الخميس، 1 يوليو 2021

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس وغلو التخوين

حقائق غائبة  


الفصل الحادي والعشرون
الجزء الثالث
الامارة الاسلامية تواجه امتحانا عسيرا

 لم تتوقف مؤمرات أعداء الإسلام لحظة واحدة منذ قيام إمارة أفغانستان الاسلامية حيث كانت الكثير من الدول تقدم كل أشكال الدعم لتحالف الشمال المعادي والذين ارتضوا التعاون مع مجوس الهند والصليبيين والرافضة اضافة لفلول الشيوعيين في الداخل كل ذلك كان يتم خلف الكواليس وحتى في العلن في معظم الأحيان وجاءت أحداث الحادي عشر لتجعل العالم كله يعلن عداءه الصريح للامارة الفتية ولينضم إلى صفوف الأعداء الذين كانوا يعترفون بالامارة الاسلامية ويقيمون معها علاقات دبلوماسية وتجارية مثل باكستان والامارات وقبل ذلك قطعت حكومة الرياض علاقاتها بافغانستان

على أية حال اجتمع مجلس الامن في اليوم التالي لتلك الأحداث واتخذ قرارا بالاجماع بادانة ذلك العمل وبضرورة معاقبة "الجناة"ومن يأويهم أويساعدهم وتم اتخاذ القرار وفق البند السابع من ميثاق "الأمم المتحدة" أي أن القرار يخول أمريكا حق استخدام القوة لتنفيذه وهكذا بدأت الضغوط تزداد على قيادة طالبان ولم يكن أمامهم سوى تسليم الفاعلين أومواجهة الحرب وهنا أثبت الملا عمر محمد (رحمه الله) أنه من أصحاب العزيمة إذ قال كلمته المشهورة إن ديننا لايسمح لنا بتسليم من التجأ إلينا من المسلمين إلى الكفار وهذه تعادل تنازلنا عن الصلاة أي بتعبير آخر أن هذا العمل يعني الخروج من ملة الإسلام عندها وفي يوم ٢٠ أيلول اجتمع عدد كبير من علماء أفغانستان (وقدرت المصادر عددهم بخمسة آلاف حسب ماورد في ذلك الوقت لكن الروايات الموجودة حاليا تقدر عددهم بألف عالم) واتخذ الحاضرون قرارا بتخيير بن لادن بين البقاء في أفغانستان أو الخروج منها حيث يشاء

وهنا بدأت الضغوط على الإمارة الإسلامية تزداد من قبل جميع الأطراف وعلى رأسهم باكستان التي أرسلت الوفود إلى قندهار مطالبة قادة طالبان بتسليم بن لادن ولكن لم تفلح جميع هذه المحاولات بثني قادة طالبان وعلى رأسهم الملا عمر محمد (رحمه الله) عن رفضهم المطلق لهذا الأمر إنما طالبوا الأمريكيين بتقديم الأدلة التي تدين المتهمين لمحاكمتهم في أفغانستان من قبل محكمة تشارك فيها بعض الدول الإسلامية وبالطبع لم يكن ذلك ليرضي غرور الأمريكيين في ذلك الوقت الذي تعرضوا فيه للإهانة وهم في قمة التجبر والعلو في الأرض فكان ردهم الرفض الكامل لأي اقتراح تقدمه قيادة طالبان بل إن المسؤولين الأمريكيين كانوا يبدون احتقارهم لقادة طالبان الذين أظهروا رباطة جأشهم امام تلك المحن التي تزلزل الجبال الراسيات ولم يكترثوا بجميع التهديدات التي كانت تصدر عن المسؤولين الأمريكيين وأما الفاعلون فقد أصروا على نفي علاقتهم بذلك الحادث

وهكذا ذهب الأمريكيون للتحضير للحرب منذ اليوم الأول لذلك الحدث بل إن المعلومات التي رشحت فيما بعد أكدت عزم الأمريكيين غزو أفغانستان والعراق قبل وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول فجاءت تلك الأحداث لتسرع مما كانوا يخططون له

وهكذا بدأ الغزو الصليبي لأفغانستان يوم الأحد السابع من تشرين الأول أي بعد أقل من شهر على أحداث الحادي عشر من أيلول حيث بدأ الأمريكيون هجومهم بامطار المدن الأفغانية (وخاصة كابل وقندهار) بوابل من الصواريخ كما بدأت الطائرات الأمريكية تشن غاراتها على أفغانستان لتبدأ بعد ذلك الحرب الصليبية على أفغانستان والتي استمرت لمدة ثمانية عشر عاما وانتهت بهزيمة الأمريكيين وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا إن شاء الله


2021-07-01
كاتب من بيت المقدس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق