الأحد، 5 أغسطس 2018

زرياب وزج العلماء والدعاة في السجون


يقول اغلب المؤرخين بأن احد اقوى اسباب سقوط الاندلس هي ظاهرة زرياب
زرياب واسمه علي بن نافع هرب من بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك متجهاً الى بلاد المغرب ومن ثم الى الاندلس بعد ان هدده 
.استاذه اسحاق الموصلي بالقتل عندما رآه قد تفوق عليه بالفن والغناء والعزف


في الدولة الاموية الاندلسية في زمن الخليفة عبدالرحمن الاوسط ذاع صيت زرياب وانتشر الغناء والرقص الزريابي كالنار في الهشم في بلاد الاندلس واتجه الشباب الى مجالس اللهو والرقص و الغناء بعد أن كان همهم الاول الجهاد في سبيل الله وتوسيع رقعة الدولة الاموية الاسلامية التي كانت حينها تحتل المركز الاول في جهاد الصليبيين

وفي فترة وجيزة استطاع زرياب ان يخلق الف زرياب واكثر وانتشرت حفلات المجون والرقص والخمور واصبحت مجالس 
السلاطين والامراء تعج بالزريابيين بدلا من علماء الدين والفقهاء وفرسان الامة الذين كانوا يحملون راية الجهاد لنشر الرسالة 
المحمدية. لم يكتفِ الامراء والسلاطين بتقريب الزريابيين بل قاموا بملأ السجون بالعلماء الذين كانوا قد اعترضوا على الظاهرة 
.الزريابية وحذروا من عواقبها الوخيمة في صرف رجال الامة عن الدين واهله الى اهل الغناء والطرب واهله

بعدها بسنين قليلة آتت الظاهرة الزريابية أُكُلُها وتضعضع الوضع في الاندلس وانصرف الشباب الى الغناء والطرب والخمور والتميع وضعفت الدولة الاسلامية الاندلسية وتشرذمت واصبحت إمارات عدة وكل أمير اخذ مدينة أو حي و تَسَيدَ عليه. وهكذا بعد أن كانت الدولة الاموية الاندليسة تهابها الجيوش الصليبية وتخضع لها ويدفعون لها الجزية عن يدٍ وهم صاغرين إنقلبت الحالة وتصدعت الدولة الاسلامية واستقل أمراء المناطق عن بعضهم وتناحروا فيما بينهم ولجأ بعض اولائك الامراء الى القادة الصليبيين طلباً للعون منهم على اخوتهم وابناء جلدتهم. وكما نرى فقد أنجبت لنا الظاهرة الزريابية أمراء مسوخ وشباب مائع لا يجيد غير الموشحات الاندلسية على نغمات زرياب ومن لفّ لفيفه.

التاريخ يعيد نفسه اليوم وكل يوم مع اختلاف الوجوه والزمن أما المحتوى والنتائج فهي مطابقة
ما يحصل في جزيرة العرب اليوم هو بالضبط تكرار للظاهرة الزريابية، فقد عمد آل سعود في السنتين الاخيرتين على جلب
 الزريابيين الى بلاد الحرمين والزج بالعلماء والدعاة في السجون. وعلى الرغم من أن أغلب هؤلاء الدعاة والعلماء هم من المطبلين
لآل سعود ومن وعاظ السلاطين إلا أن ابن سعود لم يحتمل وجودهم خارج السجون. ولكي لا يفهم القارئ الكريم بأنني هنا احاول بطريقة ما الدفاع عن أولئك المطبلين والابواق الذين رمى بهم ابن سعود في السجون فأنني أزعم أن هؤلاء المطبلين هم سبب بلاء الامة الذين لولاهم ما تمكن لا ابن سعود ولا غيره من الطغاة العرب أن يتغول على الامة ويستعبدها كما هو الحال اليوم
 وعودة الى موضوعنا الاساس فكما ان الظاهرة الزريابية قضت على حكم الدولة الاسلامية الاندلسية الموحدة فان زريابية اليوم التي هي أسوأ بكثير ستقضي على آل سعود وتفتت الجزيرة العربية الى دويلات
هناك مسألة أود التنويه اليها بأنني لا أقارن ابداً  بين الدولة الاموية الاندلسية ودولة آل سعود فشتان ما بين الاثنتين فالاولى 
رائدة الجهاد منذ نشأتها الى قرب سقوطها والثانية أي آل سعود هم اصحاب تاريخ اسود ملئ بالخيانات والمؤامرات
 على أمة الاسلام




اشرف المعاضيدي
2018-08-05