الجمعة، 22 يناير 2016


الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الرابعة

بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج
لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على مأساة اللاجئين
الجزء اﻷول
 قد بدأنا في الحلقة الماضية الحديث عن اللجوء السياسي إلى الدول اﻷوروبية وقلنا أن الهدف الرئيسي من اتفاقية جنيف هو تسهيل هجرة اليهود من دول أوروبا الشرقية إلى الكيان اليهودي اللقيط في أكناف بيت المقدس وما أن سقط جدار برلين وانهار اﻻتحاد السوفييتي نهاية الثمانينات من القرن الماضي حتى تعالت اﻷصوات داخل القارة العجوز بالغاء إتفاقية جنيف وعدم اﻹلتزام بها ولم يلتفت أحد من أصحاب القرار لتلك اﻷصوات وبقيت إتفاقية جنيف معموﻻ بها ﻷسباب سنتحدث عنها ﻻحقا إن شاء الله كما ذكرنا أيضا أن طالب اللجوء ﻻيحتاج لجواز سفر ساري المفعول وقد يصل البعض بجوازات مزيفة حيث يتم التحقيق معهم ليحصلوا بعد ذلك على حق اﻹقامة والعمل المؤقتة وبعدها يحصلون على حق اﻹقامة الدائمة وبعد عدة سنوات(تختلف من بلد ﻵخر)يحصلون على الجنسية وجواز سفر البلد التي يقيمون فيها ليصبحوا في عداد مواطني ذلك البلد أي أنه يتمتعون بجميع الحقوق من حيث الظاهر(وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا) وعند وصول المهاجر إلى بلد الهجرة(وأخص هنا دول شمال أوروبا التي يفضلها أكثر المهاجرين) يحصل على اﻹعانة المادية التي تكفيه لتأمين متطلبات الحياة اﻷساسية من غذاء وكساء ومسكن وغيرها كما يحصل المهاجر على نفس اﻻعانة بعد حصوله على اﻻقامة حتى يتمكن من العمل وبالتالي تحمل جميع متطلبات الحياة شأنه في ذلك شأن جميع الشرائح اﻻجتماعية الضعيفة غير القادرة على العمل والكسب كالمسنين الذين يتقاضون راتب التقاعد سواء أكانوا موظفين في مؤسسات الدولة أومؤسسات القطاع الخاص وكذلك الطلبة أثناء فترة الدراسة وكذلك العاطلون عن العمل وجميع هذه الشرائح تتلقى مساعدة من الدولة تكفيهم لتأمين جميع الضروريات كما ورد في الحديث اﻵنف ذكره.(وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف).وهذا مايفسر رغبة أكثر اللاجئين بالهجرة إلى تلك البلدان بعكس الدول اﻷخرى والتي ﻻيستطيع اﻹنسان الحصول على الجنسية فيها ولو قضى جميع سنوات عمره هناك وهذا الذي أدى إلى هذه الموجة العارمة من الهجرة الجماعية وبشكل غير مسبوق مما جعل المشكلة برمتها خارح نطاق السيطرة كما هي حال المشكلة السورية بجميع تداعياتها فقد تجاوز عدد القادمين إلى السويد خلال التسعة أشهر اﻷولى من العام الماضي 160ألف نصفهم من سوريا وفي كل أسبوع يصل إلى جنوب السويد حوالي عشرة آﻻف ﻻجيء وبلغ عدد الذين وصلوا السويد خلال شهر تشرين أول المنصرم 112400 ﻻجيء ولم تعد مراكز اﻹيواء المؤقتة تستوعب القادمين الجدد مما أضطر الحكومة السويدية إلى طلب المساعدة من مؤسسات المجتمع المدني ومن الدول اﻷخرى كما أضطرت دائرة الهجرة للاستعانة بالمؤسسة العسكرية لنصب الخيام ﻹيواء القادمين الجدد وهذا اﻷمر لم يحصل في السويد سابقا
كما كان للجالية اﻻسلامية دور مميز في هذه اﻷزمة حيث أننا أول المعنيين في هذه القضية فقام مسلمو هذه البلاد باستقبال القادمين في المراكز اﻻسلامية مع تقديم جميع مستلزمات الحياة من طعام وكساء وغيره كما استقبل الكثيرون أقاربهم ومعارفهم في بيوتهم وأستطيع أن أقول أننا في حالة استنفار دائم منذ أكثر من عامين وكان للنساء أيضا دور مميز بتهيئة الملابس والطعام للمقيمين في المراكز اﻻسلامية ممن ليس لهم أقارب أومعارف  في هذه البلاد
 أما لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على معاناة اللاجئين السوريين ولماذا أبدت بعض الدول اﻷوروبية ترحيبا بهم  فهذا ماسنتاوله في الجزء الثاني من هذا الفصل إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق