الأحد، 15 نوفمبر 2015

عبيدة الدليمي يكتب: سنة العراق بين مطرقة المرجعيات الشيعية والكردية وسندان المرجعيات السنية







عقود طويلة مضت والأمة تعاني أشد المعاناة من علمائها الذين يقع عليهم الوزر الأعظم لما وصلت له الأمة، من الضعف، والتشتت، والضياع.
العلماء الربانيون الذين يحملون هم الأمة ولا ينظرون الا لمصلحتها ولا يتملقون لحاكم أو حزب أصبحوا أندر من الكبريت الاحمر في زماننا، فأين هم اولئك الذين يحملون همّ الأمة من بورما إلى العراق إلى اليمن إلى الصومال؟ أين هم أولئك الذين لا يرون مصلحة خاصة لهم إلاَّ مصلحة الأمة جمعاء؟ اين هم الذين لا يتملقون لحاكم، ولا يبشون بوجه رجل ثري من أجل ثرائه ليس إلاَّ؟!
من ينظر الى السواد الأعظم من علماء الأمة يجد أنهم لا يخرجون عن صنفين من العلماء : الصنف الاول وعاظ السلاطين اللاهثين على أبواب ملوكهم وولاة أمورهم ، والصنف الثاني علماء الاخوان المسلمين الذين أوكلت لهم مهمة توفير الغطاء الشرعي للسلوك السياسي للإخوان المتعارض مع ابسط مبادئ الإسلام، كمشاركتهم الصليبيين مشروعهم في العراق.
ونظرة سريعة الى المرجعيات العلمية للمسلمين في العالم اليوم تكفي لإدراك هذه الحقيقة فالمراجع العلمية الكبرى المتمثلة بالأزهر المصري وهيئة كبار العلماء في السعودية من الصنف الاول والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر من الصنف الثاني.
وللتذكير فقط فقد أفتى قبل اشهر قليلة الامين العام لهذا الاتحاد الكردي علي القره داغي بأن من يقتل من مليشيا البيشمركة الكردية في القتال ضد تنظيم الدولة شهيد !! مقاتلو البيشمركة الذين هجروا العرب وأحرقوا قراهم وقتلوا رجالهم شهداء بنظر القره داغي ، ولايمكن فهم هذه الفتوى سوى أنها تأتي في سياق موقف العداء المستحكم بين الاخوان المسلمين وتنظيم الدولة بالإضافة الى ما عُرف به القره داغي من التعصب لقوميته الكردية !!!
في العراق لم يكن علماؤنا خارج دائرة الحال المزرى لعلماء الامة فقبل الاحتلال كان السواد الاعظم منهم من الصنف الاول “وعاظ السلاطين” وعلى رأسهم عبد الرزاق السعدي وعبد اللطيف الهميم، وبعد الاحتلال تحول القسم الاكبر منهم الى الصنف الثاني” علماء الاخوان المسلمين” بعد أن سيطر الاخوان على المؤسسة الشرعية السنية الرسمية ممثلة بالوقف السني.
كانت فتاوى علماء الاخوان بعد الاحتلال أحد أهم الاسباب التي أوصلت سنة العراق الى هذا الحال الكارثي من التشرذم والذل والضياع ، فمنذ دخول القوات الامريكية كانت مهمة المؤسسة الشرعية السنية توفير الغطاء الشرعي للسلوك السياسي المنحرف للإخوان المسلمين في العراق ، هذا السلوك الذي لا يقره نقل ولا عقل كالمشاركة في مجلس الحكم ( مجلس بريمر) والمشاركة في الانتخابات والتصويت بــ ( نعم ) للدستور وتحريض أهل السنة على الانخراط في الجيش والشرطة .
علماؤنا هم الذين قالوا لأهل السنة من على المنابر صوتوا بــ “نعم” لدستور بريمر ، علمائنا هم الذين أفتوا ودعوا أهل السنة للانخراط في الجيش والشرطة اللذَين شكلهما بريمر ، علماؤنا هم الذين باركوا تشكيل الصحوات التي قاتلت الى جانب القوات الامريكية في أول تأسيسها واليوم تقاتل الى جانب المليشيات الشيعية الايرانية .
في عام 2005 أصدر علماء الاخوان المسلمين في العراق فتوى تدعو أهل السنة الى المشاركة في الجيش والشرطة العراقية، فقام زياد العاني الامين العام المساعد للحزب الاسلامي العراقي بالترويج لهذه الفتوى في المساجد حيث خاطب اهل السنة بعد الصلاة في جامع الاخوة الصالحين في العامرية في بغداد وقال: يا أهل السنة هذه فتوى من 64 عالماً من علمائكم يدعونكم فيها الى ضرورة الانخراط في الجيش والشرطة.
وفعلا كانت الفتوى موقعة من 64 شخصاً لكن اكثرهم نكرات لا يعرفهم أحد ، قدمهم الحزب الاسلامي في هذه الفتوى على أنهم علماء ومرجعيات سنية ، وأذكر أن الكثير منهم كانوا من الشباب صغار السن ومنهم مدرس الجغرافية ومدرس اللغة الانكليزية والذين لم تعرفهم ساحات العلم الشرعي ولم تشهد لهم في يوم من الايام ، بل أن أحد هؤلاء “العلماء” كان ( حجي عريبي ) وهو مضمد صحي مختص بزرق الابر ومداواة الجروح وله دكان صغير في الصقلاوية احدى النواحي التابعة للفلوجة ولولا انني من الفلوجة وأعرف المضمد عريبي لظننت أنه من شيوخ الاحناف أو الشافعية أو ربما أحد المجتهدين في مذهب الامام احمد !! ، لكن ما الذي يُدري ابن الموصل أو بغداد أو صلاح الدين من هو “الشيخ العلامة عريبي” ؟! الى هذا الحد وصلت الصفاقة والاستخفاف باهل السنة والتدليس عليهم عند الحزب الاسلامي العراقي .
علماً أن الجيش والشرطة اللذَين دعانا علماؤنا للمشاركة فيهما شكلتهما القوات الامريكية للتصدي للمقاومة العراقية على غرار جيش لبنان الجنوبي بزعامة أنطوان لحد الذي شكله اليهود في جنوب لبنان ليكون حزاماً أمنياً لهم.
ثم جاء مشروع الصحوات الذي شكل نكبة أهل السنة في العراق ، وكان لعلماء الاخوان اليد الطولى في هذا المشروع الذي ضيع أهل السنة وفوت عليهم فرصة تاريخية لانتزاع العراق من امريكا وايران ودفع أهل السنة ثمنه غالياً حيث قتل بعضهم بعضاً وسالت دمائهم أنهاراً ، لعب علماء الإخوان المسلمين دوراً في تشكيل الصحوات لا يبتعد كثيرا عن دور سماسرة السياسة، وتجارها، الذين يبيعون المواقف مقابل ثمن ومكاسب ضيقة عادة لا تخدم مصالح عامة أبناء السُنَّة ، وأخيراً انحازت هذه الصحوات التي تشكلت بفتاوى علمائنا الى المشروع الفارسي الصفوي بعد ان نبذها أهل السنة حيث اضطرت اخيراً الى المجاهرة بعمالتها لإيران وللولايات المتحدة وقتالها إلى جانب الشيعة في حرب ابادتهم المعلنة على السُنَّة بموجب فتوى الجهاد الكفائي .
لقد كان الترويج للانتخابات وضرورة المشاركة فيها ودعم قوائم الحزب الاسلامي الشغل الشاغل لعلمائنا طيلة السنوات الماضية.
واليوم وبعد أن أوصلنا علماؤنا الى هذا الحال وبعد أن أصبح مهجرو أهل السنة كالأيتام على مأدبة اللئام في شمال العراق ودول الجوار وأوربا وبعد ان صرنا على شفير الهاوية هل سيتدارك علماؤنا أنفسهم ويتداركوا سنة العراق ؟!
تبنت المرجعيات الشيعة قضيتها بكل قوة وصرامة فأصدر السيستاني فتواه التي اوجب فيها الجهاد على الشيعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (أي ضد السنة) فتشكل نتيجة هذه الفتوى الحشد الشعبي الشيعي الذي التحق به عشرات الالاف من الشباب الشيعة بل وحتى من كبار السن , والتحقت الكثير من العمائم الشيعية للقتال بنفسها وحضور المعارك حيث عرضت الفضائيات صوراً لمعممين شيعة وهم يتقدمون صفوف المقاتلين في الحشد ويحرضونهم على القتال .
وبدورها قامت المرجعيات الكردية بإصدار فتاوى مماثلة للأكراد فأفتى علي القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأن كل من قتل من البيشمركة في المعارك ضد تنظيم الدولة هو شهيد , وان قتلى تنظيم الدولة الإسلامية في جهنم ، وأكد فضيلته !!! أنه لا يوجد اي مصلحة شخصية له في هذا القول وأن هذه الفتوى حسب ما جاء في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم !!! ولا أدرى اين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان من يهجر العرب الآمنين ويقتل رجالهم ويحرق قراهم كما تفعل البيشمركة إذا قتل فهو شهيد !!! لم يخبرنا القرة داغي هل نجد هذه الأحاديث في البخاري ام مسلم ام بقية كتب السنن ؟!!!
في ذات الوقت الذي كانت فيه المرجعيات الشيعية والكردية تفتي وتحرض وتوجب القتال على الشيعة والاكراد مشمرة عن الساق والساعد كان معمموا اهل السنة مرجعياتهم يتحدثون للناس عن “جرائم داعش” حتى ذهب محمد العريفي في خطبة الجمعة الى اتهام تنظيم الدولة بسبي “المسلمة المحجبة” بتهمة الردة “لينام معها مقاتلوه اخر الليل” !!! وقد جاءت هذه الفرية من العريفي في نفس الوقت الذي كانت فيه راجمات الحرس الثوري الايراني تمطر الفلوجة بالصواريخ وبراميل الحكومة الصفوية المدعومة من الحكومة السعودية تنهال على الاطفال والنساء في الرمادي والصقلاوية لتقتل في الرمادي وحدها 50 شاباً كانوا يلعبون “المحيبس” في ملعب لكرة القدم.
وتصر مرجعياتنا السنية وإلى اليوم على تصوير الصراع بين الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة من جهة والسنة من جهة اخرى على انه صراع مع تنظيم الدولة الإسلامية وليس مع السنة فلا ناقة للسنة في هذا الصراع ولا جمل !!! ، وأن من مصلحة السنة هزيمة التنظيم في هذه المعركة , فمليشيا بدر وسرايا السلام وعصائب اهل الباطل والحرس الثوري الايراني وقاسم سليماني سيكونون ارحم باهل السنة من تنظيم الدولة الإسلامية !!!
وعلى الرغم من كل ما فعله الحشد الشعبي باهل السنة في جرف الصخر وديالى وبغداد وتكريت وكل المناطق السنية التي دخلها من قتل لأهل السنة وسرقة لأموالهم ومصادرة لبيوتهم بل وهتك لأعراضهم كان اخرها قبل أيام اعتقال المئات من شباب منطقة الطارمية شمال بغداد واقتيادهم كالنعاج الى جهة مجهولة ، وعلى الرغم من كشف ايران لمشروعها الامبراطوري الصفوي وتصريح المسؤولين الايرانيين بأن عاصمتهم ستعود بغداد كما كانت قبل اسقاط الامبراطورية الفارسية على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهروب كسرى يزدجرد من المدائن (بغداد) باتجاه خراسان ثم مقتله اخيراً .
وعلى الرغم من تدخل ايران السافر في سوريا واليمن ولبنان والبحرين ومضيها قدماً من أجل تحقيق مشروعها الإمبراطوري .
وعلى الرغم من وصول 4000 جندي من الحرس الثوري الايراني الى معسكر المزرعة في الفلوجة للمشاركة في الهجوم على المدينة واقتحامها .
وعلى الرغم من اتفاق الجميع على ان ما ترتكبه المليشيات الشيعية والكردية من الجرائم أضعاف أضعاف ما فعله تنظيم الدولة فالتنظيم لا يقتل الا خصومه ولم نسمع أبداً أنه تعرض لمدني داخل مناطق سيطرته بدون سبب على خلاف المليشيات الشيعية والكردية التي لا تفرق بين مدني وعسكري وجرائمها معلومة للجميع.
وعلى الرغم من القصف المدفعي والصاروخي اليومي الذي تتعرض له المحافظات السنية وخاصة الفلوجة واطرافها ونقل الفضائيات لصور ضحايا هذا القصف واغلبهم من الاطفال والنساء والشيوخ .
على الرغم من كل هذا ظلَّ علماؤنا يتفرجون ولا ينطقون ببنت شفة ومن يتكلم منهم ينطبق عليه قول القائل : صمت دهراً ونطق كفراً !!
إن ما تقوم به المرجعيات الشرعية السنية من دور خياني لأهل السنة هو امر غير مسبوق في التاريخ الاسلامي بل وحتى الانساني كله .
فالإسلام يحكم على من يقف مع العدو بالكفر ويستبيح دمه وماله , أما من المنظور الانساني فقد ظلت البشرية تعتبر الوقوف مع العدو خيانة ومقاومته بطولة ورجولة وشجاعة .
هذا ما تعلمناه في دراستنا للتاريخ في المرحلة المتوسطة والثانوية , الذين وقفوا مع العدو الفرنسي والانكليزي والايطالي اثناء احتلاله للوطن العربي خونة والذين قاوموه ووقفوا ضده ابطال .
بل ان بائعات الهوى والعاملات في الملاهي الليلية في مصر والشام كن يساعدن المقاومين المصريين والشاميين للايقاع بالجنود الفرنسيين والانكليز ايام الاحتلال الفرنسي والانكليزي لمصر والشام , حيث كانت بائعة الهوى ترى أن واجبها الاخلاقي !!! يحتم عليها طرد المحتل من بلادها وهي تخشى من العار ان يلحقها !!! إذا هي تعاونت مع هذا المحتل !!!
والسؤال المطروح: هل كانت بائعات الهوى وعاملات الملاهي أكثر شرفاً وغيرة على اوطانهن واهلهن من معممي اهل السنة ومرجعياتهم ؟!!!
هل كن أفقه من مرجعياتنا للكتاب والسنة ؟!!! .
مرجعياتنا التي انحطت في ادائها الفقهي والاخلاقي الى درجة مخيفة حيث جعلت التعاون مع المحتل الامريكي ضد المقاومين واجباً وأثنت في وقتها على الصحوات وقادتها .
وعلى ما يبدو فانه لا أمل في توبة معممي الاخوان المسلمين ولا مؤسساتهم الشرعية ( مجلس علماء العراق + المجمع الفقهي ) فالإخوان مصرِّون على انجاح مشروعهم والوصول الى سدة الحكم على طريقة الامير ميكافيللي حتى لو ادى ذلك الى سحق اهل السنة عن آخرهم ، وتأريخ الإخوان لا يساعد مطلقاً على التفاؤل بإمكانية تراجعهم عن مشروعهم .
أما هيئة علماء المسلمين فقد وجد أمينها العام السابق حارث الضاري وولده مثنى في دخول القوات الامريكية الى العراق فرصة ذهبية للوصول الى سدة الحكم مستفيدين من تاريخ جدهم ضاري المحمود ومشاركته في ثورة العشرين فتاجروا بقضية اهل السنة ولكن بطريقتهم الخاصة ( إخوان سنة وشيعة وهذا الوطن منبيعه و لأننا حضارة ) !!! وربما كان الكثيرون يأملون أن يراجع الدكتور مثنى الضاري نفسه بعد وفاة والده ووراثته منصب الأمانة العامة للهيئة ويتوقف عن طرح المشروع الوطني البائس ويكف عن المناداة بالوطنية التي أوردت أهل السنة المهالك اذ ربما كان الدكتور مثنى قبل وفاة والده واقعاً تحت تأثيره ويدفعه احترامه له على مجاراته على مشروعه على الرغم من عدم قناعته به، لكن الدكتور مثنى ظهر قبل أيام على قناة الجزيرة ليؤكد على سيره على خطى والده وعلى موقف الهيئة الذي لا يساوم على وحدة العراق!!! والذي يحفظ حقوق جميع العراقيين بغض النظر عن دينهم وطائفتهم أو قوميتهم !!!
المساومة على دماء أهل السنة أمر مباح أما المساومة على وحدة العراق فهي جريمة كبرى !!! ما هكذا تورد الابل يا سعد !!
ونحن نُذكّر الدكتور مثنى ان التأريخ الكبير والمكانة الطيبة التي حضي بها جده الشيخ ضاري وولده خميس عند اهل السنة عامة انما نالاها بمواقفهما العملية وليس بالكلام والتنظير وفتح الفضائيات , لقد عاش الشيخ ضاري وولده مع المقاومين وحملا سلاحهما ولم ينظّرا للمقاومين عبر الاثير , لقد قتل جدك خميس الضاري قائد القوات البريطانية “الأجمن” بسلاحه ولم يقتله بكلامه ولا بلسانه ولا بقلمه وفضائياته , لقد هز ضاري المحمود لندن بسلاحه وبتواجده في ساحات القتال وأبكاها بمواقفه العملية لا بمؤتمراته، ولا ندواته (هز لندن ضاري وبجاها)
وإني أربأ بك يا دكتور ان ينطبق عليك قول القائل :
إذا افتخرت بآباء لهم شرفٌ ****** قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
يبقى العلامة الدكتور عبد الملك السعدي كشخصية لها ثقلها العلمي والاعتباري عند أهل السنة والدكتور رافع طه الرفاعي مفتي الديار العراقية , وهما الوحيدان اللذان كانت مواقفهما جيدة مقارنة بغيرهما منذ بداية الهجمة الصفوية الاخيرة .
فهل لنا ان نتفاءل بل ونمعن في التفاؤل ونتوقع ان يخرج الرجلان عن صمتهما ويصدر احدهما او كلاهما فتوى لأهل السنة بوجوب الجهاد ؟!
هل نتوقع ان يراجع الرجلان اخيراً وهما المختصان في اصول الفقه قاعدة المصالح والمفاسد التي سود فيها علماء الاصول الاف الصفحات ليجدا ان مفسدة سيطرة ايران والاكراد على اهل السنة اعظم بكثير من مفسدة قتال اهل السنة مع تنظيم الدولة الاسلامية – إن كانا يظنان انها مفسدة
ألا يتأثر الدكاترة السعدي والرفاعي بمشاهد جثث اطفال اهل السنة ونسائهم وشيوخهم التي تعرض يومياً على الفضائيات ؟!!
ألا يتأثران بمشاهد الذل الذي اصاب الملايين من مهجرينا ؟!!!
ألا يشعران بأدنى مسؤولية شرعية أو أخلاقية تُحتّم عليهما اصدار فتوى بوجوب الجهاد ؟!!! .
هل سينتظران حتى يلتحق سنة العراق بقبائل جاسم وعاد ويصبحوا من العرب البائدة ؟!!
ماذا لو أفتى الشيخ السعدي والدكتور الرفاعي أهل السنة بوجوب الجهاد كما فعل السيستاني الشيعي والقره داغي الكردي؟!
ماذا لو قالا لأهل السنة: احملوا السلاح ودافعوا عن أنفسكم وأعراضكم ومساجدكم ومدنكم مع تنظيم الدولة الاسلامية ؟! وكذا لو فعل الدكتور مثنى مستدركاً ما فاته من الخير ، عندها سيلتحق مئات الالاف من اهل السنة بركب المقاومين الذي لا ينقصهم السلاح ولن نبالغ ان قلنا انه لو صدرت هكذا فتاوى من الدكاترة الثلاثة أن اهل السنة سيستعيدون بغداد وكل المحافظات السنية خلال ستة اشهر فقط وسينتهي المشروع الصفوي الايراني في المنطقة كلها وليس في العراق وحده فرأس الأفعى الايرانية في بغداد واذرعها في سوريا واليمن ولبنان واذا قطع الرأس ماتت الاذرع لوحدها .
نعم سنحتاج الى ستة أشهر فقط وسيكون أهل السنة في العراق قد استعادوا كرامتهم ومناطقهم وقضوا على الجيش الصفوي ومليشياته ويعود المهجرون والنازحون الى بيوتهم ومدنهم.
ان هذه الفتاوى لن تحتاج من الدكاترة الثلاثة الا العودة الى العراق والعيش مع اهلهم اهل السنة وترك الفنادق والنزول الى الخنادق ، لأن عيشهم في دول اخرى وفي ضيافة حكوماتها لن يسمح لهم باصدار هكذا فتاوى بل ولا النطق بكلمة حق على الإطلاق ، فهل الرجوع الى العراق والعيش مع اهل السنة يحتاج الى تضحية كبيرة لا تقدر عليها مرجعياتنا ؟!!!
السيستاني الشيعي يحرض الشيعة على القتال مع الحشد الشعبي والقره داغي الكردي يحرض الاكراد على القتال مع البيشمركة فلماذا لا يحرض علماؤنا أهل السنة على القتال ؟!
وربما سيلومنا البعض على هذا الطرح ويعتبرنا قد تجاوزنا حدود الادب مع العلماء !!!
وربما سنسمع من البعض العبارة المعتادة ” لحوم العلماء مسمومة” ولهؤلاء نقول : ان لحوم علمائكم ليست أكثر سُمية من لحوم رجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا التي تشوى بشكل يومي وليست أكثر سُمية من أعراضنا التي تنتهك ، وعلماؤكم ليسوا أكثر قدسية من مساجدنا التي تهدم . ولعلنا بطرحنا هذا نكون ناصحين امناء للعلماء وهذا خير لهم من نفاق المنافقين وبطانة السوء .
وكي لا يشغب علينا أحد لا بد أن نذكر بأمر مهم يعلمه الجميع ولكن يتعمد الكثيرون اغفاله وهو ان الامر في العراق لم يعد متعلقاً بتنظيم الدولة فمصير سنة العراق ارتبط بهذا التنظيم شئنا أم أبينا والاصرار على تصوير الصراع السني الشيعي الكردي في العراق على أنه صراع بين تنظيم الدولة والحكومة العراقية والاكراد يعني الاصرار على حجب الحقيقة عن الناس والاصرار على ذبح أهل السنة وتهجيرهم واذلالهم .
يجب أن نتعامل مع الواقع كما هو وننظر الى مصلحة اهل السنة بعيداً عن مجاملات البعض ونفاقياتهم ، ومهما كان رأي المسلمين في العالم بتنظيم الدولة فنحن في العراق لا نملك من يدافع عنا سوى هذا التنظيم اتفقنا معه أو اختلفنا فقد أصبح هو الخيار الوحيد أمام سنة العراق .
الجميع يدرك حقيقة أن تنظيم الدولة هو الوحيد القادر على الدفاع عن سنة العراق والتصدي للمشروع الصفوي والمشروع الكردي الذي قضم الكثير من أراضي العرب السنة في الموصل وديالى وكركوك لكن ينكرون هذه الحقيقة بسبب مشروع التنظيم العابر للحدود الذي يشكل خطراً كبيراً على حكام المنطقة وعلى مشاريع الاحزاب الاسلامية والعلمانية ولذلك نرى هؤلاء الحكام يدعمون المشروع الصفوي والمليشيات الشيعية في العراق ضد سنة العراق
وكذلك نرى بعض اهل السنة في بعض البلدان الاسلامية يتمنون انكسار تنظيم الدولة في العراق رغم انهم يعرفون أن ذلك سيعني نهاية سنة العراق بسبب مخاوفهم من أن يشكل التنظيم خطراً على امنهم.
وبما ان الجميع ( حكومات وأحزاباً وأفرادا ) ينظرون الى مصالحهم فمن حق سنة العراق أن ينظروا الى مصلحتهم أيضا ومصلحتهم أصبحت مع تنظيم الدولة ،ولا يعنينا نحن سنة العراق ان كان التنظيم يشكل خطراً على حكام المنطقة أو على الاحزاب السياسية أو على عملاء أهل السنة الذين ربطوا مصيرهم ومصالحهم بأمريكا وأوربا .
ان مصير الاصناف الثلاثة ( الحكام والاحزاب والعملاء) لا يعنينا فلن يبقى سنة العراق يقدمون دمائهم وأعراضهم قرابين على مذابح هؤلاء السفلة الذين تاجروا بقضيتنا ولم يرقبوا فينا الاً ولا ذمة ، فليذهب هؤلاء وعروشهم ومصالحهم وأحزابهم الى الجحيم ، فدعوا عنكم بنيات الطريق وواجهوا المشكلة على حقيقتها .
والى الذين سوف يلوموننا على ما ذكرناه ، نقول لهم بأن الواجب الديني والاخلاقي تجاه أهلنا أهل السنة يُحتًّم علينا أن نطرح الأمور كما هي ونقول الحقيقة بلا تزييف ونسمي الأمور بسمياتها ولا نجامل على حساب دماء اهلنا عسى أن يتوقف نزيف الدم والذل والهوان الذي يعيشه أهل السنة .
أقلي اللوم عاذلَ والعتابا **** وقولي إن أصبتُ لقد أصابا
عبيدة عامر الدليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق