الخميس، 31 ديسمبر 2020


الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة

المقدمة

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

لقد انشغلت وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية( أي بداية شهر تشرين الأول من عام ٢٠٢٠) وماتزال بالحديث عن المفاوضات بين طالبان والأمريكان ويكاد المرء يرى شبه اجماع على تمجيد حركة طالبان وماحققته من انتصار عسكري على أعتى قوة في هذا العصر بعد عقدين من الحرب الضروس والشيء الملفت للانتباه ثناء بعض أبواق  المشروع الرافضي الإعلامية على ذلك الانجاز وهم الذين يقللون من قيمة أي عمل جهادي لأهل السنة مهما كان حجمه

وقد سبق هذه المباحثات جولة أخرى نهاية شهر شباط و لكنها لم تحظ بنفس الدرجة من الاحتفاء كما في هذه الجولة و التي تميزت بمشاركة دول أخرى إضافة للحكومة العميلة في كابل فما سر ذلك؟؟؟؟هل تخلت طالبان عن ثوابتها؟؟؟أم ماذا؟؟؟؟

 وقبل أن نمضي بعيدا في هذا الموضوع لابد لنا من الاعتراف بأن هذا الانجاز أي هزيمة أمريكا في تلك الحرب الطويلة(وهذا مايعترف به الإعلام في الدول الغربية) أقول يعتبر ذلك نقطة مضيئة وسط نفق مظلم طويل في تاريخ أمتنا المعاصر وحتى نفهم هذه التجربة لابد لي من العودة بالاحداث إلى بدايتها مستندا بذلك لما أحفظه في ذاكرتي من معلومات حول هذا الموضوع حيث قرأت في منتصف سبعينات القرن الماضي كتابا كاملا عن أفغانستان من تأليف محمود شاكر الحرستاني(رحمه الله) وهو من أبناء بلدة حرستا في الشام ومتخصص بعلمي التاريخ والجغرافيا وألف سلسلة من الكتب عن البلدان الإسلامية بعنوان مواطن الشعوب الإسلامية وفيها يتحدث عن بلدان العالم الإسلامي من حيث التاريخ والجغرافيا والأوضاع الاجتماعية والسياسية في كل بلد وبشيء من التفصيل وزاد اهتمامي بأفغانستان بعد وصول الشيوعيين إلى الحكم هناك يوم ٣٧ نيسان عام ١٩٧٨ ثم الغزو السوفييتي نهاية العام التالي ومما عمق اهتمامي أكثر فأكثر وجودي في السويد منذ عام ١٩٨٣ حيث تفاعل المسلمون في أوروبا وأمريكا مع ذلك الحدث بصورة كبيرة بل وشارك عدد لابأس به من شباب المسلمين عندنا في الجهاد الأفغاني وهذا ماسنتطرق إليه بشيء من التفصيل وكنت من الذين سافروا إلى باكستان ودخلوا أفغانستان في تلك الفترة مما جعلني أمتلك قدرا لابأس به من المعلومات حول هذا الموضوع أرجو ألله أن يساعدني على نشرها فإن أصبت فبفضل الله وتوفيقه وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وكل شيء يثبت خطؤه فأنا بريء منه حيا أوميتا

وسنبدأ بتقديم لمحة جغرافية  اجتماعية وتاريخية عن ذلك البلد ثم ننتقل بعد ذلك للحديث عن الأحداث السياسية 

بعد ذلك سنتحدث عن وصول الشيوعيين إلى الحكم والغزو الروسي  ثم نتحدث عن الجهاد ضد الروس وهزيمة الاتحاد السوفيتي ودخول المجاهدين مدينة كابل وماتلاها من أحداث أدت لظهور حركة طالبان  وسيطرتها على مدينة كابل ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر والغزو الصليبي لأفغانستان حتى يومنا هذا وسنختم هذه السلسلة بالحديث عن مستقبل حركة طالبان



2020-12-28

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق