الأربعاء، 20 يناير 2016

الهجرة العربية الى اوروبا

 الحلقة الثالثة

بحث اكاديمي عن الهجرة العربية الى اوروبا, الاسباب و النتائج
 
اللجوء السياسي إلى أوروبا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حصلت تغيرات عديدة على مستوى العالم ذكرنا منها انقسام دول المركز إلى المعسكر الشرقي بقيادة اﻻتحاد السوفييتي السابق وهذا يعني خضوع دول  أوروبا الشرقية  لهيمنة اﻻتحاد السوفييتي  في عهد ستالين صاحب أشد اﻷنظمة اجراما في تاريخ البشرية
كما تم تأسيس الكيان اليهودي في أكناف بيت المقدس وتم تأسيس اﻷمم المتحدة وفاتني أن أذكر سابقا أن دول المركز هي التي قامت بصياغة ميثاق اﻷمم المتحدة وكذلك مباديء القانون الدولي كما أنها راحت تصيغ المعاهدات واﻻتفاقيات بشكل يعكس قيم تلك الدول ويضمن مصالحها واستمرار هيمنتها على مقدرات العالم. فكان من نتيجة ذلك توقيع معاهدة جنيف عام 1951 والتي تم فيها وضع أسس حق اللجوء السياسي لكل من يتعرض للاضطهاد في بلده نتيجة آرائه السياسية أوانتمائه العرقي أوالديني وذلك بهدف تسهيل هجرة اللاجئين السياسيين من دول أوروبا الشرقية وبشكل خاص اليهود منهم الذين تم نقلهم إلى الكيان اليهودي. وهكذا تم تهجير مئات اﻵﻻف من يهود أوروبا الشرقية إلى الكيان اليهودي بعد توقيع تلك اﻻتفاقية فكانت دول أوروبا الغربية تمد ذلك الكيان اللقيط بالمال والسلاح ودول أوروبا الشرقية تمده بمن يستعمل السلاح واستمرت عملية تهجير اليهود منذ بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي حتى بداية عقد التسعينات عندما انهار المعسكر الشرقي  وتمت هذه الجريمة بصمت تام من الجميع وخاصة الدول العربية المعنية بهذا الشأن  وهذه واحدة من الخيانات الكثيرة التي ارتكبت بحق قضية بيت المقدس والتي لم يتعرض أصحابها للمساءلة ولم يقل التاريخ كلمته فيها بعد وعلى أية حال فلا نجاة ﻷحد من السؤال يوم الحساب(فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) وبالعودة  إلى قضية اللجوء السياسي فقد استغلت دول أورويا الغربية اتفاقية جنيف وسنت القوانين التي تتيح لها استقبال اللاجئين السياسيين دون الحاجة لوجود جوازات سفر صالحة للاستعمال كما كان سابقا إنما يكفي وصول اللاجيء إلى تلك الدول بغض النظر عن الوثائق التي يحملها حيث يحصل على حق اﻻقامة فيحصل على وثيقة سفر خاصة باللاجئين السياسيين ثم يحصل بعد ذلك على الجنسية وبالتالي يصبح في عداد مواطني الدولة التي آوته فيصبح حاملا لجواز تلك الدولة ويتمتع بجميع حقوق المواطنة وهذا يفسر رغبة الكثيرين من سكان دول العالم الثالث بالهجرة إلى دول القارة العجوز منذ عقود كما يفسر هذه الموجة من الهجرة الجماعية للذين أرغمتهم ظروفهم على مغادرة بلدانهم كما هو الحال في بلاد الشام 
 وهكذا شهدت الفترة التالية عمليات هجرة فردية قسرية أوطوعية من دول العالم الثالث اضافة لعمليات الهجرة من أوروبا الشرقية إلى دول أوروبا الغربية. واستمرت اﻷوضاع على هذه الوتيرة حتى عقد السبعينات من القرن الماضي حيث بدأت موجات جديدة من الهجرة القسرية الجماعية تتجه نحو القارة العجوز. ففي بداية ذلك العقد وقعت اضطرابات في العديد من دول أمريكا اللاتينة منها اﻻنقلاب العسكري في تشيلي مما أدى لموجة هجرة جماعية قسرية وفي منتصف ذلك العقد انتهت الحرب الفيتنامية بهزيمة الوﻻيات المتحدة ووصل الشيوعيون إلى الحكم في فيتنام وكمبوديا مما أدى لهجرة جماعية من تلك الدول إلى الدول المجاورة واستعمل وقتها المهاجرون القوارب (كما هي حال بعض ﻻجئي سورية اﻵن)فعرفوا فيما بعد بلاجئي القوارب حيث استقبلتهم الدول المجاورة بصورة مؤقتة وتم ترحيل قسم منهم إلى أوروبا وأمريكا
 وفي منتصف عقد السبعينات اندلعت الحرب اللبنانية وفي نهاية ذلك العقد وصل الهالك الخميني إلى الحكم في إيران واندلعت الحرب العراقية اﻹيرانية التي استمرت 8أعوام كما وقعت أحداث سوريا ومجزرة حماة واﻻحتلال الروسي ﻷفغانستان في نفس الفترة إضافة للحروب والمجاعة في منطقة القرن اﻹفريقي(الصومال أرتيريا الحبشة)وفي بداية تسعينات القرن الماضي وقعت حرب الخليج الثانية وحرب البلقان إضافة ﻷحداث الجزائر. وفي بداية القرن الحالي وقع الغزو الصليبي لأفغانستان والعراق
كل هذه اﻷحداث أدت إلى موجات هجرة جماعية من تلك البلدان إلى دول أوروبا وفي بداية العقد الحالي جاء الربيع العربي والذي رافقه الزلزال السوري الذي صدع رأس النظام العالمي وصدع أركانه وجاءت معه مشكلة اللاجئين السوريين كإحدى تداعيات البركان السوري حيث فاق عدد ﻻجئي سوريا حتى اﻵن الست ملايين يتواجد معظمهم في دول الجوار(تركيا اﻻردن لبنان)بينما نجح بعضهم ممن يحملون جوازات سفر سارية المفعول من التوجه إلى دول عربية أخرى(مصر السودان الجزائر المغرب وبلدان الحزيرة العربية) وتابع بعضهم طريقه إلى أوروبا وهذا الموضوع قد سلطت عليه وسائل اﻻعلام الضوء وتحدث عنه الكثيرون بصورة ﻻ تدع مجاﻻ ﻻضافة أي جديد.
أما لماذا سلطت وسائل اﻻعلام في الدول اﻷوروبية الضوء على هذه القضية ولماذا  أظهرت بعض الدول اﻻوروبية على المستوى الرسمي وحتى المستوى الشعبي كرما في استقبال اللاجئين ولماذا تستقبل الدول اﻷوروبية اللاجئين بشكل عام.كل هذه اﻷسئلة وغيرها سنتاولها إن شاء الله ﻻحقا.

هناك 3 تعليقات:

  1. رغم قصر المقال لكنه لا يخلو من التشويق.اتطلع لقراءة البقية.

    ردحذف
  2. الاخ الكريم شادي حياك الله و تسرني متابعتك للموضوع.
    اما بالنسبة لقصر الحلقات فهو مراعاة للقراء لكي لا يصيبهم الملل من المقالات الطويلة وكما تعلم اخي الكريم فان الجيل الجديد من الشباب يميل جدا الى المقالات القصيرة و السريعة وتقبل خالص تحياتي لك و لجميع الاخوة المهتمين.

    ردحذف