الخميس، 5 نوفمبر 2015

فوق الخطوط الحمراء ...
تعليقاً على فتوى علي الحلبي .....
عبيدة الدليمي
أثيرت مؤخراً ضجة كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول كلام المدعو علي الحلبي شيخ ما يسمى بالسلفية العلمية في الاردن وأحد تلامذة الالباني والمشرف على ما يسمى"مركز الامام الالباني للبحوث العلمية" والذي هاجم فيه عمليات طعن اليهود في فلسطين وحرم مهاجمة الجنود الصهاينة !!! وقال "واحد مأمن عليك وجالس يعطيك كهرباء ومي ويمررلك الفلوس وتجلس عنده وتاخذ ماله وتغدره ؟ حتى لو كان يهودي" وأضاف الحلبي :" يخبرنا الأخوة في فلسطين أن اليهود لايعتدون على أحد ما لم يعتدِ عليهم " !!!.
أقول : هذه الفتوى لا تعتبر خروجاً من الرجل على أصول ما تسمى بالمدرسة السلفية العلمية المعاصرة والتي وضع دعائمها شيخه الالباني وابن باز وابن عثيمين .
هذه الفتوى تأتي متناغمة مع فتاوى سابقة لمشايخ هذه المدرسة "المسخ" فالالباني كان قد أفتى قبل ذلك بوجوب !!! مغادرة أهل فلسطين لبلدهم وتركه لليهود وهذا نص الفتوى " السائل: اهل الضفه الغربية هل يجوز ان يخرجوا ويهاجروا الى بلد ثانية ؟
الجواب: يجب ان يخرجوا.....يا اخي يجب ان يخرجوا من الارض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها الى ارض يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الاسلامية !!! " ا هــ
والمعروف ان التعريف الفقهي "الاصولي" لكلمة واجب أنّه " ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه " أي أن من لم يفعله فهو آثم !!
وكذلك جوز ابن باز الاستعانة بالقوات الامريكية والغربية في فتواه الشهيرة "المشؤومة" على قتال الجيش العراقي بعد أن اعتبرهم "كفاراً مرتدين" لتدخل بفتواه هذه جحافل الامريكان الى جزيرة العرب سنة 1991 م ولم تخرج منها الى اليوم ، وليقتل بهذه الفتوى الالاف من المسلمين العراقيين "المدنيين" ، وقد حرم ابن باز في فتواه هذه الاعتداء على القوات الامريكية واعتبرهم مستأمنين شرعا واعتبر كل من يقاتلهم معتدين على ذمة المسلمين ، مفسدين في الارض عقابهم في الدنيا " أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض" وزعم ابن باز أن المعتدي على هؤلاء المعصومين شرعاً " القوات الامريكية والصليبية" لا يروح رائحة الجنة أي لا يجد رائحة الجنة!!!!!
علماً أن ابن باز كانت له فتوى سابقة يحرم فيها الاستعانة بالكافر مطلقاً !!!
وكذلك أفتى ابن باز بجواز السلم مع اليهود وهذا نص فتواه "السائل :هل يجوز بناء على الهدنة مع العدو اليهودي تمكينه بما يسمى بمعاهدات التطبيع، من الاستفادة من الدول الإسلامية اقتصادياً وغير ذلك من المجالات، بما يعود عليه بالمنافع العظيمة، ويزيد من قوته وتفوقه، وتمكينه في البلاد الإسلامية المغتصبة، وأن على المسلمين أن يفتحوا أسواقهم لبيع بضائعه، وأنه يجب عليهم تأسيس مؤسسات اقتصادية، كالبنوك والشركات يشترك اليهود فيها مع المسلمين، وأنه يجب أن يشتركوا كذلك في مصادر المياه؛ كالنيل والفرات، وإن لم يكن جارياً في أرض فلسطين؟
الجواب : لا يلزم من الصلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين اليهود ما ذكره السائل بالنسبة إلى بقية الدول، بل كل دولة تنظر في مصلحتها، فإذا رأت أن من المصلحة للمسلمين في بلادها الصلح مع اليهود في تبادل السفراء والبيع والشراء، وغير ذلك من المعاملات التي يجيزها شرع الله المطهر، فلا بأس في ذلك. وإن رأت أن المصلحة لها ولشعبها مقاطعة اليهود فعلت ما تقتضيه المصلحة الشرعية، وهكذا بقية الدول الكافرة حكمها حكم اليهود في ذلك.
حتى أن الكنيست الاسرائيلي صفق لهذه الفتوى بحظور رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها والذي اثنى على وسطية ابن باز !!!
وتأتي في هذا السياق كل الفتاوى السياسية لربيع المدخلي وريث الالباني والذي امتدحه الالباني بوصفه له أنه رافع لواء الجرح والتعديل في العصر الحديث !!! ، وكذلك فتاوى تلامذة المدخلي وعلى رأسهم شيخ السلفية العلمية في العراق "المسخ" أبو منار العلمي الذي شرعن بفتاواه الغزو الامريكي للعراق وأفتى بجواز الدخول في الجيش والشرطة والعمل جنباً الى جنب مع القوات الامريكية ، بل أن العلمي ذهب الى أبعد من ذلك فاعتبراياد علاوي "الشيعي العلماني" ولي أمر يجب على مسلمي العراق السمع والطاعة له لأنه معين من كافر متغلب وأصدر في ذلك كتابا سماه " دحر المثلب في جواز تولية المسلم من الكافر المتغلب" ، ووصل الامر بأتباع هذه المدرسة "المسخ" في العراق الى العمل مع الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة حيث عمل بعضهم مفتين للحشد الشعبي وأصبحت ناحية العلم التي ينحدر منها أبو منار العلمي والتي تعتبر معقلا لأتباع هذه المدرسة أصبحت معقلا من معاقل الصحوات المتعاونة مع الامريكان سابقا ثم مع الحشد الشعبي حاليا .
بقي أن نقول ان من أعجب العجب أن تجد من المسلمين من يدافع عن هذه المدرسة المسخ وعن شيوخها الثلاثة الذين أوردوا الأمة موارد التهلكة والذين ظلوا يتمسحون بالامام احمد بن حنبل وشيخ الاسلام ابن تيمية والامام المجدد محمد بن عبد الوهاب وهؤلاء منهم براء ، ولا يدافع عن هذه المدرسة اليوم وعن شيوخها الثلاثة بعد كل ما فعلوه بالأمة الا منافق أو جاهل .
واذا كان البعض يستشنع منا مثل هذا الكلام على "علماء الأمة" !! فلماذا لا يستشنع الكلام على البوطي وحسون وعلماء الازهر ؟!! فاذا كان المقياس هو العلم فهؤلاء لهم ثقلهم العلمي ايضا وقد قال تعالى واصفا بعض العلماء "﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ* وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "
وقال تعالى : " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين "
وقد قال عليه الصلاة والسلام : " وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةُ الْمُضِلِّينَ "
ان مصيبتنا اليوم تكمن في أن المستعمرالمجرم أصبح يرتكز على طابور خامس هائل تواجد في مختلف مكونات المجتمعات العربية والاسلامية ، ويمثل من يسمونهم اليوم علماء المسلمين المكون الأهم في هذا الطابور القذر .
لقد وضع هؤلاء العلماء المجرمون أنفسهم في خندق المحتلين حين زرعوا في الأمة الغثائية والانهزام والقابلية الذاتية للاستعمار ، فكيف ستنهض الأمة وتقاتل اعدائها اذا تولى هؤلاء العلماء تشويه الجهاد والمجاهدين وتحطيم سمعة المقاومة والمقاومين ؟
ان هذه الفتوى من الحلبي وامثالها من أبي منار العلمي والعبيكان ومن قبلهم مشايخهم الثلاثة والتي تدعو الى التقيؤ تأباها الفطرة السليمة وتستنكرها وتستبشعها حتى العجائز فالانسان بفطرته يقاتل المحتل ويسعى الى اخراجه من أرضه بكل وسيلة باذلاً في سبيل ذلك كل ما يملك من غال ونفيس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق