الاثنين، 1 مارس 2021

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة 

الحلقة الرابعة عشر 

أهم الأحداث في عقد التسعينات
كما ذكرنا سابقا فقد انتهى عقد الثمانينات باغتيال رئيس باكستان ضياء الحق رحمه الله وانسحاب الروس من أفغانستان واغتيال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ودخل عقد التسعينات الذي كان حافلا بالكثير من الأحداث الجسيمة التي أثرت على أمتنا وعلى الجهاد الأفغاني بشكل خاص وهنا  لابد من نظرة سريعة على تلك الأحداث انطلاقا من النظرة الشمولية التي تعتمد على ترابط جميع قضايا المسلمين ببعضها
١-حرب الخليج الثانية
بدأ هذا العقد باجتياح العراق للكويت وهذا الحدث أدى لشرخ كبير في النظام  الرسمي العربي حيث وقفت بعض الدول العربية مع الحل الأمريكي للأزمة بتأييدها استدعاء القوات الأمريكية ومن تحالف معها إلى جزيرة العرب بحجة"تحرير الكويت" والذي كانت نتيجته تدمير العراق والكويت ومحاصرة العراق ثم احتلاله من قبل الأمريكان وتقديمه إلى إيران فيما بعد
وفي الطرف المقابل وقفت بعض الدول العربية ضد الحل الأمريكي للأزمة ولم يكن لموقفها أي تأثير في مجريات الأحداث
في ساحة العمل الإسلامي تماهت مواقف بعض الجماعات الإسلامية مع مواقف الحكومات في هذا البلد أوذاك ولم يكن لجميع فصائل العمل الإسلامي( رغم ثقلها الكمي) أي تأثير في مجريات الأحداث
في تلك الأثناء دعا أمير الجماعة الإسلامية في باكستان القاضي حسين أحمد رحمه الله إلى مؤتمر حضره عدد كبير من قيادا ت فصائل العمل الإسلامي في مختلف البلدان ومن بينهم بعض قادة الجهاد الأفغاني وأدان الحاضرون الحرب الأمريكية على العراق بل ذهبوا لأبعد من ذلك بأن نزعوا الشرعية عن جميع  الحكومات "الإسلامية" المشاركة في تلك الحرب.ولاننسى هنا المواقف الجريئة لبعض الدعاة الذين وقفوا ضد استدعاء القوات الصليبية إلى جزيرة العرب وبينوا الحكم الشرعي في هذه المسألة وخطورة تلك الحرب على حاضر الأمة ومستقبلها
هناك أظهرالأمريكيون ومن يدور في فلكهم  عداءهم الصريح للجماعات الإسلامية والذي لم يكن واضحا في العقد السابق وطفا على السطح مصطلحات جديدة مثل التشدد والتطرف والإسلام السياسي والعنف........الخ وهنا بدأ التمايز في الصف الإسلامي تتضح معالمه فظهر من يسعى لمجاملة الآخرين بحجة الواقعية ومقاصد الشريعة مع المبالغة في استعمال بعض الكلمات  كالوسطية كرد فعل على كلمة التشدد والتطرف وهنا بدأ  بعض الإسلاميين تحت ضغط الواقع بالعمل على مجاملة الآخرين  ولو على حساب ثوابت الدين وبرز في الطرف المقابل من يؤكد على صورة الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده
٢- مؤتمر مدريد
وكان من تداعيات حرب الخليج الثانية انطلاق ما سمي بمحادثات السلام بين الكيان اليهودي والحكومات العربية في مدريد وما تبعها من محادثات في أوسلو بين "منظمة التحرير الفلسطينية"والكيان اليهودي والتي أدت لما سمي بالحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع عزة وهكذا انفتح الباب أمام التطبيع بين الأنظمة العربية والكيان اليهودي مما أدى لقيام بعض المعارضين للتطبيع للتجمع في محاولة لعرقلة عملية التطبيع فعقدت المؤتمرات وصدرت البيانات وتسابق البعض للمزايدة في هذا المجال حيث دخل على خط: مقاومة التطبيع "الرافضة والنصيريون ومختلف الأحزاب العلمانية(بعثيون ناصريون قوميون .....)كما دخل بعض النصارى(الأنبا شنودة زعيم أقباط مصر وكذلك نصر الله صفير زعيم المارونيين في لبنان )على نفس الخط ولكل طرف أهدافه ونواياه الخاصة
وبالطبع دخل بعض الإسلاميين في نفس المسار مع الآخرين مما أدى الى المزيد من حالة الضبابية والميوعة في المفاهيم داخل الساحة الإسلامية ولعل أخطرهأ تشويش عقيدة الولاء والبراء في أذهان بعض المسلمين
٣-أحداث الجزائر
وفي بداية العقد نجحت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التي جرت هناك بداية العقد فقام العسكر الموالون لفرنسا بانقلاب عسكري اندلعت بعده مواجهة مسلحة بين الإسلاميين والحكومة الجزائرية ارتكب فيها أنصار فرنسا جرائم تقشعر منها الأبدان ضد المسلمين هناك وانتهت تلك الجولة ببقاء أنصار فرنسا في سدة الحكم
هنا ظهرت المواقف المتناقضة لبعض الإسلاميين الذين أيدوا الجهاد ضد حكومة كابل الشيوعية كما أيدوا محاربة النظام العراقي في حرب الخليج الثانية بينما وقفوا ضد اسلاميي الجزائر في مواجهتهم مع العسكر الذين انقلبوا على خيار المسلمين هناك بحجة عصمة دماء المسلمين وأدت هذه التناقضات المخجلة عند بعض الدعاة والعلماء إلى سقوط هيبتهم عند قطاع كبير من المسلمين مما أفقد الأمة المرجعية التي يجب احترامها
٤- كما ظهرت في مصر الجماعة الإسلامية التي تبنت خيار الجهاد ضد نظام حسني مبارك والتي تمكن النظام المصري من اخمادها
٥-بروز ظاهرة الجهاد العالمي
وهذا ماسنتحدث عنه لاحقا إن شاء الله بشيء من التفصيل



20201-02-28
كاتب من بيت المقدس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق