الثلاثاء، 2 فبراير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة السادسة


بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج


الجزء اﻷول
 هل تشكل هجرة المسلمين إلى ألى أوروبا أية مخاطر ثقافية وأمنية وهل هناك ثمة مخاطر على المسلمين من هجرتهم إلى أوروبا
 وسنبدأ بالحديث عن الموضوع الثاني قبل غيره
 لقد انتشرت بعض المقاﻻت في اﻻنترنيت تتحدث عن تنصير المهاجرين وذهب بعضهم ﻹلقاء اللوم على الذين قرروا الهجرة وآخرون طالبوا المسلمين الذين يعيشون في بلدان غير المسلمين بالعودة إلى بلادهم وقبل الخوض في هذا الموضوع ﻻبد لنا أن نطرح سؤاﻻ بسيطا يفسر لنا هجرة المسلمين إلى أوروبا بشكل خاص وهو ماهي الدول اﻹسلامية التي فتحت أبوابها ﻻستقبال اللاجئين السوريين.؟؟؟؟؟
فيما عدا الدول المجاورة لسورية والتي وجدت نفسها مرغمة على استقبال الذين اقتحموا حدودها هربا من جحيم الحرب فلم تستقبل بقية الدول العربية خاصة الغنية منها أية أعداد تذكر مقارنة بالدول المجاورة(تركيا اﻷردن ولبنان)
السؤال التالي هل صدر أي تصريح رسمي عن أي مسؤول عربي يعلن فيه استعداد بلاده ﻻستقبال المهاجرين السوريين تأسيا ببعض الدول اﻷوروبية(ألمانيا والسويد)كما أسلفنا.اﻻجابة على هذه اﻷسئلة معروفة للقاصي والداني وﻻحاجة لنا للخوض في هذا الموضوع. إذا على الذين يتحدثون عن عودة المقيمين في أوروبا إلى بلدانهم أن يخجلوا من أنفسهم فلا يتطرقوا لهذا الموضوع الذي يدل على الجهل المركب أوالعبودية الفكريه
والتقليد اﻷعمى إضافة لسطحية التفكير وضحالة المعرفة كل ذلك يقود البعض لترديد بعض المقوﻻت بل ونشر بعض المقاﻻت مجهولة المصدر من قبيل (صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في إحدى البلدان...بأن ذلك البلد...... قد استقبلت 2،5 مليون ﻻجيء سوري.. .....)وعند البحث عن مصدر الخبر يجد المرء أنه مجرد خبر تم ترويجه من قبل أحد مواقع اﻻنترنيت وﻻيعرف اسم الشخص الذي صدر عنه ذلك الخبر. كما انتشر مقال تهكمي يتحدث عن بحث قضية اللاجئين السوريين في مجلس وزراء إحدى البلدان العربية مع اتخاذ قرار بارسال ذلك البلد طائراتها لنقل اللاجئين السوريين والشيء الغريب تصديق البعض لذلك المقال التهكمي والعمل على نشره على أنه مقالة حقيقية بعد حذف الفقرات التي تدل على التهكم من واقعنا العربي كل ذلك لتبرير تخاذل بعض الحكومات العربية في هذه القضية
 وبالعودة لموضوعنا اﻷساسي حول انصهار المسلمين وضياعهم في المجتمع اﻷوروبي فإننا نقول أن بلاد المسلمين لم تعد محصنة من الغزو الفكري خاصة بعد أن دخلنا عصر العولمة حيث تم تجاوز الحدود كما انهارت السدود وتحطمت كل القيود وأصبح العالم كله كقرية كبيرة بل وأبعد من ذلك وجود عدد كبير من القنوات الفضائية التي تسعى جاهدة لنشر الفسق والفجور وكل أشكال الرذيلة وبتمويل مباشر من بعض الدول العربية التي تدعي تطبيق الشريعة وحماية التوحيد وﻻحاجة لنا لذكر أية أسماء فهذه أمور معروفة للقاصي والداني إﻻ الذين يصرون على انكار الشمس في رابعة النهار. واﻷنكى من ذلك انتشار المخدرات والتي باتت تباع علنا في شوارع العديد من البلدان العربية وبرعاية وحماية بعض كبار المسؤولين إضافة ﻻنتشار الكثير من مظاهر الفسق والفجور في بلاد المسلمين وبالتالي صار القابض على دينه كالقابض على الجمر حتى وإن أقام المرء في بلدان المسلمين
 وبالطبع نحن ﻻننكر المخاطر التي تنتظر القادمين إلى أوروبا كما ﻻ ننكر سعي الدول اﻷوروبية الحثيث وعملها الدؤوب لصهر الجاليات اﻹسلامية التي تعيش عندهم وهم يعبرون عن رضاهم التام من اﻹيرانيين الذين يندمجون في المجتمعات اﻷوروبية وهم راضون عنهم لعدم تمسكهم بدينهم وهذه حقائق ﻻنستطيع انكارها وإن أنكرها اﻷوروبيون على المستوى الرسمي ورغم ذلك فقد نجح القسم اﻷكبر من المسلمين بفضل الله من المحافظة على هويتهم وقد ساعد على ذلك ازدياد عدد المسلمين في أوروبا(يبلغ عدد المسلمين 56مليون بما فيهم مسلمو روسيا اﻻتحادية)كما أن تقنيات العصر قد ساعدت كثيرا المسلمين في المحافظة على دينهم وهويتهم كما ساعد على ذلك السقف المرتفع لحرية التعبير المتاحة للجميع والتي ﻻ يتمتع بها المسلمون في البلاد اﻹسلامية(أقول ذلك من باب اﻹنصاف) فانتشرت المراكز اﻹسلامية في كل مكان كما انتشرت المدارس الخاصة بالمسلمين والدليل على محافظة مسلمي أوروبا على هويتهم تفاعلهم اﻹيجابي مع كل القضايا اﻹسلامية وتقديمهم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي ﻹخوانهم في البلدان المنكوبة بل وأبعد من ذلك فقد شارك عدد ﻻيستهان به من شبابهم في الجهاد في العديد من ساحات الجهاد في العقود الماضية(أفغانستان البوسنة) وحتي في الوقت الحالي(سورية والعراق) ونحن هنا ﻻنبرر وﻻنفسر إنما نوصف واقعا قائما بغض النظر عن رأينا وموقفنا من هذه الظاهرة
 ويستطيع المراقب ﻷوضاع المسلمين في كل أنحاء العالم  أﻻ يجد أي تفاوت بين حالة مسلمي أوروبا الغربية(من ناحية التزامهم بدينهم) وبين حالهم في بلدان المسلمين.وأما مسلمو أوروبا الشرقية فهم سكان البلاد اﻷصليين وﻻ علاقة لهم بالمهاجرين
 وأما مشاركة المسلمين في الحياة السياسية وتأثيرها على وﻻئهم لدينهم وأمتهم فهذا موضوع متشعب وفيه تفصيل كثير وحوله جدل كثير وقد نتحدث عنه مستقبلا في موضوع مستقل إن شاء ألله. وفي الحلقة القادمة سنتعرض إن شاء الله للمخاطر الثقافية واﻷمنية الناشئة عن هجرة المسلمين إلى القارة العجوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق