الجمعة، 22 يناير 2016



الهجرة العربية الى اوروبا

الحلقة الرابعة

بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج

الجزء الثاني
لقد مضى على محنة أهلنا في بلاد الشام قرابة الخمس سنوات ارتكبت فيها شتى أنواع الجرائم التي يشيب لهولها الولدان كما ﻻيمكن تصورها والعالم كله يتفرج على تلك الجريمة الشنيعة التي ترتكب بحق شعب كل ذنبه أنه خرج يطالب بحقه في الحياة الحرة الكريمة، وخلال هذه السنوات ابتلعت مياه البحر آﻻفا مؤلفة من أولئك المكلومين الذين فروا من ذلك الجحيم إلى بلدان نائية لعلهم يجدون مكانا آمنا يأمنون فيه على دمائهم وأعراضهم فكان مصيرهم أن وقعوا بأيدي من ﻻ دين له وﻻخلق من المهربين فكان مصير بعضهم أن فقد أمواله ليجد نفسه مطروحا في العراء وآخرون قادوهم بمراكب متهالكة ليكون مصيرهم الغرق في قاع البحر وآخرون.   .....وآخرون من القصص المأساوية التي يصعب حصرها كل ذلك يتم تحت سمع وبصر هذا العالم الذي امتلأ غدرا وخسة وكذبا ونفاقا دون أن يحرك ذلك مشاعر أولئك المتبجحين الذين صدعوا رؤوسنا بالتنديد باﻻرهاب وبالحديث عن حقوق اﻹنسان
 وخلال هذه السنوات بالغت الدول اﻷوروبية باتخاذ مختلف اﻻجراءات للحد من تدفق المهاجرين لكنها وجدت نفسها في نهاية المطاف عاجزة عن الحد من هذه المشكلة التي تعاظمت بمرور الوقت فعلى سبيل المثال وصل إلى السويد عام 2012
اربعا وعشرين ألفا وفي العام التالي وصل 54ألفا وفي العام الذي يليه تجاوز عدد المهاجرين التسعين ألفا أما في العام الماضي فتجاوز عددهم كما ذكرنا 160ألفا خلال التسعة أشهر اﻷولى.وهنا وجدت الدول اﻷوروبية نفسها أمام خيارات صعبة فإما أن تتعامل مع المشكلة بمزاجية وتشنج وبصورة تؤدي ﻷزمة أكبر من قضية اللاجئين وهذا ﻻيتوافق مع طبيعة القوم إذ أنهم أبعد الناس عن ردود اﻷفعال غير المدروسة وأبعدهم  عن التهور والحماقة والجهالة ويتصرفون ببرودة أعصاب(كما يقال)وبمنتهى الروية والهدوء في جميع اﻷحوال وخاصة عند اﻷزمات والملمات كما ورد في الصفة اﻷولى من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه(إنهم ﻷحلم الناس عند فتنة). لذلك اضطروا لقبول المشكلة والتعامل معها على هذا اﻷساس لذلك أظهرت وسائل اﻹعلام التعاطف مع قضية اللاجئين وأبدت بعض الدول على لسان كبار مسؤوليها ترحيبا باللاجئين(كرئيس وزراء السويد والمستشارة اﻷلمانية) ليقللوا من ردود اﻷفعال المعادية التي تستغلها اﻷحزاب العنصرية لتأجيج مشاعر الكراهية للمسلمين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المهاجرين خاصة وأن العالم في حالة استقطاب بل وحالة استنفار وتوجس من مجريات اﻷحداث التي تنبيء بصدام حضارات يعيد رسم خارطة العالم من جديد.
وأعتقد (والله أعلم)أن هذا هو السبب الرئيسي وراء ترحيب بعض الدول باللاجئين خاصة وأن القضية برمتها تصب في مصلحة تلك الدول على المدى المنظور والبعيد وهذا ماسنتحدث عنه ﻻحقا بالتفصيل إن شاء الله
 وهذا ﻻ ينفي وجود أسباب أخرى وهذا ماسنتاوله ﻻحقا إن شاء الله تتمة لماذا سلطت وسائل اﻹعلام الضوء على قضية المهاجرين وأبدت بعض الدول ترحيبها بهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق