الجمعة، 29 يناير 2021

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة 


الحلقة السابعة

القضية الأفغانية تأخذ بعدا عالميا

مع وصول رونالد ريغن الى البيت الأبيض تغيرت ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تغيرا جذريا فصارت لغة التحدي والموجهة هي السائدة بعد أن اتسمت بالتردد والإحجام في عهد جيمي كارتر كما أسلفنا، فكان على الإدارة الجديدة مواجهة الغزو الروسي لأفغانستان حيث أصبحت القوات الروسية على بعد ٥٠٠ كم من مضيق هرمز وهذا يعني تهديدا حقيقيا "للأمن القومي الأمريكي" حيث أن فقدان أمريكا لتحكمها بنفط الخليج يعني انهيار الدولار الأمريكي لأن أسعار النفط يتم تحديدها بالدولار الأمريكي وبما أن منطقة الخليج تمتلك أكثر من نصف الإحتياط العالمي للنفط فإن فقدان أمريكا للسيطرة على نفط الخليج يعني انهيار الدولار الأمريكي وهذا الأمر لن يفرط به الأمريكيون لأنه يعتبر مسألة مصيرية بالنسبة لهم هذا من جهة ومن ناحية أخرى وجد الأمريكيون  في الجهاد الأفغاني فرصتهم التاريخية  لهزيمة الاتحاد السوفييتي وترقيع هيبتهم بعد هزيمتهم المذلة في فيتنام وهذا ماحصل بالفعل

ثمة قضية أخرى كانت ومازالت تؤرق أمريكا والعالم الغربي وهي نمو ماسموه(الأصولية ) الإسلامية

إذ وجدوا في الجهاد الأفغاني فرصتهم الذهبية لهزيمة الأتحاد السوفيتي والتخلص بنفس الوقت من الأصولية الإسلامية وذلك بجعل المجاهدين الأفغان ومعهم شباب الصحوة الإسلامية وقودا لحربهم ضد الروس ظنا منهم أن الصحوة الإسلامية سيتم اجهاضها بقتل بضع ألاف من شباب المسلمين وهذا مالم يتحقق بل إن السحر قد انقلب على الساحر وكان من نتائج الجهاد الأفغاني بروز من سماهم الكاتب الأنكليزي باتريك  "باللاعبين الجدد" أوبتعبير آخر بروز تيار الجهاد العالمي أو مايسمي بتيار السلفية الجهادية كأخطر ظاهرة تهدد النظام العالمي القائم كما يصفها الدكتور أكرم حجازي وهذا ماسنتحدث عنه باختصار لاحقا إن شاء الله

ومهما يكن من أمر فقد اوعزت الإدارة الأمريكية الحديدة لوكلائها في المنطقة بدعم الجهاد الأفغاني ماديا ومعنويا

فصدرت الفتاوى بفرضية الجهاد ضد "الملاحدة الشيوعيين"وهكذا تفاعل المسلمون في جميع أنحاء العالم مع القضية الافغانية فصارت بلدان الجزيرة العربية مصدرا للدعم المادي والمعنوي كما تحولت باكستان إلى قاعدة خلفية للفصائل الافغانية حيث يتواجد عدد كبير من اللاجئين الأفغان مع وجود تداخل اجتماعي على جانبي الحدود كما تفاعل المسلمون في بقية البلدان مع الجهاد الأفغاني حسب ظروفهم المحلية

وهكذا دخل الروس في مأزق لم يكن في حسبانهم وهذا ماسنتطرق له لاحقا إن شاء الله

أما لماذا  وكيف تفاعل المسلمون مع القضية الافغانية فهذا ماسنتحدث عنه بشيء من التفصيل في الفصول القادمة إن شاء الله وحتى نلم بهذا الموضوع فلابد لنا من وقفة قصيرة نتحدث فيها عن الأوضاع السياسية في البلدان  الإسلامية وبشكل أدق في البلدان العربية



2021-01-29

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق