الأربعاء، 3 فبراير 2021

 الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة


الحلقة التاسعة

مناصرة المسلمين لإخوانهم الأفغان

لقد شهد عقد الثمانينات هدنة مؤقتة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي حيث تلاقت مصالح الطرفين فوق جبال أفغانستان فأوعزت الإدارة الأمريكية لوكلائها بدعم المقاومة الأفغانية

 فقامت المنظمات الإسلامية بفتح المشافي ومراكز الإغاثة في المناطق الحدودية من باكستان كما انتقل الشيخ عبد الله عزام(رحمه الله)من العمل في الجامعة الإسلامية في إسلام أباد إلى بيشاور وأفتتح مكتبا سماه مكتب خدمات المجاهدين وأصدر مجلة الجهاد وصدى الجهاد وكان يشرف على الشباب العربي القادم من الدول العربية والدول الغربية (أوروبا وأمريكا) وهناك تزاحم الشباب المسلم بالسفر إلى بيشاور كما قدمت بعض الحكومات العربية تسهيلات لذلك

وفي مدينة بيشاور الباكستانية تجمع عدد كبير من منظمات الإغاثة الإسلامية كالهلال الأحمر الكويتي والسعودي ولجنة الدعوة الإسلامية الكويتية ولجنة البر التابعة للندوة العالمية للشباب المسلم وغيرها وغيرها وغيرها

وأما بخصوص الشباب المسلم فكانت بلدان الجزيرة العربية تحتل المرتبة الأولى بعدد الوافدين منها كما أسهمت بلدان أخرى ولكن بنسبة أقل حيث سافر عدد لابأس به من أوروبا وأمريكا كما لاننسى مساهمة شباب بلاد الرافدين حيث ادى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية لفرار عدد كبير من الشباب من ساحات القتال لعدم اقتناعهم بتلك الحرب حيث لم تكن رايتها إسلامية فصارت إيران ملجأ للفارين من الجانب العراقي كما صارت العراق ملجأ للفارين من الجانب الإيراني وبعد ذلك يتابع الفارون طريقهم فمنهم من يتجه للهجرة إلى الدول الغربية وأما الشباب المسلم فيتابع طريقه إلى باكستان ليلتحق بالجهاد الأفغاني كما انضم عدد غير قليل من الشباب المسلم من الشام ممن هاجروا إلى البلدان المجاورة قبل وبعد مجزرة حماه عام ٨٢

كما قامت المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا بجمع المساعدات المالية والعينية لأفغانستان بل إن الشيخ عبد الله عزام (رحمه الله) قد سافر إلى أمريكا لهذا الغرض وهنا لابد لنا من الاشارة للدور الذي لعبه بتشجيع الشباب المسلم على المشاركة في الجهاد الأفغاني لأنه كان يراه نقطة الانطلاق لاعادة الخلافة الإسلامية أوالمنارة المفقودة كما سماها بأحد مؤلفاته والذي حمل هذا الاسم

أما العلماء والدعاة فكانت مهمتهم اصدار البيانات والفتاوى التي تحث الأمة الإسلامية على مناصرة الجهاد الأفغاني

وهكذا تفاعلت الأمة الإسلامية مع القضية الأفغانية بشكل غير مسبوق للأسباب التي أشرنا إليها سابقا وهكذا صارت أفغانستان قضية المسلمين الأولى في تلك الفترة وسننتحدث في الفصول القادمة عن مجريات الأحداث داخل أفغانستان وظهور حركة طالبان فيما بعد وتأثيرات تلك الأحداث على أمتنا




2021-02-03

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق