الاثنين، 15 فبراير 2021

 

الجهاد الافغاني بين غلو التقديس و غلو التخوين

حقائق غائبة

مجريات الحرب في الساحة الأفغانية

الحلقة الثانية عشر
الجزء الأول

وهنا سنتحدث عن مجريات الأحداث خلال النصف الأول من عقد الثمانينات

كما ذكرنا سابقا بأن الجهاد في أفغانستان قد بدأ بصورة متواضعة في زمن محمد داوود خان في النصف الأول من عقد السبعينات ازداد ضراوة بعد وصول الشيوعيين إلى الحكم عام ١٩٧٨ ثم توسع أكثر بعد الغزو الروسي حيث أخذت القضية بعدا عالميا حيث تلاقت مصالح العالم الغربي ومعه الصين مع مصلحة المسلمين مع الإختلاف بمشاريع الأطراف المشاركة في الصراع ولايمكننا الحديث عن مجريات المعارك خلال تلك الفترة التي امتدت حتى بداية عام ٨٥ وسنكتفي هنا بتناول الموضوع بصورة مجملة نركز فيه على أهم الأحداث

كما ذكرنا سابقا دخل الروس إلى أفغانستان نهاية عام ٧٩ وكأي قوة احتلال فإنهم سيطروا على مراكز المدن الكبرى والطرق الرئيسية والمطارات وبالطبع فقد كان الروس متواجدين هناك قبل الغزو كما أسلفنا حيث كانوا يتحكمون بالجيش الأفغاني وأجهزة الأمن وجميع مفاصل الدولة وقاموا بتوسيع المؤسسة الأمنية التي كانت تسمى ألخاد وهي اختصار ل(خدمات أمن دولتي)وللروس خبرة كبيرة في قمع الحركات الشعبية كما أسلفنا

قام الروس أيضا بزيادة عدد الجيش الأفغاني مع تسليحه بأحدث الأسلحة وبالنسبة لتعداد الجيش الروسي فكانت حسب الأرقام المعلنة بحدود ١٢٠ الف وهذا الرقم يعتبر صغيرا(إذا صحت تلك المعلومات) بالنسبة لمساحة أفغانستان وتضاريسها الوعرة لذلك حاول الروس أن يجعلوا من الأفغان وقودا لتلك الحرب وهذا يعني الاعتماد الكبير على الجيش الأفغاني والميلشيات التي شكلوها وكانت الغالبية الساحقة من المجندين بشكل اجباري لذلك كانت عمليات الفرار تتم بصورة دائمة وعلى نطاق واسع مما أرغم الروس على الاعتماد على جيشهم في الكثير من العمليات فلجؤوا لعمليات الإبادة الجماعية للمناطق التي يتواجد بها المجاهدون واستخدموا كافة الأسلحة برا وجوا فاستعملوا القنابل العنفودية والفراغية والقنابل الحارقة والصواريخ الثقيلة وكان المجاهدون يحتمون في الجبال ويبقى الشيوخ والنساء والأطفال عرضة للموت نتيجة تلك العمليات مما أدى لموجة نزوح جماعية إلى باكستان وإيران

وأثناء الحرب توسع الروس باستعمال سلاح الجو وخاصة الحوامات(الهليوكوبتر) والتي كانت تؤذي المجاهدين أكثر من القوات البرية ولم يكن لدى المجاهدين وسائط دفاع جوي فعالة كالصواريخ المحمولة على الكتف بل إن أمريكا منعت إيصال هذا السلاح إلى الأفغان(كما حصل في الشام مع التفاوت باهداف الأمريكيين في الساحتين) بغية إطالة أمد الحرب لايقاع أكبر قدر من الخسائر في طرفي الصراع

لقد كانت  تلك الفترة قاسية جدا على الأفغان حيث استنفذ الروس كل مالديهم من قوة وخسة في تلك الحرب حتى أن بعض المراقبين قالوا إن الروس قد انتصروا تكتيكيا في تلك الفترة لكن المجاهدين كثفوا من استعمال المضادات الأرضية وصار لديهم خبرة كافية بالتعامل مع الحوامات والتي كانت مصفحة ضد الرصاص لكنها تحتوي نقطة ضعف قاتلة وهي المروحتين العلوية والخلفية فصار المجاهدون يركزون طلقاتهم نحو المراوح كما تمكنوا من اسقاطها في بعض الحالات باستعمال مضادات الدروع عندما تكون الحوامات محلقة فوق الوديان موازية لسفوح الجبال فيمكن استهدافها عند ذلك(وهذا ماذكره لي عدد من الاخوة الذين شاهدوا ذلك) ونجح المجاهدون بفضل الله وتسديده من اسقاط عدد كبير من المروحيات في السنوات التالية اضافة للخسائر الهائلة التي لحقت بالروس على الأرض فصارت أفغانستان مقبرة للجيش الروسي





20201-02-10

كاتب من بيت المقدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق