الجمعة، 8 أبريل 2011

هل ستقوم حرباً بين ايران و الشيطان الاكبر؟
المتابع للوضع الدولي الحالي يقرا في الصحف اليومية التحليلات المسهبة عن النتائج المتوقعة من نشوب الحرب المرتقبة بين ايران من جهة و الشيطان الاكبر (كما يحلوا لإيران ان تسميها) كنية عن اميريكا و كأن الحرب ستبدأ بين ليلة و ضحاها.
التهديدات الاميريكية لإيران جاريةٌ على قدمٍ و ساق يقابلها تهديدات نجادية صاروخية تتردد على أسماعنا ان لم اقول يومياً فإنها اسبوعياً.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل ستقوم حقاً هذه الحرب؟ ام انها جعجة بلا طحين؟
أنا لا ادعي ابداً بأنني اعلم الغيب و العياذ بالله فالغيب هو ملك الخالق تبارك وتعالى و لكنني كإنسان من حقي ان اتنبأ على ضوء المعطيات المُتاحة و أنا هنا اجزم بانها لم ولن تقوم في يومٍ من الايام. كلنا يعلم بان هذه التهديدات من الطرفين مضى عليها اكثر من عشرة سنوات لم يحدث اي شئ على الاطلاق و لم يستطع مجلس الأمن على استصدار قرار واحد جدّي بحق ايران بل كل القرارات التي صدرت كانت بمثابة ذرٌ للرماد في العيون.
و لو عدنا قليلاً الى الوراء و حاولنا اجراء مقارنة بسيطة بين ما صدر من قرارات قاتلة و تطبيقاتها بحق العراق و بين ما صدر من قرارتٍ هزيلة ضد ايران لنفس الأسباب (أسلحة الدمار الشامل) سوف نجد شتان ما بين الاثنين. ففي زمن قياسي صدرت ضد العراق أقسى القرارات الدولية و اتفق عليها العرب و العجم و قام بتطبيقها ذوي القربى قبل غيرهم بينما في حالة ايران ففي اكثر من عشر سنوات لم يستطع العالم الغربي (المنافق) الاتفاق على قرارٍ واحد قط و إن صدرت بعضها فتميزت بكونها هزيلة و مع كل ذلك تملصت اغلب الدول من تطبيقها. فيا تُرى لماذا؟ سؤال يطرح نفسه بقوة.
انها مسرحية هزيلة تُسوقُ على عربان الخليج في الدرجة الاولى و على بقية العربان في الدرجة الثانية من اجل امتصاص خيرات هذه البلدان و إدامة عجلة الرعب التي يعيشونها لتسويق أسلحة الغرب و إدامة هذه الاسواق المُستهلكة في تلك البلدان.
أنا لا انطلق من فراغ عندما اجزم بان مثل هذه الحرب(بين ايران و الغرب) لن تقوم ابداً استناداً على ما يلي:
ان القواسم المشتركة بين الغرب و ايران هي اكثر بكثير من عوامل الاختلاف. الغرب يعتبر الاسلام هو العدو الاول بدون مُنافس و ايران تعتبر القضاء على الاسلام هو من أُولى أولوياتها (دعك عن الشعارات الكاذبة و التسميات المزيفة و الادعاء بالإسلام و ما الى ذلك من خزعبلات) فإيران تُدين بالمجوسية و تسميه ظلماً و عدواناً بالإسلام و بانها تنتهج مذهب آلِ البيت (و هي أعدى اعداء آلِ االبيت) و هي تعرف ان من يتبعها و يصدقها هم رعاع هذه الامة و هم للأسف الشديد كُثُر.
عداوة الغرب للعرب لا تخفى على احد و من يدعي غير ذلك فإما ان يكون جاهل او مأجور كما هو حال الكثيرين. و اما عداوة ايران للعرب فإنها أزلية ولا يستطيع احد ان ينازعهم شدة بغضهم و حقدهم على كل ما هو عربي و هم(اي الإيرانيين) يجاهرون بذلك ليل نهار و على مر التاريخ.
بزوغ شمس الاسلام و اشتداد عوده و قوة شوكته يعني بالمقابل اُفول شمس الغرب و انحسارها و تقوقعها على نفسها لانقطاع مصدر الرزق الاول (السُحت) من مستعمراتها العربية. اما بالنسبة لبزوغ شمس الاسلام فهذا يعني القضاء و الى الأبد على أحلام فارس.
لا يفوتني ان اذكر شئ مهم جداً في هذه المعادلة بان ما يقوي موقف ايران و يجعلها اكثر ممانعة من الدول العربية هو ان قيادات ايران يمتازون بالدهاء السياسي و ايران هي دولة مؤسسات و ليست مزرعة خاصة للرئيس الايراني و حاشيته كما هو الحال في المزارع العربية التي يُطلق عليها دول عربية.

لهذه الأسباب و غيرها فان ليس من مصلحة هذين الطرفين على إضعاف بعضهما البعض بل التعامل بين نِدّين و ليس كما هو الحال بين الحكام العرب و أسيادهم من الغربيين.
اشرف المعاضيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق