الأحد، 24 يناير 2021

 الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة 


الحلقة الثالثة

غزو الروس لأفغانستان

وصل الشيوعيون الى الحكم يوم ٢٧ نيسان عام ٧٨م بعد إنقلاب دموي

وفي المقابل كانت الجماعات الإسلامية الحركية قد رسخت أقدامها هناك واستقطبت قطاعا لابأس به من الشعب كما أنها دخلت في صراع مع السلطات منذ أيام محمد داوود كما أسلفنا وجاء وصول الشيوعيين إلى الحكم ليصب الزيت على النار حيث استفز الشيوعيون عامة الشعب الأفغاني باجراءاتهم التعسفية فأفتى العديد من العلماء بكفرهم  وبوجوب الجهاد ضدهم وهكذا أعلنت الجماعات الإسلامية الجهاد

وبرز في الساحة الجهادية جماعتان كبيرتان هما الحزب الإسلامي الذي يتزعمه غلب الدين حكمتيار وكان له حضور قوي في مناطق البشتون

والجماعة الثانية هي الجمعية الإسلامية الأفغانية والتي تزعمها برهان الدين رباني وكان لها حضور قوي وسط الطاجيك وكانت الجماعتان متحدتان قبل ذلك وقد انفصلتا عن بعضهما منذ منتصف السبعينات ولم تنجح جميع محاولات المصالحة حيث ترسخت الخلافات وتحولت إلى اقتتال بينهما وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا إن شاء الله

إضافة إلى الجماعتين السابقتين فقد ظهرت جماعات أخرى تنتمي إلى التيار التقليدي والجماعات الصوفية لكنها لم تكن بحجم الجماعتين السابقتين

ويذكر الشيخ عبد الله عزام(رحمه الله) أن الجهاد ضد الشيوعيين قد انطلق بعد أربعين يوما من وصولهم إلى الحكم وتصاعد بمرور الوقت ومع ذلك كان التعتيم الإعلامي سيد الموقف إما لحدوث معظم العمليات العسكرية في المناطق النائية أو بسبب التعتيم المتعمد كبقية قضايا المسلمين أو بسبب العاملين معا

وأول مرة سمعت بالعمليات العسكرية ضد الحكومة الشيوعية في نهاية عام ١٩٧٨ في أحدى نشرات الأخبار في إذاعة لندن

وبعد ذلك توالت الأخبار تترى

وفي بداية العام التالي وقعت الثورة الإيرانية والتي انخدع بها معظم المسلمين في بدايتها(وصل الخميني ألى الحكم ١١ شباط عام ٧٩)عند ذلك انفجرت الثورة في جميع أنحاء البلاد وفي هذه الأثناء ارتكب الشيوعيون مجزرة مروعة في مدينة هيرات المحاذية للحدود مع أيران واتهموا نظام الملالي بدعم الانتفاضة ضدهم وذلك للتغطية على فشلهم فكان من نتيجة ذلك قيام رئيس الوزراء حفيظ الله أمين  بالانقلاب على رئيسه نور محمد تراقي وقتله وذلك يوم ١٦ تموز من عام ٧٩ نتيجة فشله في قمع الانتفاضة والتي كانت تتوسع وتشتد بمرور الوقت ورغم استخدام حفيظ الله أمين  طرقا أكثر وحشية حيث استعمل كل ما يملك من اسلحة ثقيلة وطائرات بقصف المناطق المنتفضة كما قام بقتل جميع السجناء السياسيين لكنه هو الآخر كان مصيره الفشل الذريع فما كان من الروس ألا التدخل المباشر بعد أن فشل وعملاؤهم عن أداء الدور المناط بهم وهكذا وقع الغزو الروسي لأفغانستان يوم ٢٥ كانون الأول من عام ١٩٧٩ وهكذا دخلت أفعانستان في مرحلة جديدة حيث أخذت بعدا عالميا وهذا ماسنتعرف عليه في الفصول القادمة إن شاء الله



2020-12-28

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق