الأحد، 17 يناير 2016

الحلقة الثانية


بحث أكاديمي قام به أحد الاخوة وسوف أقوم ان شاء الله بنشر الموضوع على شكل حلقات لكي يسهل قراءة ومتابعة الموضوع
بداية الهجرة إلى أوروبا
وهي المرحلة التي بدأت مع فترة اﻻستعمار في القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الثانية.
وقبل الدخول في صلب الموضوع ﻻبد من تقسيم الهجرة حسب أسبابها إلى هجرةطوعية حيث يهاجر الناس طواعية للعمل أو للدراسة. والهجرة القسرية حيث يجبر الناس على ترك بﻻدهم بسبب الحرب أوالكوارث أوبسبب اﻻضطهاد.
كما يمكن تقسيم الهجرة من ناحية أعداد المهاجرين إلى هجرات فردية وهجرات جماعية كما يحصل اﻵن.                        لقد رافقت الثورة الصناعية في أوروبا عملية نهضة كبرى في جميع المجاﻻت باتت معه الحاجة ماسة ﻻيجاد أسواق لتصريف المنتجات والحصول على المواد اﻷولية الﻻزمة لتشغيل المصانع مما  أدى فيما بعد إلى قيام الدول اﻷوروبية باستعمار البلدان اﻷخرى لتحقيق هذه اﻷهداف وفي هذه اﻷثناء بدأت عمليات هجرة طوعية من المستعمرات نحو دول القارة العجوز وكانت هذه الهجرة تتم بحاﻻت فردية بهدف العمل أوالدراسة وبقيت اﻷمور على هذه الحالة حتى القرن الماضي الذي شهد حربين عالميتين كانت أوروبا ساحة لهما مما أدى لعمليات نزوح جماعية داخل القارة عاد القسم اﻷكبر من أولئك المهاجرين إلى بلدانهم بعد انتهاء الحربين العالميتين.
كما ترتب على انتهاء الحرب العالمية الثانية تغييرات كثيرة على مستوى العالم نذكر منها.
تأسيس اﻷمم المتحدة وماتفرع عنها من منظمات دولية واقليمية ووضع ماسمي فيما بعد بالقانون الدولي وماتفرع عنه من أنظمة وقوانين مثل حقوق اﻹنسان وغيره.
وانقسمت دول المركز(أوروبا وأمريكا) إلى معسكرين الغربي بزعامة الوﻻيات المتحدة والشرقي بزعامة اﻻتحاد السوفييتي السابق وأما دول الهامش أوماسميت أيضا بدول العالم الثالث فدار قسم منها في فلك المعسكر الغربي والقسم اﻵخر  دار في فلك المعسكر الشرقي
كما تم تأسيس حلف شمال اﻷطلسي بزعامة أمريكا وحلف وارسو بزعامة اﻻتحاد السوفييتي.وتم أيضا تأسيس الكيان اليهودي في أكناف بيت المقدس
وأخيرا فقد لحق بعدد من الدول اﻷوروببة دمار كبير نتيجة تلك الحرب مما استوجب اعادة اﻻعمار وهنا قامت الدول اﻷوروبية باستقدام العمال من الدول اﻷخرى، لذلك شهدت هذه الفترة عمليات هجرة جماعية طوعية من خارج القارة العجوز فقامت الدول ذات التاريخ اﻻستعماري باستقدام العمال من مستعمراتها فقامت فرنسا باستقدام العمال من بلدان المغرب اﻻسﻻمي وهذا يفسر وجود جالية كبيرة من تلك البلدان تسكن هناك منذ عقود(طبعا يضاف إلى ذلك الهجرات التي حصلت قبل ذلك) ومثل ذلك يقال عن الجالية اﻻندونيسية في هولندة والجاليات الباكستانية والبنغالية والهندية في بريطانيا وأما الدول اﻷوروبية التي ليس لديها مستعمرات فقامت باستقدام العمال من الدول الصديقة لها كألمانيا التي استقدمت عددا كبيرا من العمال اﻷتراك بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها نتيجة الحرب وبسبب قتل عدد كبير من رجالها أيضا لذلك كانت الجالية التركية في ألمانيا الغربية(قبل توحيد ألمانيا)من أكبر الجاليات اﻻسﻻمية في أوروبا.
والدول التي لم تتعرض للحرب كالسويد والنرويج فكان عليها أن تساهم باعمار الدول المتضررة من الحرب وذلك بتوريد المعدات والمواد الﻻزمة للبناء فوجدت نفسها أيضا مجبرة على استقدام العمال من  الدول اﻷخرى لتتمكن من تشغيل مصانعها بطاقتها القصوى لتتمكن من انتاج الكميات المطلوبة من المواد الﻻزمة ﻻعادة اﻻعمار.
لذلك شهدت  الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية موجات هجرة جماعية طوعية من خارج أوروبا للسبب الذي ذكرناه سابقا.واﻷمر لم يقتصر بعد ذلك على هذا النوع من الهجرة إنما وجد نوع آخر سمي باللجوء السياسي وهو ماسنتحدث عنه في الفصل التالي إن شاء الله.

هناك 4 تعليقات:

  1. متابع
    عبدالرزاق الفضلي ابو ثامر

    ردحذف
  2. تشرفني متابعتك اخي الكريم

    ردحذف
  3. اتطلع لقراءة باقي الحلقات مع جزيل الشكر

    ردحذف
  4. حياكم الله جميعا ويسعدني جدا ان الموضوع نال اعجابكم.

    ردحذف