الأحد، 17 مارس 2019


لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا

بقدر ما.....
لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا بحق اخوة لنا ذنبهم الوحيد أنهم قالوا ربنا الله، بقدر ما احزنتني مجازر الباغوز التي تخطى حصادها العشرة الاف قتيل وجريح وشريد من الرجال والنساء والأطفال فضلا عما أصاب الحجر والشجر 
لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما  احزنني هدم وحرق مدينة الموصل ام الربيعين بأكملها  فوق رؤوس اهلها وقتل اكثر من اربعين الفاً وتشريد اكثر من  مليوني مسلم. الموصل، تلك المدينة  الطاهرة معقل اهل السُنة في العراق.
لم تحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما  احزنني خراب الرقة وتدميرها و التي اصبح سكانها بين قتيل او شريدٍ او اسيرٍ.
لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما  احزنني تدمير وتحريق مدن اهل السنة  وتسويتها بالأرض فوق رؤوس ساكينيها في العراق والشام واليمن وليبيا  وسيناء وغيرها.
لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما  احزنني تخاذل الامة واولهم من يدعون أنهم علماؤها ومن يسمون انفسهم قادتها وتصريحاتهم الخيانية في كل مرة تصاب الامة الاسلامية بخطب جلل.
لم تُحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما  احزنني إعلامنا المنافق والفاجر في تعامله مع مصائبنا اليومية وجميعها مصائب يشيب لهولها الولدان  وكيفية إلقاء اللوم  على الضحية دائماً وابداً والاستماتة في الترقيع والدفاع عن  المجرم الظالم ربهم امريكا والغرب وإظهار انسانيتهم  ووحشيتنا.
لم تحزنني مجزرة نيوزيلاندا بقدر ما احزنتني مجازر الصهاينة في فلسطين منذ احتلالها الى يومنا هذا.
نعم إنه مصاب جلل ولكنه يضيع  كقطرة في بحر مصائبنا وبين كؤوس العلقم التي نتجرعها على ايدي اعدائننا يومياً.عندما نستيقظ  على مجزرة قام بها الطيران الامريكي او الروسي او الاعداء الداخليين وراح  ضحيتها 200  نفس مسلمة بريئة بأفتك الاسلحة المحرمة دوليا والمُحللة على رؤوسنا يستغرق عمال الانقاذ اياما لاخراج الجثث المتفحمة والأشلاء المقطعة من تحت أنقاض بيوتهم التي هدمها المجرمون فوق رؤوس الضحايا. عندها تصبح مصيبة مجزرة نيوزيلاندا أهون.
عندما تمر مروراً سريعاً على قنوات الخبث والدجل و النفاق العربية وترى كمية الفجور والكذب والتضليل في تعامله  مع قضايانا ومصائبنا اليومية فانك تصاب بالغثيان والقيء المزمن. هذا الاعلام الفاجر الذي ينتصر لكل قضايا الارض ولكل الاجناس ولكل الاديان ما دام "الضحية" غير مسلم.
ولن احدثكم كثيراً عن بلاعمة العصر من يسمون  انفسهم بعلماء الامة فهؤلاء أكثر دجلا ونفاقا من إعلاميينا فتراهم ما ان يحدث"مكروهٍ" ليزيدية، أونصرانية أويهودية أوبوذية أو سيخية فانهم يسارعون في اللطم والنواح والتباكي لأشهر ولكن أن تُغتصب خمسة أو عشرة آلاف من حرائر اهل السنة في العراق او في الشام او مصر او غيرها فذلك يصيبهم بالخرس الشيطاني هذا اذا لم يلقوا باللائمة على المسكينة المغتصبة وربما المقتولة بعد ذلك. ما أن يُقتل  نصراني على يد مسلم في بلدان  اسيادهم(الغرب) فانهم يقيمون الدنيا ولا يُقعدوها ويبدؤون بالولولة ونياح النساء على جميع الفضائيات  والتبرؤ من هذا الفاعل وأنه لا يمثلنا وأن ديننا دين رحمة وما الى ذلك من الاسطوانة المشروخة التي تعودنا سماعها منهم  ولكن أن تطير الطائرات من القواعد الامريكية والروسية لتلقي حمم الموت على المسلمين وتقتل بالالاف فهذا ليس  شأنهم ويصابون بالخرس الشيطاني.
لن اتكلم عن الحكام وعن مواقفهم 
فهؤلاء ليسوا إلا كلاب حراسة تحرس مصالح مَن نصّبهم علينا واعني جميع طغاة العرب من المشرق الى المغرب بدون  استثناء. المصيبة لاتنتهي هنا وليست مع إعلاميي وعلماء النفاق  فقط وانما تتعدى ذلك الى المواطن العادي.
عندما يُقتل شخص او اكثر في الغرب في بلدانهم او خارجها فان الجميع يقف ضد الجاني ومع  المجني عليه، الحكومة والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية  والاعلام ورجال دينهم  والفنانين والمتدينين والملحدين وكل اطياف الشعب تقف مع المجني عليه ضد الجاني وتُجير العالم كله من اجل ذلك. بينما الذي يحدث هو العكس في بلداننا  فعندما يُقتل مسلم او اكثر على يد غربي او بطائراتهم فانك ترى فرقة بين الناس لاتعهدها في الايام العادية. أي  ان المصائب التي تصيبنا تظهرنا على حقيقتنا وكم نحن مختلفين ومتفرقين في كل شئ. ولو تصفحت هذه الايام مواقع التواصل الاجتماعي لترى ماذا يُكتب عن مجزرة نيوزيلاندا فستجد العجب العجاب كثير من المسلمين  يحاول تبرير هذا العمل الارهابي  النصراني، فيكتب احدهم مثلاً "هؤلاء قتلوا  بسبب اعمال داعش الشنيعة التي  ألبت العالم عليناوآخر يكتب "هؤلاء يبدو لي من اشكالهم انهم اخوان" كيف عرف بانهم اخوان؟ لا أعرف، وهل هذا مبرر لقتلهم؟؟  وآخر يكتب "هؤلاء دواعش والا لماذا هاجمهم هذاالرجل ولم  يهاجم غيرهم" اي بمعنى فليقتلهم ما داموا دواعش وغيرها كثير من التعليقات  والكتابات التي تحاول بطريقة او بأخرى  التبرير او على الاقل  التقليل من هذه الجريمة الارهابية  البشعة.
من المضحك المبكي أننا نحن  المسلمين عندما نتحدث عن النصارى واليهود دائماً ما نستشهد  بالاية الكريمة "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى" ونقصد بانهم  متفرقين ومختلفين وفي الحقيقة فان هذه الاية الكريمة تنطبق علينا قبل غيرنا. نحن للاسف أمة نبغض بعضنا البعض  ونشمت في مصائب بعضنا البعض ونكيد لبعضنا البعض ونقف مع اعدائنا ضد بعضنا البعض ونكفر بعضنا البعض وكلٌ يدعي أنه مع الحق وغيره مع الباطل وهذا كله نتاج كلاب الحراسة التي نصبها الغرب علينا وبلاعمة كلاب الحراسة من  مشايخ السلاطين الذين أفسدوا العقول فخرجت علينا اجيال  ممسوخة فصرنا بذلك غثاء كغثاء السيل كما وصف حالنا من لا ينطق عن الهوى مما شجع الأعداء علينا
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.



اشرف المعاضيدي

2019-03-16

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق