيف يخرج علينا احد ابطال السذاجة والبلاهة وهو الجولاني امير جبهة النصرة لكي يعلن فك ارتباطه بالقاعدة وتغيير اسم جبهته ارضاءً للمجتمع الدولي (يعني امريكا وروسيا والصهاينة) وتماشيا مع رغبات اهل الشام كما يدعي ويخرج في خطاب متلفز على العالم معلنا تماشيه مع ارادة المجتمع الدولي (الكافر) الذي ذبح سوريا من الوريد الى الوريد وهو اي الجولاني الذي يدعي بانه مجاهد ومتفقه في الدين اي بمعنى انه لم يفته قوله تعالى في الاية الكريمة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" ومع ذلك نراه يُكذِّب ما اخبرنا به رب البرية حاشا لله ويصدق وعود امريكا والعالم الغربي. وقد جاء تصديق الاية في الحال اذ أن امريكا اعلنت قبل ان يكمل الجولاني خطابه بانها لن تأخذ الاعلان على محمل الجد وان النصرة تبقى منظمة ارهابية حتى لو اعلنت غير ذلك.
وما الحركة الصبيانية الحمقاء التي قام بها مؤخراً امير جبهة النصرة الجولاني إلا استمرارً لمسلسل السذاجة والبلاهة الذي اقترن باسم أهل السُنة منذ اكثر من ستة او سبعة قرون والى ما شاء الله.
اي سذاجة هذه واي مراهقة سياسية وأي حماقة واي عقول صبيانية يحمل هؤلاء القادة ؟؟؟
وكما رأينا فان الامثلة كثيرة جداً ولا يتسع المجال لذكر الا النزر اليسير منها والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يجعل اهل السُنة العرب يتميزون عن غيرهم بهذه السذاجة وهذه البلاهة وهل هي جينات وراثية نتوارثها جيل بعد جيل أم أن هناك خلل كبير في طريقة تربيتنا ونشأتنا؟
بقي أن اقول بانه احمق وساذج الى حد الثمالة من يعتقد بان الغرب الصليبي يحتاج الى مبررات لذبحنا فان لديه من المبررات ما يزيد عن حاجته منذ اكثر من 1400 عام منذ شروق شمس الاسلام وقد اخبرنا ربنا تعالى وفصّل لنا في القرآن الكريم في مواضع 
 كثيرة جداً فهل آن الاوان أن نعود الى كتاب ربنا تعالى ونقرأه بتدبر ونتعظ؟

اشرف المعاضيدي 2016-08-04