السبت، 9 يناير 2016

التاسع من نيسان ذكرى تأسيس الجيش

سألني مذيع قناة صوت الرافدين الفضائية
بعد الحال الذي انتهى إليه الجيش العراقي اليوم ما الذي يمكن استذكاره في عيد تأسيسه... كيف كان وكيف أصبح؟
قلت:
الحديث عن ظروف تأسيس الجيش العراقي الجديد يذكّرنا بمقولة طرفة بن العبد الشهيرة "ما أشبه الليلة بالبارحة".
فهي مشابهة لظروف تأسيس الجيش العراقي عام 1921..
الجيش العراقي تأسس كما نعلم في بداية الانتداب البريطاني للعراق... ففي أعقاب ثورة العشرين ونتيجة الخسائر التي تكبدها الإنگليز قرر (ونستون تشرشل) وكان في ذلك الحين وزيراً للمستعمرات تأسيس الجيش العراقي بهدف مواجهة وقمع أي حركة مقاومة قد تنشأ ضد الاحتلال البريطاني... لكن الجيش العراقي لم يخضع على طول الخط لإرادة المستعمر البريطاني.. فما أن اشتد عوده حتى شق عصا الطاعة عليه وانتهج نهجاً وطنياً مناوئاً للانگليز ولسياسة الحكومة العميلة... وقد تجلى ذلك في حركة مايس عام 1941 عندما أسقط الجيش عبد الإله وحكومة نوري السعيد وأبدلها بحكومة وطنية...
الجيش العراقي عُرف بعد ذلك بجيش فلسطين وكان له دور مميز في معارك العرب ضد الكيان الصهيوني في حرب فلسطين عام 1948وحرب حزيران عام 1967 وحرب تشرين عام 1973.. ومن صفحاته المشرقة دوره المعروف في التصدي للأطماع الإيرانية خلال ثمانينيات القرن الماضي....
ظروف تأسيس الجيش الحالي والذي لا يصح تسميته جيشاً عراقياً مشابهة الى حد كبير لظروف تأسيس الجيش السابق... هذا لجيش أسسه كما نعلم الحاكم المدني (بول بريمر) غداة الإحتلال بعد أن حل الجيش العراقي... والهدف من تأسيس هذا الجيش كان أيضاً لمعاونة قوات الاحتلال الأمريكي في مواجهة المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي نشبت ضد المحتلين... لكن الفرق بين الجيش الحالي والسابق أن الجيش الحالي يعتنق عقيدة منحرفة تجعله في خندق أعداء الشعب والوطن...

فسألني: مالذي جعل الجيش الحالي برأيكم يخالف نهج الجيش السابق؟
قلت
عندما أدركت أمريكا أنها يجب أن تترك العراق على أثر الخسائر الفادحة التي تكبدتها على يد المجاهدين وفصائل المقاومة، حصل توافق أمريكي-إيراني على أن يُحكم العراق حكماً طائفياً من قبل أحزاب البيت الشيعي، فمن الطبيعي أن يصبح الجيش إذاً على شاكلة الحكومة، جيشاً طائفياً لا وطنياً، أداةً قمعية لضرب المكون العربي السنّي تحديداً.
الجيش الحالي أقرب - من حيث العقيدة والوظيفة - إلى أن يكون إيرانياً منه عراقياً. لأن إيران تستخدمه كما تستخدم سائر الميليشيات الطائفية لتنفيذ مشروعها الرامي إلى تدمير المدن السنيّة وحرقها وتركيع وإذلال سكانها. وليس أدل على ذلك مما حصل مؤخراً في الرمادي. فبحجة تحرير الرمادي دمّر الجيش 80٪ منها ولم يتمكن من السيطرة على 15٪ منها.
وبات من المستحيل على أهل الرمادي المشردين والنازحين أن يعودوا في المدى المنظور إلى بيوتهم بعد الخراب الذي حل بها على يد هذا الجيش.

ومن رأيي (الذي لم أقله في المقابلة)، أنّ الأجدر بهذا الجيش أن يحتفل في 9 نيسان من كل عام أي في ذكرى احتلال العراق لأنه لقيط الإحتلال وابن المتعة التي حصلت بين بريمر ومرجعية النجف..

لبيد الصميدعي
  كانون الثاني 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق