الأربعاء، 27 يناير 2021

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة 


الحلقة السادسة

ردود الأفعال على غزو افغانستان

كما ذكرنا سابقا فإن الشيوعيين الروس كانوا يشعرون بالنشوة والغرور نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي مما دفعهم لغزو أفغانستان ظنا منهم أنهم يستطيعون ابتلاعها كبقية بلدان المسلمين في وسط آسيا حيث قاوم المسلمون هناك لسنوات طويلة لكن الروس تمكنوا من السيطرة على تلك البلدان حتى انهيار الاتحاد السوفييتي نهاية عام ١٩٩١

لم يواجه الروس أية صعوبات بداية الغزو حيث تمكنوا من السيطرة على كابل وبقية المدن الكبرى وقتلوا عميلهم حفيظ الله أمين وجاءوا بعميل آخر هو بابرك كارمل وظنوا أن باستطاعتهم اخماد الجهاد الذي بدأ منذ حكم محمد داوود كما أسلفنا ومن رحمة الله أن الظروف العالمية لم تكن مواتية لهم هذه المرة

ففي الشرق وعلى حدود أفغانستان كانت الصين الشيوعية قد تحولت لعدو لدود للروس كما أسلفنا وللصين علاقات جيدة بباكستان منذ زمن بعيد بل إن الصين تعتبر باكستان حليفا استراتيجيا لها حتى يومنا هذا وقد زار وزير خارجية الصين باكستان بعد الغزو الروسي مباشرة وذهب إلى مخيمات اللاجئين الأفغان في بيشاور وقال لهم إن العالم كله يقف معكم في نضالكم ضد الاحتلال الروسي كما قال إن الروس سيعضون أصابع الندم وهذا ماحصل فيما بعد

أما في العالم الغربي الذي تتزعمه أمريكا فقد كانت ردود الأفعال باهته في البداية حيث لم يكترث العالم الغربي بجرائم الشيوعيين قبل الغزو الروسي وكانت ردود الأفعال في البداية سياسية فلم تعرض القضية الأفغانية على مجلس الأمن حيث يتمتع الروس بحق الفيتو إنما عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا طارئا ادانت فيه بغالبية الأصوات بالغزو الروسي لأفغانستان وطالبت بالانسحاب الفوري لقوات الاحتلال وبالطبع لم يكترث الروس بذلك القرار وواصلوا جرائمهم حيث قتلوا عددا كبيرا من المعتقلين في السجون ودخلوا بمواجهات مع فصائل الجهاد في ذلك الوقت وصرنا نلاحظ تغطية أكبر لعمليات المجاهدين في وسائل الإعلام العربية التي تدور أنظمتها في فلك السياسة الأمريكية وربما أوعزت الإدارة الأمريكية سرا لتلك الأنظمة بتأييد الجهاد الأفغاني وبقي الأمر على تلك الحالة حتى نهاية عام ١٩٨٠ حيث وصل إلى البيت الأبيض رونالد ريغن وهو من"صقور" الحزب الجمهوري فكان على النقيض من سلفه جيمي كارتر فوضع في سلم أولوياته إعادة هيبة أمريكا في العالم وأعلن عما سمي في تلك الأثناء بحرب النجوم وكان الهدف منها ادخال الروس بسباق للتسلح بغية انهاك الاقتصاد الروسي المتهالك كما أعلن عن دعم الولايات المتحدة " للمقاومة الأفغانية"

وهكذا تلقى وكلاء أمريكا في العالم الإسلامي الأوامر من سيدهم في البيت الأبيض بدعم الجهاد الأفغاني ضد الغزو الروسي وبذلك أخذت القضية بعدا عالميا وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا إن شاء الله



2021-01-27

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق