الاثنين، 25 يناير 2021

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة 


الحلقة الرابعة

الأوضاع العالمية عشية غزو الروس لأفغانستان

دخل الروس أفغانستان نهاية عام ٧٩ ومنذ ذلك الحين أخذت القضية الأفغانية بعدا عالميا وقبل أن نمضي بعيدا في هذا الموضوع لابد لنا من وقفة صغيرة نتعرف من خلالها على أوضاع العالم في تلك الفترة ذلك إن جميع القضايا العالمية مترابطة ولا يمكننا فصل أي منها عما سواها من القضايا. وسنكتفي هنا بتقديم لمحة مختصرة حول هذا الموضوع ولن نتوسع في التفاصيل الجزئية لكل حدث إنما سنكتفى بالإشارة للمواضيع التي تهمنا

وسنبدأ بالحديث عن أمريكا والتي خرجت منتصف سبعينات القرن الماضي من الهند الصينية(فيتنام كمبوديا ولاوس) بعدما تعرضت لهزيمة مذلة في فيتنام بعد عقد كامل من الحرب الدامية حيث سقطت سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية في ربيع عام ١٩٧٥ وشاهد العالم كيف هرب الأمريكيون بطائرات الهليكوبتر عندما دخل الشيوعيون الموالون للروس سايغون وبعد أيام قليلة سقطت بنوم بنه عاصمة كمبوديا بيد الشيوعيين الموالين للصين  وكان لهذه الهزيمة أثرها على سياسة أمريكا في النصف الثاني من عقد السبعينات حيث صار الأمريكيون شديدو الحذر من الدخول في أية حروب كما وصل إلى البيت الأبيض في تلك الفترة جيمي كارتر وهو من الديموقراطيين وينتمي الى تيار(الحمائم) لذا كانت السياسة الأمريكية في عهده تتسم بعدم المواجهة

وقد يعترض البعض قائلا إن السياسة الأمريكية يتم صياغتها من خلال المؤسسات المختلفة وهذاالأمر صحيح إلا أن للرئيس دورا مهما في صياغة وتنفيذ الكثير من القرارات

وعلى الطرف الآخر شعر الشيوعيون وخاصة الروس بالنشوة بعد هزيمة الأمريكيين في جنوب شرق آسيا فتدخلوا في افريقيا حيث دعموا نظام الحكم الشيوعي في الحبشة وكذلك دعموا عملاءهم في أنغولا حيث حارب الكوبيون نيابة عن الروس في شرق وجنوب إفريقيا فصار للروس موطيء قدم في تلك البلاد يضاف إلى ذلك سيطرة فيتنام الموالية للروس على كمبوديا والتي كان نظام الحكم فيها يتبع للصين وبذلك احتدم الخلاف العقائدي بين شيوعيي الكرملن وشيوعيي بكين وتحول إلى عداء كاد أن يؤدي إلى حرب بين عملاقي العالم الشيوعي ربيع عام ١٩٧٩ عندما هاجمت الصين فيتنام في تلك الأثناء وهذا كان من الأسباب التي دعت الصين لتحسين علاقاتها مع أمريكا منذ ذلك الوقت ولهذا الأمر تأثير كبير على القضية الأفغانية وهذا ماسنتطرق إليه في الفصول القادمة إن شاء الله

وقبل ذلك لابد من لمحة مختصرة عن حالة الأمة الإسلامية في تلك الأثناء



2020-12-28

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق